مسؤولون أمريكيون الهدف القادم للاعتقال الدولي!!



تبدو الولايات المتحدة الأكثر غضبا وحنقا على العدالة الدولية ممثلة بمحكمتي "الجنائية الدولية" و"العدل الدولية"، فواشنطن تعرف تماما أن أية مداولات في هذه المحاكم حول جرائم الإبادة في قطاع غزة وأوامر اعتقالات لقادة إسرائيليين تعني أنهم سيكونون في دائرة الاتهام والمطاردة القانونية.
وهذا بدا واضحا في أروقة البيت الأبيض والكونغرس الأمريكي ودوائر صنع القرار  في واشنطن، أخرها ما قاله السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام العنصري الكريه والذي دعا إلى ضرب قطاع غزة بالقنبلة النووية، فقد أعرب غراهام عن قلقه بشأن طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين قائلا: "إذا فعلوا ذلك بإسرائيل، فنحن بعدهم".
وفي حوار بين غراهام ووزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في جلسة بمجلس الشيوخ قال غرهام: "في نهاية المطاف، ما آمل أن يحدث هنا هو أن نفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية بسبب هذا الغضب، ليس فقط لمساعدة أصدقائنا في إسرائيل ولكن لحماية أنفسنا بمرور الوقت".
وأخبر بلينكن المشرعين أن وزارة الخارجية ستعمل مع الكونغرس لتطوير "الرد المناسب" بعد أن قدم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان طلبات لإصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت.
واشنطن بحجة حماية نفسها تقترح الانتقام من مسؤولي المحكمة وعائلاتهم وشركائهم إذا أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين.
وبينما رفضت إدارة بايدن اختصاص المحكمة على "إسرائيل" لأنها ليست من الدول الموقعة على نظام روما الأساسي، فقد أشادت بقرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار أوامر اعتقال بحق مسؤولين روس كبار، بمن فيهم الرئيس فلاديمير بوتين، بسبب حرب روسيا في أوكرانيا، رغم أن روسيا أيضا من الدول غير الموقعة على نظام روما الأساسي.
وكشف موقع "تتبع إيباك" (AIPAC Tracker)، تلقي 12 من اعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الذين أرسلوا رسالة تهديد إلى مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، مبلغ 6.8 مليون دولار من لجنة الشؤون العامة الإسرائيلية الأمريكية (إيباك) واللوبي الإسرائيلي.
وفي رسالة مقتضبة من صفحة واحدة، وقعها 12 عضوا في مجلس الشيوخ في الحزب الجمهوري، تم إبلاغ خان بأن أي محاولة من قبل المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة نتنياهو ومساعديه على أفعالهم في غزة سيتم تفسيرها "ليس فقط على أنها تهديد لسيادة إسرائيل، ولكن لسيادة الولايات المتحدة".
وقال أعضاء مجلس الشيوخ لخان: "استهدف إسرائيل وسنستهدفك"، مضيفين أنهم سيعاقبون موظفيه وشركاءه، ويمنعونهم وعائلاتهم من زيارة الولايات المتحدة. وتم اختتام الرسالة بعبارة "لقد تم تحذيرك".
كريم خان اعترف بنفسه أنه تلقى تهديدات بسبب موقفه، وبأنه ابلغ بأن المحكمة وجدت من أجل أفريقيا وروسيا وليس من أجل الغرب ودولة الاحتلال.
الولايات المتحدة تعرف تماما أن إدانة أي ديكتاتور من حلفائها تعني بالضرورة إدانتها، فهي من تمده بالسلاح والمال والدعم السياسي وتغض الطرف عن جميع جرائمه.
وبات العالم على قناعة أن الحرب في غزة هي حرب واشنطن وبأنها وحدها القادرة على وقفها من اليوم الأول، وبأنه لولا دعمها العسكري والمالي والسياسي لم تكن دولة الاحتلال الهشة لتصمد أمام المقاومة طيلة هذه المدة.
أنها عقلية البلطجي والفتوة التي تحكم سلوكيات أمريكا والغرب المتوحش ودولة الاحتلال المارقة والمنبوذة.
واشنطن لن تستيقظ على أن دولة المرتزقة أغرقتها معها، وتحولت هي الأخرى إلى دولة منبوذة إلا بعد فوات الأوان.