كيف تخفض ضغط الدم في 3 أشهر؟
كثيرا ما يأتي الحديث عن ارتفاع ضغط الدم مصحوبا بعبارة مثيرة للذعر تصفه بأنه "القاتل الصامت"، وبعيدا عن أجواء الرعب هذه، فإن تسمية القاتل الصامت جاءت من أن هذا المرض عادة ما يكتشف بالصدفة، وقد يتم تشخيصه بعد تسببه بمشكلات صحية كبيرة، فما هذا المرض؟ وكيف يمكن علاجه؟
ارتفاع ضغط الدم
في القلب يتدفق الدم من الأذينين (الحجرتين العلويتين للقلب) إلى البطينين (الحجرتين السفليتين). بعد ذلك، يضخ كلا البطينين الدم إلى الشرايين الكبيرة. ويتدفق الدم من الشرايين إلى الشعيرات الدموية إلى الأوردة. يكون تدفق الدم أبطأ في الشعيرات الدموية، مما يتيح الوقت لتبادل الغازات والمواد المغذية.
الضغط هو مقياس للقوة التي يمارسها الدم ضد جدران الأوعية الدموية. وتقاوم الأوعية الدموية تدفق السائل بقوة تعرف باسم المقاومة. تزداد المقاومة ويقل تدفق الدم في الأوعية الدموية مع انخفاض قطر الوعاء الدموي.
يشير مصطلح ضغط الدم إلى ضغطين: الضغط الانقباضي يرجع إلى انقباض البطين. فيما يحدث الضغط الانبساطي أثناء استرخائه. يتم قياس ضغط الدم بجهاز لقياس ضغط الدم ويتم تسجيل القراءات على أنه الضغط الانقباضي على الضغط الانبساطي.
يسجل الجهاز قراءتين، الأولى -وهي الأعلى- تمثل ضغط الدم الانقباضي، والثانية -وهي الأقل- تمثل الانبساطي. وتكتب القراءة على شكل كسر، البسط هو الانقباضي والمقام هو الانبساطي. فمثلا إذا كان الضغط الانقباضي 115 والانبساطي 75، فيكتب ضغط الدم لهذا لشخص على صورة 115/75.
أما وحدة القياس فهي المليمتر الزئبقي، وتعني أن الضغط الانقباضي مثلا مساو لارتفاع عمود من الزئبق طوله 115 مليمترا.
وتصنف جمعية القلب الأميركية قراءات ضغط الدم وفق الآتي:
ضغط الدم الطبيعي: الانقباضي أقل من 120 والانبساطي أقل من 80.
ما قبل المرضي: الانقباضي ما بين 120 و139 والانبساطي ما بين 80 و89.
ارتفاع ضغط الدم في المرحلة الأولى: الانقباضي 140-159 والانبساطي 90-99.
ارتفاع ضغط الدم في المرحلة الثانية: الانقباضي 160 أو أعلى، والانبساطي 100 أو أعلى.
تتفاعل 4 عوامل رئيسية للتأثير على ضغط الدم:
النتاج القلبي: وهو كمية الدم التي يضخها القلب في الدقيقة.
حجم الدم.
المقاومة المحيطية: وهي مقدار القوة التي تؤثر على الدورة الدموية بواسطة الأوعية الدموية في الجسم.
لزوجة الدم.
يتم الحفاظ على ضغط الدم ضمن النطاقات الطبيعية عن طريق التأثير على هذه العوامل، بالإضافة إلى ذلك فإن مستقبلات الضغط الموجودة في جدران الشرايين الكبيرة في الصدر والرقبة، تعد مستقبلات مهمة لتنظيم ضغط الدم على المدى القصير.
العديد من العوامل المترابطة تسهم في ارتفاع ضغط، وقد تختلف أدوارها النسبية بين الأفراد. ومن بين العوامل التي تمت دراستها بشكل مكثف تناول الملح والسمنة ومقاومة الإنسولين. في السنوات القليلة الماضية، تم تقييم عوامل أخرى، مثل الوراثة، وانخفاض الوزن عند الولادة والتغذية داخل الرحم.
لماذا نخاف من ارتفاع ضغط الدم؟
وفقا لمنظمة الصحة العالمية قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يسبب أضرارا خطيرة للقلب. يمكن أن يؤدي الضغط المفرط إلى تصلب الشرايين، مما يقلل من تدفق الدم والأكسجين إلى القلب. هذا الضغط المرتفع وانخفاض تدفق الدم يمكن أن يسبب:
ألم في الصدر، ويسمى أيضًا الذبحة الصدرية.
النوبة القلبية، والتي تحدث عندما ينقطع تدفق الدم إلى القلب وتموت خلايا عضلة القلب بسبب نقص الأكسجين. كلما طالت فترة حجب تدفق الدم، زاد الضرر الذي يلحق بالقلب.
