الاحتلال يرتكب مجزرة في جنين… واستشهاد 7 فلسطينيين بينهم طبيب وطفلان

أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي «عملية عسكرية» في مدينة ومخيم جنين، أسفرت في الساعة الأولى منها عن ارتقاء سبعة شهداء وإصابة آخرين، وفقًا لمعطيات رسمية فلسطينية أولية.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن سبعة شهداء ارتقوا، وأصيب 23 آخرون، بينهم جريحان في حالة خطيرة.
وأفاد مستشفى ابن سينا بوصول أربع إصابات، ثلاثة منهم حالتهم مستقرة، والرابع حالته خطيرة، في حين أن بقية الإصابات والشهداء نقلوا الى مستشفى جنين الحكومي ومستشفى الرازي.
والشهداء هم: الشهيد الطبيب أسيد كمال جبارين (51 عاماً)، الشهيد باسم محمود تركمان (53 عام)، الشهيد معمر محمد أبو عميرة (50 عاما)، الشهيد أمير عصام أبو عميرة (22 عاماً)، والشهيد علام زياد جرادات (48 عاماً) الشهيد الطفل أسامة محمد حجير (16 عاماً)، الشهيد الطفل محمود أمجد حمادنة (15 عاماً).
وأفاد مدير مستشفى جنين الحكومي بأن الشهيد أسيد كمال جبارين، هو أخصائي الجراحة في المستشفى، وقد ارتقى بالقرب من المستشفى أثناء توجهه إليه.

الاحتلال

وقال جيش الاحتلال إنه بدأ «عملية عسكرية» في جنين من أجل «القضاء على الإرهاب» على حد تعبيره، مضيفًا أن هذه «العملية» تأتي على أثر تزايد العمليات انطلاقًا من جنين أخيرا، وأن جنوده قتلوا بعض المقاومين الذين تصدوا للجيش في بداية الاقتحام.
وأكدت مصادر محلية أن اشتباكات مسلحة وقعت بين جيش الاحتلال ومقاومين في منطقة واد برقين، وفي جنين أيضًا.
وإلى جانب الشهيد جبارين قتلت قوات الاحتلال المعلم علام جرادات، الذي كان متوجها إلى رأس عمله في مدرسة وليد أبو مويس الأساسية للبنين، والطالب في الصف التاسع من مدرسة ذكور الكرامة الأساسية الثانية محمود أمجد حمادنة.
ونعت وزارة الصحة، الشهيد الطبيب جبارين (50 عاما)، حيث وصفت استشهاده بالجريمة «قتل عمداً على يد قوات الاحتلال».
‎وناشدت بشكلٍ عاجل المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والإنسانية للتدخل الفوري لحماية أبناء شعبنا وكوادره الطبية ومستشفياته، كما نصت عليه اتفاقية «جنيف» الرابعة.
يذكر أن 493 كادرا طبيا في قطاع غزة والضفة استشهدوا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي.
وذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أن هناك طلاب مدارس بين المصابين في جنين، وجيش الاحتلال يعرقل وصول الطواقم إليهم.
وحسب المصادر المحلية فقد اقتحمت قوات الاحتلال مدينة جنين ومخيمها، وسيرت آلياتها في شوارع جنين، وحيفا، ونابلس، وطريق برقين، ما أدى إلى اندلاع مواجهات، تركزت في محيط مخيم جنين، ووادي برقين.

