الرقم 37 في الجامعة الأردنية ما علاقة حزب إرادة؟

خاص- سياسة فرد العضلات التي مارسها حزب إرادة في الجامعة الأردنية، حيث ادعى الحزب بفخر واعتزاز أن 37 من مرشحيه قد فازوا في الانتخابات، تستحق وقفة تأملية وساخرة، نشكر جميع من شارك في هذه الانتخابات، سواء حالفهم الحظ أو لم يحالفهم، لكن هل حقاً يستحق هؤلاء الـ 37 الفوز بسبب انتمائهم للحزب، أم أن هناك وراء الأكمة ما وراءها؟

حزب إرادة يبدو وكأنه يشرب حليب السباع ويعزف سيمفونية الانتصار، ولكنه يغفل عن حقيقة بسيطة: هؤلاء الفائزين لم يخوضوا الانتخابات تحت راية الحزب. بدلاً من ذلك، فازوا بصفتهم الشخصية وبفضل دعم عشائرهم وعائلاتهم وكتلهم المستقلة، فمن الواضح أن الحزب يريد أن يحسب كل شيء له، حتى وإن كان الإنجاز ليس بإنجازه.

الحقائق تشير إلى أن هؤلاء الطلبة لم يضعوا اسم الحزب على قوائمهم الانتخابية، بل فضّلوا أن يخوضوا الانتخابات بأسمائهم المستقلة. فما معنى أن يروج الحزب لهذه الانتصارات وكأنها بطولاته؟ هذه السياسة التي يتبعها حزب إرادة ليست إلا مجرد استعراض فارغ، لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تمت بصلة للعمل السياسي الجاد.

إن مشهد حزب إرادة وهو يعلن بفخر عن حصوله على 37 مقعدًا من أصل 111 مقعدًا في اتحاد طلبة الجامعة الأردنية، هو مثال حي على كيف يمكن للأحزاب أن تدعي ما ليس لها. فإذا لم يترشحوا بشكل علني وصريح باسم الحزب، فلا يحق للحزب أن يضمهم إلى قائمة إنجازاته.

هذا السيناريو ليس جديدًا، ومن المتوقع أن يتكرر في الانتخابات النيابية المقبلة، حيث ستقوم بعض الأحزاب بالادعاء بأن عددًا من الفائزين محسوبين عليها، في محاولة لزيادة حصتها من المقاعد وتعزيز ثقلها في مجلس النواب والحكومة.

في النهاية، يتضح أن سياسة حزب إرادة ليست سوى لعبة أرقام ومراوغة سياسية. فبدلاً من العمل الجاد لبناء قاعدة شعبية حقيقية وبرنامج سياسي قابل للتطبيق، يفضل الحزب الاستعراض والتباهي بإنجازات ليست من صنعه. وهذا، يا سادة، هو ما يجعل السياسة في بعض الأحيان تبدو وكأنها مسرحية هزلية أكثر منها عملاً جادًا لخدمة الوطن والمواطنين.