فشل القلب، والذي يحدث عندما لا يتمكن القلب من ضخ ما يكفي من الدم والأكسجين إلى أعضاء الجسم الحيوية الأخرى.
عدم انتظام ضربات القلب مما قد يؤدي إلى الموت المفاجئ.
يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم أيضا إلى انفجار أو انسداد الشرايين التي تزود الدماغ بالدم والأكسجين، مما يسبب السكتة الدماغية.
تلف الكلى، مما يؤدي إلى الفشل الكلوي.
خفض الدم دون أدوية
يحتاج بعض الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم دواء لخفضه، ولكن الخبر السار أن العديد منهم يمكنهم خفض ضغط الدم بشكل طبيعي وذلك طبعا بعد استشارة الطبيب المعالج.
يوضح استشاري أمراض القلب الدكتور أوليفر جوتمان في حوار لصحيفة التايمز البريطانية نشر في 20 مايو/أيار الحالي أن ذلك لن يحدث بين عشية وضحاها، وأضاف أنه عادة ما يخبر مرضاه أن حل المشكلة سيستغرق الوقت نفسه تقريبا الذي تسبب في حدوثها. ويضيف أيضا أنه مع اتباع العادات الصحيحة، في غضون 3 أشهر غالبا، يمكن للمريض إحداث فرق كبير في القراءات.
السر في الطعام
الإفراط في تناول الصوديوم، والذي حددته منظمة الصحة العالمية بأنه أكثر من غرامين من الصوديوم أو أكثر من 5 غرامات من ملح الطعام (وهذا يعادل حوالي ملعقة صغيرة) يوميا، يرتبط ارتباطا مباشرا بارتفاع ضغط الدم.
وقد وجد أنه كلما ارتفع تناول الملح يوميا، يرتفع ضغط الدم الانقباضي. بالإضافة إلى ذلك ووفقا للجمعية الأوروبية لأمراض القلب، وجد أن تناول كميات كبيرة من الملح تقلل من انخفاض ضغط الدم الليلي الذي يحدث بشكل طبيعي، ويزيد من معدل ضربات القلب أثناء النهار.
على العكس من ذلك، فإن تقليل تناول الصوديوم/الملح الغذائي يمكن أن يؤدي ليس فقط إلى انخفاض ضغط الدم، ولكن أيضا إلى انخفاض معدلات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفيات الناجمة عنها.
في المقابل، فإن الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم مهمة في إدارة ارتفاع ضغط الدم، وفقا لجمعية القلب الأميركية. البوتاسيوم يمكن أن يقلل من آثار الصوديوم. كلما تناولت المزيد من البوتاسيوم، كلما فقدت المزيد من الصوديوم عن طريق البول. يساعد البوتاسيوم أيضا على تخفيف التوتر في جدران الأوعية الدموية، مما يساعد أيضا على خفض ضغط الدم.
يتضمن "النظام الغذائي لوقف ارتفاع ضغط الدم" والذي يعرف اختصارا بـنظام الـ"داش" (Dietary Approaches to Stop Hypertension) الغذائي مصادر جيدة للبوتاسيوم. يشمل هذا النظام الغذائي الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان الخالية من الدهون أو قليلة الدسم والأسماك.
كمية البوتاسيوم الموصى بها للشخص البالغ العادي:
الرجال: 3400 مليغرام يوميا.
النساء: 2600 مليغرام يوميا.
تتغير هذه التوصيات مع الحمل والرضاعة الطبيعية.
على سبيل المثال، تحتوي موزة متوسطة الحجم على حوالي 451 مليغراما من البوتاسيوم، فيما يحتوي نصف كوب من البطاطا الحلوة المطبوخة العادية على 286 مليغراما.
في الحركة بركة
تشير جمعية القلب الأميركية إلى أن النشاط البدني لا يساعد فقط في السيطرة على ارتفاع ضغط الدم. بل يمكن أن يساعدك أيضا في التحكم في وزنك وتقوية قلبك وخفض مستوى التوتر لديك. إن الوزن الصحي والقلب القوي والصحة النفسية الجيدة كلها أمور جيدة لضبط ضغط الدم لديك.
إذا لم تكن نشطا مؤخرا أو إذا كنت تود أن تبدأ نشاطا جديدا أو برنامجا للتمرين، ابدأ تدريجيا. وإذا كنت تعاني من أمرض القلب والأوعية الدموية أو أي مرض آخر، استشر طبيبك. ابدأ ببطء بشيء تستمتع به، مثل المشي أو ركوب الدراجة.
تظهر الأدلة العلمية أن النشاط البدني آمن للجميع تقريبا.
