شعبنا هو المنتصر بالنهاية رغم جرائم الاحتلال والتخاذل العربي



تعجز الكلمات عن وصف ما ارتكبته قوات الاحتلال في قطاع غزة خاصة في مخيم جباليا، حيث لم يبق بيت واحد بدون تدمير، ولم يبق فلسطيني واحد بدون تهجير وبدون معاناة بلا حدود، حتى ان وكالة الغوث «الاونروا» قالت ان غزة صارت انقاضا والسكان يركضون بحثا عن مكان آمن ولا يجدونه او لقمة عيش مفقودة كليا .


وهذه الحرب البشعة لم تتوقف في قطاع غزة رغم الانسحاب الشكلي من جباليا، وما تزال الجرائم مستمرة والمعاناة تتزايد ولا تتوقف.


في اجواء هذه الحالة المؤلمة من القتل والتدمير والتشريد يخرج علينا الرئيس جو بايدن بخطة من ثلاث مراحل لإنهاء هذه الحرب.


والخطة تتضمن وقفا شاملا لاطلاق النار وانسحاب اسرائيلي ليس من كل غزة، ولكن من المناطق المأهولة وثم عودة النازحين وهم بعشرات الآلاف. وبعد ذلك اعادة اعمار غزة. وكان رد نتانياهو سريعا حيث قال ان الحرب لن تتوقف ولن تنتهي الا بتحقيق كل اهدافها ومنها استعادة جميع المخطوفين والقضاء على كل قدرات حركة حماس التي اكدت استعدادها للتعامل مع اي مقترح لوقف الحرب والانسحاب، وبالتأكيد عودة النازحين وبدء اعادة الاعمار.


لقد احترقت خلال العشرين يوما من الاحتلال مراكز الايواء ومخازن المساعدات الاغاثية للاونروا، كما خرجت المستشفيات عن الخدمة وتم نسف احياء سكنية بأكملها وتدمير آبار المياه، وما يزال البحث مستمرا عن عشرات ان لم يكن مئات المفقودين بين ركام المنازل ومراكز الايواء.


ان الكارثة او ما يشبه الحرب العالمية في قطاع غزة لم تحرك ساكنا من الناحية العملية الميدانية، واكثر او احسن ما سمعنا، هو تكرار الكلام والمطالبة الجوفاء بتحقيق كذا وكذا الى اخر الاسطوانة المشروخة والمعروفة والتي ماتت منذ سنوات ولم يمت الذين يتحدثون عنها ويكررونها وهم يعرفون انها مجرد حديث في الهواء.


شعبنا يقف كله في موقف واحد مع الاهل في غزة وهو جاهز لعمل كل ما يمكن من اجل نصرة الذين يعانون بشدة هناك ولكن القرار القوي والفعال يظل بأيدي القيادات واصحاب النفوذ والعمل.


اننا اذ نحيي الاهل في غزة ونعرب لهم عن الوقوف معهم والى جانبهم بكل ما هو ممكن، نقول للقيادات الفلسطينية اولا والعربية ثانيا ان التاريخ لن يرحم ولن ينسى وان شعبنا الذي يدفع الثمن غاليا جدا ويقدم التضحيات العزيزة الكثيرة يظل صامدا قويا وواثقا انه المنتصر في النهاية سواء طال الزمان او قصر وان الاحتلال الى زوال مهما اشتدت قوته وزادت غطرسته.