هل سيناقش المنتدى الحواري اليوم واقع الضمان ومستقبله.؟
تبدأ اليوم أعمال المنتدى الحواري الوطني "تواصل 2024" الذي تنظمه مؤسسة ولي العهد لإطلاق حوار حول الواقع والتطلعات لتبادل الأفكار والرؤى حول القضايا الوطنية التي تهم الشباب والمجتمع..
لا شك أن فكرة المنتدى ممتازة، لكنني أعتقد بأن من أهم القضايا التي يمكن أن يُثار حولها حوار جاد وفاعل ومُنتِج هي قضايا الضمان الاجتماعي في المملكة وواقعه ومستقبله، وهي من الموضوعات الوطنية التي لا تقل أهمية عن القضايا السياسية وعن تفعيل المشاركة السياسية وإدماج الشباب والمرأة فيها بشكل خاص وأبناء المجتمع بشكل عام، لا سيما وأن الضمان الاجتماعي يوصف بأنه نظام سياسي اقتصادي اجتماعي، باعتباره يدخل في صميم واجبات الدول اليوم، وأن أي دولة تُغفِله أو لا توليه الاهتمام اللازم تكون مقصّرة في تأدية أحد أهم واجباتها ومسؤولياتها تجاه مواطنيها وقاطنيها، كما أنه يشكّل العمود الفقري للحماية الاجتماعية سواء للأجيال الحالية أو الأجيال القادمة وصمّام أمان لأبناء المجتمع وللطبقة محدودة الدخل من الفقر، ويُشكّل أيضاً رافعة اقتصادية من خلال استثمار أموال الضمان المتراكمة في مجالات وحقول كثيرة يحتاجها المجتمع وتوفر فرص العمل للشباب وتُحدِث التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.
لا أدري ما إذا كان هذا الموضوع مطروحاً على مائدة حوار منتدى "تواصل 2024" اليوم أم لا..!
فإذا لم يكن ضمن أجندة حواره الوطني اليوم فقد غفلَ المنظِّمون عن قضية وطنية حيوية مهمة وذات أولوية، ومن المهم أن يدلي فيها الشباب بآرائهم وطروحاتهم ومقترحاتهم ويقدّموا رؤاهم للحاضر والمستقبل بعد أن يستمعوا إلى الخبراء في الموضوع.
أعتقد أن على مؤسسة ولي العهد أن تستدرك الموضوع لاحقاً، وأن تضع ضمن أجندتها موضوع الضمان الاجتماعي وتدير حوله جلسات نقاشية وحوارية جادّة في أقرب فرصة، لا سيما في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها الضمان اليوم وآثارها الاقتصادية والاجتماعية على المجتمع والدولة، فالضمان أصبح جزءاً مهمّاً من منظومة الأمن الاجتماعي الوطني.
(سلسلة توعوية تنويرية اجتهادية تطوعيّة تعالج موضوعات الضمان والحماية الاجتماعية، وتبقى التشريعات هي الأساس والمرجع- يُسمَح بنقلها ومشاركتها أو الاقتباس منها لأغراض التوعية والبحث مع الإشارة للمصدر).
خبير التأمينات والحماية الاجتماعية