العلاقات العربية التركية...


منذ التحولات الجيوستراتيجية التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط منذ احتلال الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها أفغانستان و العراق فقد برز الأتراك في المشهدين الإقليمي و الدولي,و بذالك فان حضور الأتراك في منطقتنا التي تموج بالتفاعلات الساخنة بدءاًن من إيران و مرورا بالعراق و سوريا و فلسطين على خلفية التهديدات الامريكيه و الاسرائلية, و على ضوء ذلك برزت السياسية الخارجية التركية و كأنها جاءت لتملئ الفراغ أما ما يسمى بفراغ القوة و كأنها تبحث عن دور إقليمي خاصة وان العالم العربي خلا في هذه المرحلة و هذه التحولات المرعبة وخاصة مع بزوغ شمس الربيع العربي والذي اختلط بالشتاء العربي و خاصة الشتاء السوري الأحمر الذي حدد بوصلة السياسة الخارجية التركية الجديدة.

وكان السياسة الخارجية التركية على ضوء تنامي اقتصادها الوطني و دخول على اقتصاديات النادي الدولي لمجموعة ما يسمى بمجموعة العشرين تنظر إلى العالم العربي بعيون الذئب الذي يستعد للانطلاق ليكون بديلا للدورين الإيراني و الإسرائيلي فالماكنه الاعلاميه الامريكيه هياءت الغطاء الإعلامي من خلال فتح فوها في العلاقة الذهبية ما بين السنة و الشيعة لمحاصرة إيران و تفكيك سوريا من خلال الربيع العربي أو ما أطلقت عليه الشتاء الأمريكي التركي الأحمر .

إن السياسة الخارجية التركية تسعى جاهده لإعادة إنتاج ما يسمى بالعثمانية الجديدة لتكمل المسيرة التاريخية من اورخان إلى اوردوغان.
و من هنا فان محور واشنطن_الدوحة_انقره أصبح هو المحور المتحالف و التصاعد في منطقتنا وقد شاهدنا المذبحة المفتوحة التي نجح الروس و الصينيين في توجيهها لهذا المحور و خاصة ما يتعلق بالملف السوري في مجلس الأمن.

على السياسة الخارجية التركية أن تعيد حساباتها في علاقتها مع العرب فتاريخ الدولة العثمانية مع العرب هو تاريخ التخلف و الرجعية وان الأتراك العثمانيين لم يساهموا في تطوير المنطقة بالمعنى المعاصر بل ساهموا في خلق اساديد القهر و التخلف و ألاميه و ضياع الحقوق العربية فالأندلس لم تسقط إلا في ضل هيمنة الدولة العثمانية و مصر و الجزائر تم احتلالها من قبل الانجليز و الفرنسيين و كان موقف الخلافة العثمانية هو موقف ضبابي و غير أخلاقي و تجربة الأتراك في سوريا كان مظلما و قاسيا و خلق ثقافة الاستبداد و القهر.

وهنا نطرح السؤال: ما الجديد الذي ستقدمه تركيا الاردوغانيه للمنطقة العربية؟

على الأتراك الجدد أن يعوا جيدا أن تحسين صورتهم لدى منطقة الشرق الأوسط جاء من خلال البوابة العربية و بالتحديد البوابة السورية فقد قدمت سوريا الأتراك من بوابة المقاومة العربية في كل من لبنان و فلسطين و أدخلت اوردوغان من بوابه حركة حماس التي دعمتها سوريا أما و أن تدخل تركيا بمثابة الوصي على المصالح العربية فهذا غير مقبول بتاتا إما أن الأوان أن يعي القادة الأتراك مفتاح الربيع العربي ليس بيدهم بل بيد الشعوب العربية كما يقول المثل العربي الشعبي ( الي بيته من زجاج لا يرمي الناس بحجارة).

أما أن الأوان للأتراك أن يخرجوا من النفخ في الملف السوري و ينتبهوا جيدا إلى المجازر التي يرتكبها الشعب التركي المسلم و إن يعطوا هذا الشعب حقوقه السياسية قبل أن يطالبوا من سوريا التوقف عن المجازر التي يرتكبها النظام السوري و الكل يعلم أن المقاومة الكردية يحق لأي دوله أن تدعمها كما تسعى تركيا ألان إلى دعم المجلس الانتقالي السوري بقيادة التائه المفكر العربي المحترم د.برهان غليون صاحب الكتاب الشهير (الدولة والدين) و الذي توصل فيه إلى أن الدولة المدنية لايمكن أن تقام إلا على أسس مدنيه و ليست أسس دينية.إن السياسة الخارجية التركية إذا أرادت النجاح في إعادة الدفء للعلاقات العربية التركية أن تبتعد عن النفخ في المشهد السوري وان تحدد تحالفاتها مع الكيان الصهيوني الذي هو عنوان الشر و ليست إيران هي محور الشر وإلا فان الأتراك سيتحولون من وجهة نظر العرب إلى محور للشر أو أنهم يعملون بالوكالة نيابيه عن الامركيين.