احصل على الأقل على 150 دقيقة أسبوعيا من الأنشطة الهوائية متوسطة الشدة أو 75 دقيقة أسبوعيا من الأنشطة الهوائية القوية أو مزيج من الاثنين، ويفضل توزيعها على مدار الأسبوع.
أضف نشاطا متوسطا إلى عالي الكثافة لتقوية العضلات (مثل المقاومة أو الأوزان) يومين على الأقل في الأسبوع. وحاول أن تقضي وقتا أقل في الجلوس. قم بزيادة الكمية التمارين وكثافتها تدريجيا مع مرور الوقت.
الإحماء والتهدئة
يساعد الإحماء قبل ممارسة التمارين الرياضية والتبريد بعد ذلك قلبك على التحرك تدريجيا من الراحة إلى النشاط والعودة مرة أخرى. يمكنك أيضا تقليل خطر الإصابة أو حدوث ألم. يجب أن تستمر عملية الإحماء لعدة دقائق للسماح بزيادة معدل ضربات القلب والتنفس ببطء قبل ممارسة نشاط أكثر كثافة.
من المهم أيضا تخصيص وقت للتهدئة. إذا توقفت عن ممارسة الرياضة بسرعة كبيرة، فقد ينخفض ضغط الدم بشكل حاد. هذا يمكن أن يكون خطيرا ويمكن أن يسبب تشنج العضلات.
إن إضافة بعض أوضاع اليوغا المريحة إلى روتينك سيزيد أيضا من مرونتك.
النوم
حذرت الجمعية الألمانية لأبحاث النوم وطب النوم من خطورة قلة النوم على صحة القلب، إذ إنها ترفع خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
وأوضحت الجمعية أن قلة النوم المستمرة تعزز العمليات الالتهابية في الجسم، حيث تنشأ جزيئات أكسجين عدوانية تعرف باسم "الجذور الحرة”، والتي تهاجم الخلايا والأنسجة، وترفع خطر الإصابة بتصلب الشرايين، الذي يعد أحد الأسباب الرئيسة للعديد من أمراض القلب والأوعية الدموية.
وأضافت الجمعية أنه يتم تشخيص اضطراب النوم عندما يواجه المرء صعوبات في الدخول في النوم أو الاستغراق في النوم بمعدل لا يقل عن 3 مرات في الأسبوع على مدى شهر أو أكثر.
كما تم ربط النوم لفترات قصيرة بزيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم. فقد وجد باحثون أن النوم لفترات قصيرة يرتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم وأن هذا الارتباط يكون أقوى عند الأشخاص الذين ينامون أقل من 5 ساعات يوميا.
وترتفع نسبة خطر الإصابة بمرض ضغط الدم من 7% عند الأشخاص الذين ينامون أقل من 7 ساعات يوميا إلى 11% عند الأشخاص الذين يحصلون على عدد ساعات نوم أقل من 5 ساعات يوميا.
هل أنت بحاجة للدواء؟
وفقا لخدمة الصحة الوطنية البريطانية ينصح كل شخص يعاني من ارتفاع ضغط الدم بإجراء تغييرات صحية في نمط حياته.
سيقوم طبيبك بإجراء بعض اختبارات الدم والبول، ويطرح أسئلة عن صحتك لتحديد خطر إصابتك بمشاكل أخرى:
إذا كان ضغط دمك أعلى باستمرار من 140/90 مليمتر زئبق عند القياس في العيادة (أو 135/85 مليمتر زئبق في المنزل) وكان عمرك أقل من 80 عاما، أو 150/90 مليمتر زئبق عند القياس في العيادة (أو 145/85 مليمتر زئبق في المنزل) وكان عمرك 80 عاما أو أكثر، ولكن خطر إصابتك بمشاكل أخرى منخفض، سيتم نصحك بإجراء بعض التغييرات على نمط حياتك، على الرغم من أنك وطبيبك قد تختاران التفكير في العلاج.
إذا كان ضغط دمك أعلى باستمرار من 140/90 مليمتر زئبق عند القياس في العيادة (أو 135/85 مليمتر زئبق في المنزل) وكان خطر تعرضك لمشاكل أخرى مرتفعا، فسيتم تقديم دواء لخفض ضغط الدم لديك، بالإضافة إلى تغييرات نمط الحياة.
إذا كان ضغط دمك أعلى باستمرار من 160/100 مليمتر زئبق، فسوف يعرض عليك دواء لخفض ضغط الدم، بالإضافة إلى تغييرات في نمط الحياة.
الأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يكون لها آثار جانبية، ولكن معظم الناس لا يصابون بأي منها. إذا ظهرت عليك آثار جانبية، فلا تتوقف عن تناول الدواء. تحدث إلى طبيبك، الذي قد ينصحك بتغيير الدواء.