بعد تبين زيف قصة الاغتصاب.. أخطر أكاذيب إسرائيل منذ 7 أكتوبر، وكيف يتواصل انتشارها رغم ثبوت تزويرها
منذ هجوم طوفان الأقصى، أطلقت إسرائيل سلسلة من الأكاذيب بشأن حركات المقاومة الفلسطينية، خاصة حركة حماس، تتعلق أغلبها بعمليات اغتصاب للنساء وقطع رؤوس الأطفال وبقر بطون النساء الحوامل، ولم تقتصر روايات إسرائيل الزائفة على عملية طوفان الأقصى، بل شملت أكاذيب أخرى بشأن جرائمها في غزة.
ومجدداً تثبت مؤسسات إعلامية غربية عدم صحة روايات إسرائيل الزائفة؛ إذ نشرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، الأربعاء 22 مايو/أيار 2024، تقريراً كشف عدم صحة رواية حُبكت من قبل إسرائيلي يُدعى "حاييم أوتمازجين" ادعى فيها أنه شاهد عقب طوفان الأقصى إلى جانب مجموعة من الجثث المنتشرة في الكيبوتس الذي استهدفته المقاومة، جثة فتاة منزوع لها جزئياً سروالها، ونشر حينها شهادات تقول إنها ربما قد تعرضت لاعتداء جنسي.
لكن مؤخراً تراجع حاييم، الذي كان يعمل متطوعاً مع جمعية خيرية عن تصريحاته، وقال إن المشهد لا يدل بالضرورة على أنه اعتداء جنسي، وأضاف أنه "ليس الأمر أنني اخترعت قصة، لكن اتضح أن الأمر مختلف وقمت بتصحيحه".
كما أقر بأنه "لم ينشر أي دليل مقنع لدعم ادعاءات عن عنف جنسي حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023".
وكانت هذه الشهادة، قد روَّج لها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في أكثر من مناسبة، كما تم عرضها داخل مبنى "الكنيست" أمام أعضائه، وقادة غربيين من أجل حشد الدعم ضد "حماس".
وكان حاييم يروى تفاصيل هذه القصة، وهو يبكي في ظهور متلفز على المستوى الوطني في البرلمان الإسرائيلي، وفي الساعات والأيام والأسابيع المحمومة التي أعقبت عملية حماس، ترددت شهادته في جميع أنحاء العالم.
وتقول الوكالة الأمريكية إنه قد ثبت أن "بعض الروايات الإسرائيلية من ذلك اليوم، مثل رواية أوتمازجين، غير صحيحة".
ولكن ليست هذه أولى روايات إسرائيل الزائفة عما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وما بعده والتي انتشرت على مستوى العالم واستُخدمت لشيطنة حماس وتبرير المذابح بحق الشعب الفلسطيني.
ورغم ثبوت عدم صحة معظم روايات إسرائيل الزائفة، من قبل مؤسسات غربية وإسرائيلية، ولكن ظل مسؤولون ومؤثرون غربيون يواصلون تداول هذه الأكاذيب بما في ذلك ترديد أعضاء بالكونغرس لأكذوبة قطع رؤوس الأطفال، وكذلك أكاذيب الانتهاكات الجنسية التي رددها وسائل إعلام غربية ومسؤولون أمميون رغم عدم وجود أدلة، كما أن الإعلام الغربي إذا تبين له زيف الروايات الإسرائيلية، فإنه نادراً ما يركز على ذلك مثل تركيزه في البداية على الرواية الإسرائيلية.
من قتل كل هؤلاء؛ الحركات الفلسطينية أم الجيش الإسرائيلي؟
بينما تركز الدعاية الإسرائيلية على أن القتلى الإسرائيليين في عملية طوفان الأقصى قتلوا على يد الفصائل الفلسطينية، كشفت الصحف الإسرائيلية بناء على تحقيقات وتصريحات لمسؤولين محليين وشهود عيان إسرائيليين أن عدداً كبيراً من القتلى الإسرائيليين سقطوا على يد الجيش الإسرائيلي.
