التغريبة التي لم تنقطع

لقد عاد المسلسل السوري الشهير "التغريبة"، الذي كتبه عاطف سيف وأخرجه المرحوم حاتم علي، والذي يجسد حالة التهجير والتشريد لأهل فلسطين من ديارهم بعد مجازر مروعة ارتكبتها العصابات الصهيونية المتطرفة بحق الناس العُّزل قبل أكثر من سبعين عاما، عاد للأذهان بعد أن شاهدنا بالصور الحية والمباشرة ما يحل بأهل غزة من تشريد وترحيل من زاوية لأخرى بفعل الحرب القاسية التي تقوم بها دولة الاحتلال ضدهم منذ ثمانية أشهر تقريبا.
تلك "التغريبة " التي ذاق مرارتها جل أهل فلسطين وعاشوا نكبة شّردوا على أثرها من أرضهم وبيوتهم وما زال نسلهم مهجرا. وهناك من سمعوا عن ذاك التهجير الذي سبقته مذابح بشعة عن طريق رواية الذين هجّروا . وصنف آخر لم يعاصروا النكبة ولكنهم سمعوا عنها فيما بعد، وما زالت الناس تسمع عنها حتى يومنا هذا.
إن " التغريبة " بصورتها الواضحة نشاهدها "بالتغريبة" الجديدة في غزة، مشاهدة حية ومباشرة منذ شهور عدة نظرا للتطور التكنولوجي والإعلامي ووسائل التواصل المتطورة، فنحن والعالم أجمع نشاهد بأمِ أعيننا ترحيل وتشريد أهل غزة وطردهم مرة للوسط وأخرى للجنوب وتارة للشمال، في مشاهد تقطع القلوب وتحبس الأنفاس، لنصل إلى حقيقة دامغة بأن تهجير أو " تغريبة " أهل فلسطين لم تنقطع منذ أن وطئت أقدام الغزاة أرضنا.
" التغريبة " هي التهجير والتشريد والترحيل لأهل فلسطين من ديارهم، فهم ومنذ قرابة 80 سنة يتعرضون للتهجير والقتل المستمر دون انقطاع، في ظل صمت دولي مريب وكأن أهل فلسطين نزلوا من مرتبة الإنسانية.
إن إنهاء فصول هذه "التغريبة " الطويلة والمٌهلكة مسؤولية الأمة، وبيدها وحدها، لذلك وجب عليها التحرك بشكل حقيقي فعّال يُنهي هذه المأساة التي طال ليلها وأشتدت حلكة سوادها.
"تغريبة" أهل فلسطين، مسلسل طويل لن ينقطع وتنتهي حلقاته ما دام الاحتلال منفردا فينا، فلذلك كان السبيل الوحيد لوضع حد لهذا التهجير ولكل مصائبنا يكمن في تبني الأمة لقضية فلسطين، كما كانت في التاريخ السابق، والتحرك على أساس أنها قضيتها، والتحرك جدّيا صوب التحرير الكامل لفلسطين، وإلا فإن تهجيرات جديدة ستكون بانتظارنا.
------------------
إنهاء فصول هذه "التغريبة " الطويلة والمٌهلكة مسؤولية الأمة، وبيدها وحدها، لذلك وجب عليها التحرك بشكل حقيقي فعّال يُنهي هذه المأساة التي طال ليلها وأشتدت حلكة سوادها.