عمان تختنق بالكربون وشوارعها حراج.. دائرة السير ترفع الراية البيضاء
*قانون السير الجديد زاد الطين بلة ولم يحل المشكلة والصيف لم يبدأ بعد
* الحل لا يكمن بدفتر المخالفات وعلى كل أجهزة الدولة أن تستعد لحل المشكلة التي يبدو أن لا حلول لها
* شوارع ضيقة ومتهاكلة وسوء استعمال الطريق وغياب روح المسؤولية والقانون والسحابة السوداء تملأ سماء عمان
*ازدحامات مرورية في الصبح والمساء تحول العاصمة عمان إلى ساحة معركة
خاص- تعيش عمان اليوم وضعًا مأساويًا بسبب الفشل التام لإدارة السير في حل مشاكل المرور، المدينة التي كانت تتباهى بجمالها وترتيبها أصبحت الآن تعاني من اختناق مروري حاد، حيث تحولت إلى ما يشبه الكراج الكبير، يغمرها أول أكسيد الكربون الذي يلوث الهواء ويهدد صحة السكان.
لقد تم الترويج لقانون السير الجديد على أنه الحل السحري لجميع مشاكل السير في المدينة، ولكن الواقع جاء مخيبًا للآمال، فلم تستطع رجال السير سوى أن تتجول بدفتر المخالفات في يدها، وكأنما هو الهدف الأساسي لوجودهم، هذا التصرف يثير السخرية والغضب بين المواطنين، الذين يرون في هذا السلوك عدم كفاءة واضحة في معالجة الأزمة الحقيقية.
الشوارع السيئة والمتهالكة التي تعاني من سوء التخطيط والتصميم تضاعف من معاناة السائقين يوميًا، كما أن العدد الكبير من السيارات يتزايد بشكل متتابع، بينما البنية التحتية تظل على حالها دون أي تطوير أو تحسين، ومع وجود سائقين غير ملتزمين بالقوانين المرورية، تتفاقم المشكلة أكثر فأكثر، مما يجعل من طرق المدينة ساحات للفوضى المرورية المستمرة.
أضف إلى ذلك، توقيت الدوام الموحد للموظفين يزيد الطين بلة، ففي ساعات الذروة، تتحول شوارع عمان إلى ساحة معركة مرورية، حيث يتزاحم الجميع في نفس الوقت، مما يؤدي إلى ازدحامات خانقة ومشاحنات يومية.
أمام هذا الواقع المؤلم، يجب على دائرة السير أن تعترف بفشلها الذريع، فلم يعد بالإمكان التستر على هذا العجز الواضح في إدارة المشكلة، بدلاً من الاكتفاء بفرض المخالفات، يجب على إدارة السير أن تتبنى حلولاً جذرية وإجراءات فعالة لتخفيف العبء عن كاهل المواطنين، فمن الضروري إعادة النظر في تخطيط المدينة، وتطوير البنية التحتية، وتشجيع استخدام وسائل النقل العام، وتطبيق قوانين السير بصرامة على الجميع دون استثناء.
إذا لم تقم إدارة السير باتخاذ خطوات جادة وفورية، فإن عمان ستظل تختنق بأول أكسيد الكربون، وسيتواصل معاناة سكانها في طرقات المدينة المزدحمة والفوضوية، إن الاعتراف بالفشل هو الخطوة الأولى نحو التغيير الإيجابي، والآن هو الوقت المناسب لإدارة السير لرفع الراية البيضاء والشروع في العمل الجاد لحل هذه الأزمة المتفاقمة.