إذ تظهر الصور وإفادات مستوطنين ومسؤولين محليين إسرائيليين وعسكريين وتحقيقات صحف عبرية وغربية أن الجيش الإسرائيلي قصف الإسرائيليين ومقاتلين فلسطينيين دون تمييز، خلال تصديه لعملية طوفان الأقصى.
ويظهر من شهادات وصور السيارات المحترقة للمشاركين في حفل غنائي ومنازل مستوطنين وثكنات عسكرية أن التدمير الذي لحق بها كان ضخماً ولا يمكن أن يتسبب به سوى صواريخ المروحيات أو قذائف الدبابات الإسرائيلية، ورجحت المصادر أن ذلك تم بناء على تفعيل ما يعرف باسم "بروتوكول هانيبال" الذي ينص على قتل أي أسير إسرائيلي مع آسريه، رغم أن المفترض أن البروتوكول يجب أن يطبق على الجنود الإسرائيليين فقط، وليس المدنيين.
كما كشفت اسرائيلية (44 عاماً) التي قبض عليها من قبل مقاومي حماس لفترة خلال طوفان الأقصى إن مدنيين إسرائيليين قُتلوا "بلا شك" على يد الجيش الإسرائيلي، وذكرت أن مقاتلي حماس الذين أسروها عاملوها بشكل جيد، بينما ترجح أن الجيش الإسرائيلي هو الذي قتل شريكها وقصف منزلاً إسرائيلياً أمام عينيها.
الجيش الإسرائيلي يحذف صور مشاهد الدمار التي توجه له أصابع الاتهام
وبعد تبين هذه الحقيقة، تمت إزالة بعض هذه الصور بعد أن كان قد نشرها الجيش الإسرائيلي، والتي تظهر أن حجم الدمار حدث بسبب أسلحته.
كما أن وزارة الخارجية الإسرائيلية لديها موقع على شبكة الإنترنت يسمى hamas-massacre.com. (مذبحة حماس) وسفيرها لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، أعلن أن هذه الصور سوف تكون متاحة وتتضمن صوراً للسيارات المتفحمة، والجثث المنصهرة، وجميع أنواع الفظائع الأخرى التي ارتكبتها حماس. لكن كل الصور اختفت في النهاية، وقال جلعاد إردان إن هناك خطأ فنياً حال دون نشر الصور.
يقول كريس هديجيز، في تقرير شبكة الأخبار الحقيقية (TRNN) الأمريكية الحائز على جائزة بوليتزر: "قراءتي الأولية كانت أنهم خلصوا إلى أن الكثير من هذه الصور كانت إما مزيفة، أو ربما كانت تظهر تعرض مقاتلي حماس لقصف صواريخ هيلفاير".
ولا يركز الإعلام الغربي في معرض تناوله لطوفان الأقصى على حقيقة أن جزءاً كبيراً من الإسرائيليين سقط على يد جيش الاحتلال.
قطع رؤوس 40 طفلاً أكثر الروايات فجاجة في التزييف ورغم ذلك تبناها بايدن
"40 طفلاً مقطوع الرأس في كيبوتس كفار عزة" تعد هذه واحدة من أشهر الروايات الإسرائيلية الزائفة ولكن سرعان ما تبين عدم صحتها.
وصلت شهرة الرواية إلى حد ذكرها على لسان الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي زعم أنه شاهد صوراً لرؤوس أطفال مقطوعة، ولكن البيت الأبيض تراجع عنها، بعد ذلك.
ولقد أكد المكتب الصحفي للحكومة الإسرائيلية لصحيفةLe Mondeالفرنسية أن هذا لم يحدث في كفار عزة ولا في أي كيبوتس آخر.
