استطلاع يصدم قيادات جيش الاحتلال.. 58% من الضباط يرغبون في مغادرة الخدمة بعد الحرب لهذا السبب

أظهر استطلاع داخلي في الجيش الإسرائيلي أن 42% فقط من الضباط في الخدمة العسكرية الدائمة يريدون الاستمرار في الخدمة بعد انتهاء الحرب على غزة والمستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأن 58% من الضباط يرغبون في مغادرة الخدمة، الأمر الذي أذهل قيادة الجيش الإسرائيلي.

ووصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الجمعة 31 مايو/أيار 2024، هذه المعطيات بأنها "مقلقة ومثيرة للاهتمام"، وأنها "أذهلت قيادة الجيش الإسرائيلي"، مشيرة إلى أن "الانخفاض مقلق في استعداد الضباط الدائمين لمواصلة خدمتهم العسكرية".

الصحيفة أضافت: "وفقاً لاستطلاع أجرته شعبة القوى العاملة في الجيش الإسرائيلي هذا الشهر، كان هناك انخفاض كبير في استعداد الضباط الدائمين للبقاء".

كما أوضحت: "أجاب 42% فقط بالإيجاب على سؤال ما إذا كانوا يريدون مواصلة الخدمة، مقارنة بنسبة 49% تم تسجيلها في شهر أغسطس/آب 2023".

وتابعت: "مثل هذا الانخفاض في تسعة أشهر، خلال حرب استمرت ما يقرب من ثمانية أشهر، أذهل قيادة الجيش الإسرائيلي".

وأشارت الصحيفة إلى "زيادة في طلبات الضباط للتقاعد من الجيش أثناء الحرب".

وقالت أيضاً: "في الاستطلاع، سُئِل الضباط عما إذا كانوا راضين عن مستوى رواتبهم، وأجاب 30% فقط بـ 'نعم'؛ علماً بأن 60% من العاملين في القطاع الخاص أجابوا على نفس السؤال بالإيجاب".

وأضافت الصحيفة: "ليس من المستغرب أن تكون هناك فجوة بين النظام العسكري والقطاع الخاص، ولكن الفجوة المزدوجة تُمثل الغضب والاستياء بين أولئك الذين يخدمون بالجيش".


 

أسباب استياء الضباط

وعددت الصحيفة الأسباب التي تدعو الضباط للاستياء وهي: "الحرب الطويلة طاحنة، والحياة الأسرية المتضررة لكل من الرجال والنساء الذين لا يرون أزواجهم والفتيان والفتيات، والتعويض غير المناسب في ضوء ساعات العمل الطويلة إلى جانب الضغط والمسؤولية التي تنطوي عليها بعض الوظائف".

ونقلت الصحيفة عن ضابط كبير بالجيش الإسرائيلي (لم تسمّه): "يشعر الضباط الدائمون بالمسؤولية عن العواقب القاسية للحرب، الشعور بالفشل يطارد الضباط ولا يريدون الخدمة في جهاز فاشل".


 

ارتفاع رافضي الخدمة

والأربعاء أفادت حركة "يوجد حد" الإسرائيلية التي تساعد رافضي الخدمة بدوافع ضميرية بأن عدد رافضي الخدمة "غير مسبوق" في الحرب الحالية على غزة، وفق تقرير نشره موقع "زمان يسرائيل" الإخباري.

وقال المتحدث باسم حركة "يوجد حد"، يشاي مينوحين، إنه ساعد قرابة 40 جندياً ومجندة رفضوا الأمر العسكري باستدعائهم لقوات الاحتياط. وأفاد ناشطون آخرون في هذه الحركة التي تأسست في أعقاب اجتياح لبنان في العام 1982، بأنهم ساعدوا عشرات الجنود الآخرين في رفض الخدمة.

وتلقت الحركة قرابة 100 طلب بالمساعدة من رافضي الخدمة العسكرية خلال الحرب الحالية. بينما كانت الحركة تتلقى 10 – 15 طلباً كهذا في السنة وحوالي 40 طلباً في سنوات الحرب على لبنان والانتفاضتين الفلسطينيتين.

فيما أفادت مجموعة تحمل اسم "رافضات"، التي تساعد فتية وفتيات يرفضون التجنيد في الجيش الإسرائيلي قبل استدعائهم للخدمة الإلزامية، بارتفاع عدد رافضي الخدمة الذين توجهوا إلى "رافضات".

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، تواصل إسرائيل حربها المدمرة على غزة، مخلفة أكثر من 118 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قراراً من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فوراً، وأوامر من محكمة العدل تطالبها بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، و"تحسين الوضع الإنساني" بغزة.