من المتقاعدين المدنيين إلى جلالة الملك: رسالة مفتوحة
اخبار البلد-محمد ابو صقري- سيدي جلالة الملك، لسنا إلا كما تريد، أوفياء مخلصين للوطن والعرش، قبل التقاعد وبعده، بهيكلة أو بدون هيكلة. يكفينا فخراً أننا أسهمنا في بناء الأردن لبنةً لبنة، حتى أصبح على ما هو عليه الآن، لم تقف الظروف الصعبة التي كنا نعاني منها أثناء الخدمة حائلا دون إنجاز المهمة، كنا نصلي الفجر على قارعة الطريق، حرصاً منا على أن نكون في مكان عملنا في الوقت المناسب، نؤدي عملنا بكل إخلاص وأمانة، يشهد على ذلك كل الذين تتلمذوا أو تدربوا على أيدينا ووصلوا إلى أعلى المراتب في الدولة أو في أي مكان آخر.
ليس هذا تذمراً ولا شكوى، بقدر ما هو عتب على كل الذين تركونا نئن تحت وطأة الفقر والحاجة والبؤس والمرض والشيخوخة، وهم يعلمون، لكنهم، للأسف، لا يلقون لنا بالاً، ولسنا في واردهم، لا من قريب ولا من بعيد، نعتب كما يعتب الوالد على ولده، إن هو تركه لعاديات الزمن، وما أكثرها!
لقد طالنا الظلم وطال، كل القوانين والأنظمة التي كانت سائدة أثناء فترة خدمتنا كانت ظالمة، رواتبنا متدنية، وترفيعاتنا من درجة إلى درجة كانت تحت رحمة الشواغر، وكأن شواغر الدرجات مقدسة، قليل منا من وصل إلى الدرجة الخاصة، برغم أحقيته فيها، ذلك لأن شروطها كانت قاسية، تتطلب درجة عليا وسنوات عديدة، لذلك فقد وصلنا إلى سن التقاعد ولم نصل إليها، كل ذلك قد تغير الآن، وهنيئا لمن لا زال على رأس عمله، ولا نحسدهم على ذلك.
إعادة الهيكلة التي وُعدنا بها ذهبت أدراج الرياح. ثلاثون ديناراً هي فقط كل ما طُلناه ونلناه من الهيكلة، وكأن هذه الثلاثين ديناراً ستنتشلنا من تحت خط الفقر وتبعث فينا الأمل بحياة كريمة فيما تبقى لنا من عمر. مساواة رواتبنا التقاعدية بالرواتب التقاعدية الجديدة لن تكون عبئا ثقيلا على خزينة الدولة، ذلك لأن عددنا محدود، لا يتجاوز العشرة آلاف على أحسن تقدير، ولا نظن الدولة عاجزة عن توفير مبلغ يضمن لهذه المجموعة من الناس عيشا كريما، بحيث لا يكونوا عالة على أولادهم وبناتهم.
لن ننزل إلى الشارع كما يفعل الآخرون، ولن نصرخ كالصارخين، ليس لأننا لا نستطيع، بحكم السن والمرض والشيخوخة، بل لأننا ندرك أننا لن نُظلم في بلد أبي الحسين، وأن العدالة لا بد وأن تتحقق، وإننا لمنتظرون.
وَفَّقكم الله، وسدد على طريق الخير خُطاكم.