والأسوأ أن نجوماً في الإعلام روّجوا لمثل هذه الروايات المغلوطة على غرار الإعلامية الأمريكية سارة سيدنرر، التي زعمت على الهواء مباشرة، أن مقاتلي حماس قتلوا أطفالاً إسرائيليين، في 7 أكتوبر، وانتشر مقطعها المصور كالنار في الهشيم على شبكات التواصل الاجتماعي، حتى بعد اعتذار سيدنر، عن هذه المعلومة الكاذبة، التي روّجتها تل أبيب.
وتبرر سيدنر، هذه السقطة الإعلامية، بأن "مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال إنه تأكد من قيام حماس بقطع رؤوس الأطفال والرضع بينما كنا على الهواء مباشرة"، وتستدرك: "وتقول الحكومة الإسرائيلية اليوم إنها لا تستطيع تأكيد قطع رؤوس الأطفال. كان يجب أن أكون أكثر حذراً في كلامي. أعتذر".
وتساءلت صحيفة "ليبراسيون الفرنسية" عما إذا كان كبار المسؤولين الإسرائيليين، وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والرئيس إسحاق هرتسوج، "لم ينشروا عن علم الأكاذيب" من أجل "حشد الرأي العام الدولي".
وبدأت هذه الكذبة من بيان لمراسل القناة الإسرائيلية i24 News، الذي قال إنه حصل على المعلومات من جندي إسرائيلي.
وفي تغريدة لاحقة للصحفي الإسرائيلي، أكد أن مكتب المتحدث باسم جيش الاحتلال هو من طلب منه إجراء المقابلة مع الضابط دون أن يعرفه، وأن ممثلاً للمتحدث باسم الجيش حضر التصوير ووافق على النشر.
وبحسب تحقيق "Check-News"، لصحيفة ليبراسيون الفرنسية تبين أن الضابط الإسرائيلي، كان ضابط العمليات في فرقة الضفة الغربية، وضابط العمليات الخاصة، ويتولى رئاسة منظمة يمينية متطرفة للمتقاعدين من الجيش، والتي تهدف إلى السيطرة الإسرائيلية على جميع الأراضي المحتلة، وتربطه علاقة وثيقة برئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو؛ إذ التقاه مرات عدة قبيل تزييفه الواقعة.
عضو بمنظمة خيرية إسرائيلية يدعي إطلاق النار على الأطفال وهم مقيدون
ادعى يوسي لانداو، وهو عضو بمنظمة "زاكا"، التي يتمثل نشاطها في استعادة جثث ضحايا ما يسمى بـ"الإرهاب" من أجل دفنهم وفقاً للطقوس اليهودية، في شهادة أدلى بها أنه رأى في كيبوتس بئيري، "20 طفلاً معاً، وأياديهم مقيدة خلف ظهورهم، وقد تم إطلاق النار عليهم وإحراقهم"، القصة التي تكررت على نطاق واسع، بما في ذلك من قبل نتنياهو خلال نقاش مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، لكنها تناقض الحقائق، كما كتبت صحيفة ليبراسيون، التي تذكر أن 10 قاصرين، معظمهم من المراهقين، قتلوا في بئيري.
إليك عدد الأطفال الإسرائيليين الذين قُتلوا في العملية
وأوضحت خدمة التحقق من الأخبار في صحيفة ليبراسيون الفرنسية، أن الادعاءات الإسرائيلية غير صحيحة، مستندةً إلى بيانات مؤسسة التأمين الوطني، التي أظهرت أنه في 7 أكتوبر قتلت ، هي ميلا كوهين، من كيبوتس بئيري، ووالدها إيهود، وكانت تبلغ من العمر 10 أشهر، ولقد أصيبت برصاص مسلحين من حماس عن طريق الخطأ أثناء تبادل إطلاق النار.
وتظهر تقارير صحيفة هآرتس الإسرائيلية حول القتلى أنه لا يوجد طفل آخر قد قتل.
وبالتالي، فإن مذابح الأطفال سواء المقطوعة رؤوسهم أو الذين أطلق النار عليهم وهم مقيدون هي كذبة إسرائيلية كبيرة، حسب شبكة الأخبار الحقيقية (TRNN) الأمريكية.
