ضربات حزب الله تربك جيش الاحتلال وخشية إسرائيلية من حرب شاملة رغم التهديدات
تبقى الجبهة الجنوبية تحت وطأة التهويل الإسرائيلي بالحرب واستدعاء المزيد من جنود الاحتياط، وأبرز ما سُجل بعد تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعملية قوية على الجبهة الشمالية، هو توجه رئيس المعسكر الوطني الوزير في "كابينيت الحرب” بيني غانتس لرؤساء بلديات الشمال قائلًا: "استعدوا لقتال ولأيام أكثر صعوبة يمكن أن تصل بنا إلى الحرب”، فيما لفت وزير الدفاع يوآف غالانت إلى "أن الحكومة اللبنانية لا تريد اندلاع حرب واسعة وعليها الضغط على حزب الله”. أما صحيفة "هآرتس” الإسرائيلية فأكدت "أن "كابينت الحرب” يخشى حرباً شاملةً مع حزب الله، وذلك على خلاف ما وصفته بـ”هراء النصر المطلق”، في إشارة إلى مزاعم بعض المسؤولين الإسرائيليين بشأن شن هجوم كبير ضد لبنان. وأضافت الصحيفة أنه خلافاً لتصريحات وزير "الأمن القومي” إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، والتي وصفتها بـ”الجوفاء”، فإن "صناع السياسة يخشون حقاً رؤية إسرائيل تتدهور إلى حرب شاملة مع حزب الله”.
وتأتي هذه التصريحات على وقع الضربات المؤلمة التي يوجهها حزب الله إلى جيش الاحتلال والمستوطنات الشمالية وآخرها مقتل جنديين وإصابة أكثر من 15 في هجوم بمسيرتين للحزب على "حرفيش” في الجليل الأعلى، ليرتفع عدد القتلى على الحدود الشمالية بحسب جيش الاحتلال إلى 25 منذ بداية الحرب بينهم 15 جندياً و10 مدنيين.
ورداً على هذه الضربات، نفّذ الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات على قرى جنوبية، فأغارت مسيّرة بصاروخ موجّه على دراجة نارية في ساحة بلدة عيترون ما أدى إلى وقوع إصابات. وقد نعى حزب الله حسين نعمة الحوراني "بدر” مواليد عام 1988 من مدينة بنت جبيل. ونفذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على منطقة جبل كحيل في بلدة عيترون ملقياً صاروخين جو- أرض. كما استهدفت مسيّرة سيارة من نوع رابيد على طريق عيترون بنت جبيل غير أن ركابها تمكنوا من النجاة. وعصراً خرق الطيران الحربي جدار الصوت فوق منطقة صيدا على دفعتين وعلى مستوى منخفض.
استهداف وادي جيلو
وكان الطيران الحربي أغار فجر الخميس على بلدة وادي جيلو في قضاء صور، مستهدفاً منزلاً غير مأهول، ما أدى إلى تدميره واشتعال النيران في عدد من المنازل المحيطة بالمكان، ومستودع لأدوات التنظيف والزيوت، ما ألحق الأضرار بعشرات المنازل كتكسير الزجاج والنوافذ والتصدع، بالإضافة إلى أضرار جسيمة في البنى التحتية، وبخاصة شبكتي الكهرباء والمياه. وهرعت إلى المكان فرق الدفاع المدني لإطفاء الحرائق المشتعلة ومعالجة الإصابات البشرية المتوسطة والطفيفة.
وانتشرت على مواقع التواصل رسالة وصلت على هاتف أحد سكان وادي جيلو تطلب منه إخلاء كل من يتواجد في المكان فوراً لأن "الموقع المكون من طابقين إلى جانب صيدلية علي في وادي جيلو سيستهدف في اللحظات القريبة…أنت تتحمل المسؤولية عن حياة الجميع. الموقع على وشك التفجير قم بإخلاء الناس كلهم فوراً”.
وقد ادعى المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي "أن الطائرات الحربية أغارت على مستودع أسلحة يقع في وادي جيلو إضافة إلى موقعين بالقرب من منطقة عدشيت في عمق لبنان. كما تمت مهاجمة مبان عسكرية لحزب الله في بيت ياحون وصديقين وبنية تحتية في العديسة”.
كما أغار الطيران الحربي على أطراف بلدة صديقين ما أدى إلى تدمير منزل تدميراً كاملاً وإلحاق أضرار جسيمة في الممتلكات والبنى التحتية.
وطالت إحدى الغارات بلدة العديسة المحاذية لمستعمرة مسكفعام، ما أسفر عن اشتعال حريق في خزان مازوت. واندلع حريق قرب موقع للجيش اللبناني في بلدة رميش جراء إلقاء قذائف إسرائيلية حارقة. وصباحاً، تعرضت أطراف بلدة عيتا الشعب في القطاع الاوسط لقصف مدفعي مباشر.
في المقابل، أعلن حزب الله أنه "وفي إطار الرد على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة وآخرها في عيترون، استهدف مقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت وتموضعات الجنود في محيطها بصواريخ فلق 1 وأصابها إصابة مباشرة ما أدى إلى تدمير جزء منها وإيقاع خسائر مؤكدة فيها”. واستهدف الحزب التجهيزات التجسسية في موقع الراهب، وكان الحزب استهدف ليلاً موقع "الرمثا” في تلال كفرشوبا.
وفي جديد التحقيقات بحادثة إطلاق النار على السفارة الأمريكية، أفيد بأن منفذ العملية خطط لها بمفرده وليس ضمن خلية، وذكرت التحقيقات الأولية أنه اشترى السلاح والذخيرة من ماله الخاص وأنه استطلع السفارة الأمريكية عبر موقع غوغل.