إطلاق نار عشوائي

وأطلق جنود الاحتلال النار بشكل عشوائي في محيط المستشفى الحكومي وعند دوار السينما في جنين، وصوب الأهالي الموجودين في ساحة مستشفى جنين الحكومي.
واقتحمت قوات الاحتلال منزل الشهيد أحمد بركات، أحد منفذي عملية «حرميش»؛ رداً على استشهاد الأسير خضر عدنان.
وقال موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن العملية العسكرية لجيش الاحتلال في جنين قد تستمر عدة أيام.
وقالت مديرة التربية والتعليم في جنين سلام الطاهر، إنه تم إخلاء جميع المدارس في مدينة جنين ومخيمها، باستثناء بعض الطلاب في مدرستي الكرامة والزهراء، لخطورة الأوضاع الميدانية.
وأوضح رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم جنين محمد الصباغ، أن طلبة مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» ما زالوا محاصرين حتى ساعات الظهر،
وأن جرافات الاحتلال تواصل تجريف وتدمير البنية التحتية قرب مستشفى جنين الحكومي، فيما تعمدت الجرافات والآليات تدمير البنية التحتية في الشوارع الرئيسية والفرعية، وفي أحياء المدينة.
وباستشهاد المواطنين السبعة، ترتفع حصيلة الشهداء في الضفة الغربية منذ السابع من شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى 513 شهيدا، بينهم 127 من محافظة جنين، حسب التجمع الوطني لأسر شهداء فلسطين.
وهدمت جرافات الاحتلال في مخيم جنين، منزل أسير وشهيد.
وذكرت زوجة المعتقل هاني بركات، ووالدة الشهيد أحمد، أن جرافات الاحتلال قامت بعملية تدمير وهدم لمنزلهم المكون من طابقين ومساحته (280 مترا مربعا) دون سابق إنذار، ولم تسمح لهم بإخراج كل محتويات المنزل الذي يؤوي 10 أشخاص.
وأضافت أن زوجها معتقل إداري لمدة ستة أشهر، ونجلها أحمد استُشهد في 20 آذار / مارس الماضي مع ثلاثة من رفاقه خلال عملية قصف من طائرة مسيرة للاحتلال قرب المخيم.
كما أصيب الصحافي عمرو مناصرة، بشظايا رصاص قوات الاحتلال أسفل الظهر، في محيط مستشفى جنين، ووصفت حالته بالمستقرة.
ونقلا عن صحافيين ميدانيين فقد أطلق قناصة الاحتلال الرصاص صوب الصحافيين في محيط مستشفى جنين.

فصائل فلسطينية

وقالت فصائل المقاومة إنه ضمن معركة «طوفان الأقصى» فإن سرايا القدس وكتيبة جنين استهدفتا قوات الاحتلال بالعبوات الناسفة وزخات الرصاص.
ووثقت فيديوهات تفجير عبوات ناسفة بدوريات وجرافات على أبواب مخيم جنين.
وفي السياق ذاته نشرت وسائل إعلام إسرائيلية مشاهد تنشر لأوّل مره تظهر استهداف طائرات الاحتلال المسيرة مجموعة من المقاتلين خلال اجتياح مخيم نور شمس.

طوباس

وفي سياق متصل، شهدت مدينة طوباس اشتباكات عنيفة مع جيش الاحتلال، الذي اقتحم المدينة لساعات، وتخلل ذلك تفجير مركبة مفخخة في قوات الاحتلال.
وقالت مصادر محلية إن جيش الاحتلال اقتحم طوباس من مدخلها الشرقي، ثم دفع بتعزيزات عسكرية من بوابة عاطوف، وقد انتشر الجنود والقناصة في عدة أحياء بالمدينة.
وأعلنت كتيبة طوباس، التابعة لسرايا القدس، أن مقاتليها تصدوا لقوات الاحتلال بشكل مباشر في منطقة شارع الثغرة ومحيط الجامعة ومنطقة جامع السلام ومفرق طمون.
وأضافت أن إحدى مجموعاتها تمكنت من تفجير مركبة مفخخة أعدت مسبقًا في آليات الاحتلال من مسافة صفر مما أدى إلى إعطاب آلية وإلحاق أضرار مباشرة بها.
وأظهر مقطع فيديو تفجير المركبة في جرافة عسكرية إسرائيلية.
وأفادت كتيبة طوباس، أنها فجرت أيضًا عبوات ناسفة في آليات الاحتلال في شارع الثغرة، ما ألحق أضرارًا بالغة في إحدى الآليات.