ورغم ثبوت زيف هذه الروايات استمر انتشارها، مما أثار الاتهامات لإسرائيل بالتضليل، حسبما ورد في تقرير صحيفةLe Mondeالفرنسية.
امرأة حامل مبقورة البطن وجنينها مطعون
يوسي لانداو عضو منظمة "زاكا" روى أيضاً قصة عن امرأة حامل وبطنها مفتوح وجنينها مطعون.
ولكن صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية كشفت الكذبة، إذ قال سكان المبنى الذي يُزعم أنه وقع فيه الحادث، "إنه لا توجد نساء حوامل تعيش هناك".
سيدة إسرائيل الأولى تروّج لمزاعم الاغتصاب
كما زعمت السلطات الإسرائيلية، بما في ذلك السيدة الأولى ميخال هرتسوج، زوجة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، وقوع عمليات اغتصاب جماعي في 7 أكتوبر/تشرين الأول، مستندين إلى مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، يزعم أنه يثبت ذلك، وبحسب Check-News، فإن تاريخ الفيديو يعود لعام 2018، ويظهر إساءة معاملة عصابة مخدرات مكسيكية.
وفي 28 ديسمبر/كانون الأول، نشرت نيويورك تايمز خبراً ادعت فيه أنّ "أعضاء من حركة حماس اعتدوا جنسياً على نساء إسرائيليات"، في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وبعد 3 أشهر من التاريخ المذكور نشرت صوراً ومشاهد تتناقض مع ما ادعته سابقاً، لكنها لم تصدر أي تصحيح.
وفي شهر أبريل/نيسان 2024، دعا50 أستاذاً للصحافةمن جامعات أمريكية مرموقة صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية لسحب تقريرها، واعتبر الأكاديميون أنه "من غير المعتاد" عدم إعلان صحيفة نيويورك تايمز أنها نشرت أخباراً مضللة وأخباراً تتعارض من حيث الفحوى مع أخبار نشرتها في وقت سابق.
وفي مطلع مارس/آذار، تعرضتصحيفة نيويورك تايمزلانتقادات حادة من قبل إعلاميين وأكاديميين وناشطات نسويات إثر تسريب عنتقريرلم يبث عن تغطيتها لحرب إسرائيل على غزة به ادعاء عن استخدام "حماس" للعنف الجنسي كسلاح.
وأجرت الصحيفة تحقيقاً بعد تسريب معلومات عن التقرير والجدل بشأنه.
وقدمتمجموعة دوليةمن الأكاديميين والكتاب والمحامين النسويين، تحليلاً للمقال، هاجمت فيه محتواه باعتباره نموذجاً للتحريف النابع من العنصرية الاستعمارية الغربية تجاه الشرق والمسلمين، كما اتهمت المجموعة الصحيفة بأنها أطلقت حملة مطاردة غير عادية وموجهة عنصرياً للصحفيين المبدئيين المسؤولين عن التسريبات.
الأمم المتحدة تتبنى روايةإسرائيلدون دليلوتتجاهل شهادات الأسيرات عن حُسن تعامل المقاومة معهن
بل إن الأمم المتحدة تبنّت جزئياً رواية الاغتصاب والانتهاكات الجنسية دون دليل.
فلقد تعرضت براميلا باتن، الممثلة الخاصة المعنية بالعنف الجنسي في حالات النزاع، لانتقادات عندما نشرتتقريراً أعدته بناء على طلب إسرائيلي؛ للتحقيق في مزاعمحدوث عنف جنسيخلال هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول (عملية طوفان الأقصى)، بعد أن تبين أنه تقرير دون ضحايا وأدلة.
وجاءتالانتقاداتفي مؤتمر صحفي بمقر الأمم المتحدة، عقد في 5 مارس/آذار 2024،، حول زيارتها مع فريقها إلى إسرائيل والضفة الغربية المحتلة، في الفترة ما بين 29 يناير/كانون الثاني، و14 فبراير/شباط الماضي، لعدم مقابلة المسؤولة الأممية أي شخص تعرّض لعنف جنسي، واكتفائها بالاستناد إلى إفادات شهود، ومسؤولين إسرائيليين.
