صراع داخلي في حكومة نتنياهو بسبب مقترح بايدن
تسبب المقترح الذي عرضه الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن غزة، بتوترات داخلية في الائتلاف الحكومي الذي يقوده بنيامين نتنياهو، وسط تهديد من بعض الوزراء بتفكيك الحكومة، ومساعٍ لرئيس الوزراء لإقناع أعضاء حزبه للموافقة عليه، مؤكداً أنه لن ينهي الحرب على غزة.
يتشكل ائتلاف نتنياهو من خمسة أحزاب يمينية، ويشكل الوزيران بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير صداعاً بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، حيث يهددانه بتفكيك الائتلاف وحل الحكومة.
وعلى الرغم من إصرار نتنياهو على عدم قبول هدنة دائمة قبل "القضاء على حماس، وتحرير المحتجزين الإسرائيليين في غزة"، فإنه وتحت ضغوط مختلفة من أعضاء حكومته الذين يدعمون التوصل إلى اتفاق، لم يرفض المقترح المعلن بشكل قاطع.
الخلافات الحالية داخل ائتلاف نتنياهو، تعيد إلى الأذهان التحديات التي واجهتها الحكومات السابقة في التعامل مع المشكلات الأمنية المعقدة بالمنطقة، بحسب صحيفة "فايننشيال تايمز".
يُذكر أن اقتراح بايدن بشأن غزة، والذي قُدم يوم الجمعة، يتضمن خطة مكونة من ثلاث مراحل لوقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، حيث أعرب الرئيس الأمريكي عن اعتقاده بأنه "حان الوقت لإنهاء هذه الحرب".
في الإطار، استعرضت القناة 12 الإسرائيلية خريطة للأحزاب الخمسة المشكلة لائتلاف نتنياهو الحكومي الذي يضم 35 وزيراً و4 نواب وزراء، مشيرة إلى أن من سيحسم قضية الموافقة أو رفض الصفقة المقترح، هو الحكومة وليس الكنيست.
"يهودت هتوراة" يدعم الصفقة
ولدى حزب "يهودت هتوراة" وزيران ونائب وزير في ائتلاف نتنياهو، وعلى خلفية المقترح، فقد أعلن رئيسه وهو وزير الإسكان يتسحاق جولدكنوبف، أنه سيدعم أي اقتراح يفضي إلى إطلاق سراح كافة المختطفين، لأن هناك خطراً حقيقياً وملموساً على حياتهم، و"لذلك فإن أي اقتراح يؤدي إلى إنقاذهم سيدعمه".
حزب غانتس أكد على ضرورة التوصل لاتفاق
كما يدعم "معسكر الدولة" الذي لديه ثلاثة وزراء في الحكومة، (بيني غانتس، وغادي آيزنكوت، وهيلي تبروبر) الصفقة، حيث أكد ثلاثتهم دعمهم للتوصل إلى اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق سراح المختطفين، ودعوا طوال فترة الحرب إلى التوصل لذلك.
وفي بيان له قبل بدء العملية البرية في رفح، قال غانتس إن عودة المختطفين أمر ملح وذو أهمية أكبر بكثير، مضيفاً أنه "إذا تم التوصل إلى صفقة "مسؤولة" لاستعادة الرهائن بدعم من الجهاز الأمني بأكمله، ومنع الوزراء في الحكومة ذلك، فلن يكون لهذه الحكومة الحق في هذا الأمر أو في الاستمرار في الوجود".
هل يدعم الليكود الاتفاق؟
ويضم حزب الليكود 18 وزيراً في الحكومة بمن في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وقد أعلن بعضهم أنهم سيدعمون الصفقة.
والثلاثاء 4 يونيو/حزيران 2024، شرع نتنياهو ومكتبه في محاولة إقناع وزراء ونواب حزبه "الليكود"، بدعم المقترح، وتشير هذه الاتصالات إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يخشى من التداعيات الائتلافية، وليس فقط من عدم توفر أغلبية لقرارات ذات أهمية للحكومة، بحسب هيئة البث الإسرائيلية.
بحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن "نتنياهو تحدث مع وزراء وأعضاء كنيست (البرلمان) في الأيام الأخيرة وأقنعهم بدعم الاقتراح الإسرائيلي علناً، ولم يكن الوزراء وأعضاء الكنيست مطلعين على جميع تفاصيل الاقتراح، لكن نتنياهو ادعى في المحادثة أنه جيد وسيجعل من الممكن تحقيق أهداف الحرب".
وأمس الإثنين، وصلت عائلات الأسرى إلى منازل أعضاء الكنيست والوزراء من الليكود للقائهم شخصياً، وقال بعضهم إنهم سيدعمون الصفقة.
ماذا عن حزب شاس؟
بالنسبة لحزب شاس الذي لديه ستة وزراء في الحكومة ونائب وزير واحد، فإن رئيسه وعضو الكنيست أرييه درعي، يدعم العمل على إعادة المختطفين، وقال في تصريحات الشهر الماضي عن عائلات الأسرى: "سمعت آلامهم الكبيرة التي لا يمكن تصورها، وشددت على التزام الحكومة المطلق بذلك وعمل كل ما في وسعها لإعادة أبنائهم إلى منازلهم في أقرب وقت ممكن".
وعلى خلفية الإعلان أمس عن مقتل أربعة مختطفين، قال وزير العمل من حزب شاس يوآف بن تسور، إنه يجب أولاً إعادة المختطفين، قائلاً: "الأخبار عن مقتلهم تثبت لنا مدى قسوة وخطورة ما يعيشه المختطفون"، على حد قوله.
فيما قال الوزير موشيه أربيل من حزب شاس: "يجب ألا ننسى المختطفين، والدولة لن تصمت حتى إعادتهم".
أحزاب تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو
حزب الصهيونية الدينية
ولحزب "الصهيونية الدينية" ثلاثة وزراء في ائتلاف نتنياهو، وهم: بتسلئيل سموتريتش، وأوريت ستروك، وأوفير سوفير.
ورغم تأييد سموتريتش اتفاق الهدنة الإنسانية التي استمرت أسبوعاً نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2023، لكنه أكد في مناسبات عدة بعدها اعتراضه على أي اتفاق.
في تصريحات له أمس، قال سموتريتش: "إننا ملزمون بإعادة جميع المختطفين"، لكنه هدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو، إذا قبل نتنياهو بالصفقة التي وصف المقترح بـ"الخطير وعرض استسلام".
حيث قال: "لقد أثبتت الأشهر القليلة الماضية لنا جميعاً أن الطريق إلى هناك (إعادة الأسرى) ليس من خلال المحادثات الفارغة مع السنوار، بل فقط من خلال زيادة الضغط العسكري وإطلاق النار حتى تستسلم حماس".
فيما قالت الوزيرة أوريت ستروك في تدوينة على منصة (إكس)، إنها "صفقة استسلام، وتنقذ حماس، وتمهد للمذبحة التالية (هجوم 7 أكتوبر)، وحتى لو أطلق عليها نشطاء اليسار بـ"صفقة نتنياهو"، فهي لن تمر بأي شكل من الأشكال".
وخلافاً لتصريحات أصدقائه في الحزب، قال الوزير أوفير سوفير أمس، على خلفية الإعلان عن مقتل أربعة مختطفين، إن "واجبنا الأخلاقي والأساسي هو إعادة الجميع إلى ديارهم"، وفي مقابلة سابقة له أشار إلى أنه "من الخطأ التعبير عن موقف من القضية قبل معرفة كافة التفاصيل".
حزب "القوة اليهودية"
ولحزب "القوة اليهودية" ثلاثة وزراء في الحكومة، وهم: إيتمار بن غفير، ويتسحاق ويسارلوف، وعيمخاي إلياهو، ورغم حديث الحزب المتطرف عن وجوب إعادة المختطفين، لكنه يشترط بأن ذلك "لن يكون بأي ثمن"، مهددا بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو.
وهدد زعيمه بن غفير بالقول إن "التوقيع على اتفاق غير شرعي ينهي الحرب دون القضاء على حماس، فإن "القوة اليهودية" سيحل الحكومة".