الأعلام الفلسطينية تعود بقوة إلى شاشات الأخبار العامة في ألمانيا.. وسياسي: إسرائيل تخسر حرب الرأي العام
في تبدل مفاجئ احتل العلم الفلسطيني شاشات الأخبار في محطات القطار والمترو وشاشات الشوارع الألمانية، مع دخول الاعتراف الثلاثي بالدولة الفلسطينية من إسبانيا وإيرلندا والنرويج حيز التنفيذ. ومنذ السابع من أكتوبر بات رفع العلم الفلسطيني مخاطرة كبيرة وبالرغم من أن القانون الألماني أعلن صراحة أن العلم والكوفية الفلسطينية غير ممنوعة داخل ألمانيا، تمت التوصية بعدم رفعهما خشية إثارة القلاقل والنعرات حيث شهدت مدارس وجامعات ألمانية اشتباكات بين مؤيدين لفلسطين ومؤيدين لإسرائيل لدى رفع العلم.
رصدت "القدس العربي” ظهورا إخباريا مكثفا لمسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية وما رافقها من ظهور الأعلام الفلسطينية بشكل كبير وواضح، ما أثار دهشة بعض الألمان. وبالرغم من محاولة "القدس العربي” سؤال الألمان عن مشاعرهم بعد رؤية العلم الفلسطيني واسم فلسطين تتصدر الشاشات رفض الجميع تقريبا التعبير عن مشاعرهم علانية.
وكانت الحكومة الألمانية قد صرحت بعد نية الدول الثلاث الاعتراف بالدولة الفلسطينية بأنه ما يزال من المبكر الاعتراف أحادي الجانب بالدولة الفلسطينية، معتبرة أنها تأمل رؤية هذه الدولة تتجسد على الأرض عبر محادثات السلام. كما بين استطلاع رأي للشارع الألماني نشرته مجلة شتيرن الإخبارية تأييد 38 بالمئة من الألمان قيام حكومة بلادهم الاعتراف بدولة فلسطينية وعارضه 50 بالمئة.
ظهور العلم الفلسطيني عبر الشاشات الإخبارية الألمانية في الشوارع ليس التبدل الوحيد الذي بات يظهر عبر السياسة الألمانية، إذ تفاجأت الساحة السياسة بهجوم نادرلنائب المستشار الألماني، والذي اتهم إسرائيل بانتهاك القانون الدولي بأفعالها في قطاع غزة. وأوضح هابيك أن إسرائيل تجاوزت حدودها في قطاع غزة الفلسطيني، مبيناً أن الحكومة الألمانية أكدت مراراً معارضتها لأي عملية عسكرية في مدينة رفح. وشدد هابيك على أن إسرائيل يجب أن تلتزم بالقانون الدولي، وهو ما جلب له انتقادات علنية من سياسيين ألمان لموقفه الأخير من إسرائيل.
وفي تطور لافت اعتبر وزير الخارجية الأسبق يوشكا فيشر والذي كان وزيرا أثناء حكم المستشار الألماني شرودر أن إسرائيل خسرت معركة الرأي عالميا. ولم يعد بالإمكان التراجع عن هذه الخسارة.
وقال السياسي المخضرم، الذي قاد لسنوات طويلة حزب الخضر، إن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات يجب أن تؤخذ على محمل الجد كمؤشرات سياسية. وقال لصحيفة "تاغشبيغل” إن "إسرائيل خسرت بالفعل حرب الآراء حول شرعية دولة إسرائيل وحق الدفاع عن نفسها”. وأضاف أنه يعتبر أن حق الدولة، بل واجبها، في الدفاع عن نفسها بعد أحداث السابع من أكتوبر بيد أنه أيضا يستطيع أن يتفهم المخاوف الإنسانية وراء الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات ضد الحرب في غزة.
وحول مسألة اعتراف ألمانيا بدولة فلسطينية، يعتقد فيشر أنها "ليست فكرة جيدة”. وقال إن الاعتراف بالدولة أمر معقد للغاية. وفي الواقع، يجب أن تكون دولة، مع حكومة تتحمل المسؤولية وتتمتع بسلطة اتخاذ القرارات. وأوضح أنه يتفهم كذلك الدافع وراء قرار الدول: "يقولون إننا سئمنا تكتيكات المماطلة ومحاولات نتنياهو عزل الإدارة الفلسطينية. لا يمكننا تحمل هذا بعد الآن. الإدارة الإسرائيلية للأراضي الفلسطينية "ليست فكرة جيدة”. ووفقا لفيشر، فإن الدول العربية أيضا لا تتدخل. بالنسبة له، "يتلخص كل شيء في حل متعدد الجنسيات”. و”يجب أن تكون هناك قاعدة دعم واسعة لمستقبل قطاع غزة. والسؤال هو: هل يستطيع الغرب، أي الولايات المتحدة وأوروبا، ومعه دول الخليج المعتدلة ومصر والأردن، تحقيق ذلك؟ أم أن الوضع العالمي تغير”.
ويرى وزير الخارجية الألماني الأسبق (1998-2005) أن الحكومة الإسرائيلية الحالية ستواجه مشكلة كبيرة في المستقبل، فهي "لا تعطي انطباعاً بأنها تبحث عن حل وسط”.