وعلقت حماس على تقرير باتن قائلة إنه لم يوثّق أي شهادة لما تسمّيه ضحايا تلك الحالات، وإنما اعتمدت في تقريرها على مؤسسات إسرائيلية وجنود وشهود تمَّ اختيارهم من قِبل سلطات الاحتلال، مؤكدة أن "مزاعم باتن تتناقض بشكل واضح مع ما ظهر من شهادات لنساء إسرائيليات عن معاملة المقاومين الحسنة لهن، وكذلك شهادات الأسيرات الإسرائيليات المفرَج عنهن، وما أكدْنه من معاملة حسنة تلقينها أثناء مدّة أسرهن في غزة".
إسرائيل لم ولن تقدم أدلة على هذه المزاعم
ويلاحظ أنه رغم محاولات الترويج لهذه الروايات الإسرائيلية الزائفة فإنه لم تخرج أي امرأة إسرائيلية تزعم أنها تعرضت للاغتصاب.
وفشلت إسرائيل مراراً وتكراراً في تقديم أدلة جنائية، أو أدلة فوتوغرافية ملموسة لمؤسسات إخبارية تتجاوز المزاعم التي قدمتها حكومة الاحتلال. وسبق وقالت صحيفة "ذا تايمز أوف إسرائيل" إن قوات الاحتلال الإسرائيلي لن تقدم أبداً أدلة جنائية لأن "الأدلة المادية على الاعتداء الجنسي لم يتم جمعها من الجثث في مرافق المشرحة".
غياب الأدلة الإسرائيلية أيضاً، أدى إلى تراجع ناشطين كانوا صدقوا المزاعم الإسرائيلية بشأن عمليات الاغتصاب؛ مثل الناشطة ساندرا، المتحدثة باسم مجموعة النساء المتّحدات من أجل السلام، التي سبق وقالت إنه عُثر على 67 حيواناً منويّاً مختلفاً عند رهينة إسرائيلية كانت لدى حماس. وأحدثت تصريحاتها جدلاً واسعاً، ثم اعتذرت ساندرا لاحقاً عنها.
مذبحة المستشفى العربي المعمداني التي أدت لاستشهاد نحو 500 تمت بصواريخ فلسطينية!
في كذبة مثيرة للسخرية، ادّعت إسرائيل ومعها الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الهجوم على المستشفى المعمداني الذي نفذته إسرائيل في 17 أكتوبر/تشرين الأول بغزة والذي أدى لاستشهاد نحو 500 فلسطيني، هو نتيجة هجوم بالخطأ للمقاومة.
وعقب مذبحة المستشفى المعمداني،، المساعد الرقمي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في البداية عبر موقع "X" بالاعتراف بأن الاحتلال هو من ارتكب المذبحة، بدعوى وجود مقاتلين للمقاومة بالمستشفى.
ثم يبدو أن إسرائيل شعرت بأن هذا المبرر ليس كافياً بالنظر لضخامة المذبحة، إضافة إلى أن المستشفى تابع لهيئة مسيحية إنجليكانية، وبه كنيسة، ما يجعل ادعاء وجود أسلحة للمقاومة به مثيراً للسخرية وغير قابل للتصديق.
ولذا قررت تل أبيب اللجوء لرواية أخرى؛ إذ خرج رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ليلقي بالمسؤولية على "حماس"، وهي الرواية التي تبناها الرئيس الأمريكي حيث قال إنه يعتقد أن الصاروخ أطلق من الطرف الآخر، دون أن يقدم أي دليل، بينما ألقى مسؤولون إسرائيليون باللائمة على الجهاد دون تقديم أدلة لكل هذه الادعاءات.
علماً بأن حجم الانفجار وعدد الضحايا يستحيل أن يسببه صاروخ فلسطيني.
في المقابل، قالت شركة "تروي" التكنولوجية الدفاعية التركية، إن آثار الذخيرة التي استُخدمت في قصف المعمداني في غزة، فضلاً عن صوت الانفجار وقوّته، "تشير إلى أنها قد تكون تابعة لقنبلة (MK-84)" التي تمتلك قدرات تدميرية، أو قنبلة BLU-109، وكلتاهما بحوزة إسرائيل، وهما قنبلتان شديدتا التدمير.
حماس تتخذ من نفق بنته إسرائيل أسفل مستشفى الشفاء مقراً لها!
واحد من أكثر مزاعم الاحتلال تعرضاً للنقد حتى من الداخل الإسرائيلي هو ادعاء وجود مقر القيادة الرئيسي لحركة حماس أسفل مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة.
لكن الإعلام الغربي كان هذه المرة أكثر حذراً في تصديق الرواية الإسرائيلية، وشكك فيها، خاصة أن الفيديوهات التي نشرها جيش الاحتلال، متناقضة من حيث عدد الأسلحة، حسبما ورد في تقرير وكالة الأناضول.
غير أن الضربة الموجعة لهذه الدعاية، جاءت من رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، الذي اعترف بأن إسرائيل بنت الملاجئ وحفرت الأنفاق الموجودة تحت مجمع الشفاء، في لقاء صحفي مع قناة "سي إن إن" الأمريكية، كما انتقد كثيرون فكرة أن حماس سوف تتخذ مقر قيادتها في نفق بنته إسرائيل.
أغرب الأكاذيب: حماس خبزت طفلاً داخل الفرن!
في حفل لجمع التبرعات لصالح الائتلاف اليهودي الجمهوري عقب أسابيع من طوفان الأقصى، قال إيلي بير وهو يهودي متدين قومي من نيويورك، يعيش في إسرائيل، على خشبة المسرح إن طفلاً إسرائيلياً قد احترق في فرن، وتم خبزه على يد "إرهابيي" حماس، حسب تعبيره.
في الواقع لم تتم رؤية أي طفل في الفرن، ولم يقتل سوى طفلة واحدة بالخطأ أثناء تبادل للنار، كما سبق الإشارة.
ولكن أصل هذه الأكذوبة يعود لشخص يُدعى إيلي موسكوفيتش، وهو من فريق المستجيبين الإسرائيليين الأوائل لعملية طوفان الأقصى، حسب تقرير لشبكة الأخبار الحقيقية (TRNN) الأمريكية.
لم يرَ إيلي موسكوفيتش أي طفل مخبوز في الفرن. ولكنه قال إنه عثر على حقيبة صغيرة تحتوي على أجزاء من جسم تم ضغطها على ما يبدو من قبل عنصر تسخين.
وقد عرض نتنياهو هذه الأجزاء من الجسم بعد أن شعر بالحرج من التراجع عن قصة 40 طفلاً مقطوع الرأس، وأُرسلت صورها إلى أصحاب النفوذ من قبل وزارة الخارجية الإسرائيلية.
ويرى الموقع الأمريكي: أنه ليس هناك دليل على أنه بقايا طفل، والأرجح أن ما سبب كل هذه الحرارة المذيبة للبشر، هو صاروخ هيلفاير الأمريكي الصنع الذي تستخدمه إسرائيل، كما يمكن أن تكون الأشلاء البشرية لشخص من غزة.
ولكن الربط بين طفل وفرن أمر يهدف فقط إلى شيطنة حماس عبر استرجاع ذكرى أفران محرقة النازي ضد اليهود.
ويعلق الموقع الأمريكي قائلاً: "ما ننظر إليه هو دعاية كاذبة وفظيعة يتم نسجها من أجل تبرير قطع رؤوس الأطفال الفلسطينيين الفعليين بالصواريخ في قطاع غزة والإبادة المنهجية لمجموعة من الأطفال والمجتمع بأكمله".