يوم الكرامه في ذكراه الـــ44


في الحادي والعشرين من آذار ، تمر على الأمة العربية الذكرى الــ44 لمعركة يوم الكرامه الخالد ، ذلك اليوم التاريخي الذي سطرت به أول الانتصارات للجيوش العربية على الجيش الصهيوني الذي قيل أنه لا يقهر .

عندما قام جيش العدو الإجرامي الذي جرى نفخه عالميا انه الجيش الذي لا يقهر حتى وصلت البجاحة والغرور أن يقوم قطعان ذلك الجيش ترافقهم كل وسائل الإعلام الصهيونية في العالم ليروا كيف سيعود الجيش الصهيوني ومعه كل قادة المقاومة الوطنية الفلسطينية أسرى ، وبالفعل دخلت نخبته العسكرية يقودهم الأحمق المغرور موشيه ديان وهم يتوعدون قادة المقاومة الفلسطينية بسحقهم وأنه سوف يتناول طعام غذائه على جبال السلط ، وما أن تقدمت قطعان الجيش الصهيوني حتى فوجئت بمقاومة لا نظير لها واصطف الفدائي الفلسطيني البطل والجندي الأردني الباسل في خندق واحد وضربوا لكل أبناء الأمة المثل والقدوة في التضحية والفداء وان هزيمة هذا العدو ليست مستحيلة وأنه كما قال سيد المقاومة أمين حزب الله سماحة الشيخ حسن نصر الله بعد اثنان وأربعون عاما من ذلك الحدث التاريخي أن جيش العدو أهون من بيت العنكبوت وبالفعل وما هي إلا ساعات حتى عرف الصهاينة حجمهم الحقيقي وأن حرب حزيران التي طبلوا وزمروا لها ليست أكثر من كذبة كبيرة وهي في حقيقتها خدعه ومؤامرة على العرب ومصر تحديدا ساهمت بها أمريكا وعملائها وكان دور الكيان الصهيوني تنفيذيا بمساعدة أمريكا لكل ما أعدته المخابرات الأمريكية منذ هزيمة العدوان الصهيوني الثلاثي الغاشم على مصر العروبة عام 1956م .
وللأسف كان عرب الاعتلال وعلى رأسهم المأجور فيصل عبد العزيز شريكا بتلك المؤامرة ولم يعد سرا على أحد رسالة المقبور فيصل عبد العزيز لسيده صهيوني البيت الأسود بواشنطن (( ليدون جونسون)) قبل عدوان حزيران بعام وهي منشورة لمن يريد قراءتها ، عندما طلب منه ضرب مصر عبد الناصر بواسطة إسرائيل ودعم أمريكا وإلا لن يأتي عام 1975م ، ويوجد عرشا واحدا لأصدقائكم في المنطقة ، كما جاء في نص الرسالة ، ونهضت مصر عبد الناصر من كبوتها وقامت بحرب الاستنزاف التي هي من أشرف الحروب وأنهكت الصهاينة وأثبتت للعالم أن مأساة حزيران لن تتكرر.

وجاء يوم الكرامه ليضيف أول هزيمة مباشرة لقطعان الجيش الصهيوني وضرب الجندي والفدائي البواسل المثل والقدوة والقدرة على صناعة النصر وفعل ما يعتبره الإعلام الصهيوني مستحيلا وما هي إلا ساعات حتى دمر الفدائيين الإبطال والجنود الأردنيين البواسل دبابات العدو وأرغموه على الهزيمة يجر أذيال الفشل، يقودهم بطل الكرامه ورمز ذلك اليوم الخالد الفريق مشهور حديثه ألجازي رحمه الله ، الذي رفض الأوامر العليا التي جاءته وطلبت منه عدم الاشتراك بالحرب وحمل الرجل روحه على كتفه وهذا يسجل له في سجل التاريخ للخالدين واشترك مع جنوده البواسل في الحرب جنبا لجنب مع أشقاءهم الفدائيين وتحقق للامه العربية أو انتصار مباشر على قطعان الصهاينة وكانت تلك المعركة الخالدة دعما معنويا لكل أبناء ألامه التي خاضت جيوشها بعد ذلك حرب تشرين المجيدة ولديهم اليقين من تجربة حرب الاستنزاف ويوم الكرامه الخالد أن هزيمة قطعان الصهاينة أمرا حتميا وهكذا كان ولولا خيانة وعمالة السادات لتغير وجه التاريخ لهذه الأمة المناضلة .

ومن المفارقات العظيمة أن يصادف يوم الكرامه مع يوم الأم التي أنجبت لنا الفدائي والجندي الذين صنعوا لنا يوم الكرامه الذي نفخر به ، وتحية تقدير واعتزاز لكل أم أنجبت الفدائي والجندي ، وتحيه خاصة لروح أمي التي أنجبت أخي الأكبر الشهيد بإذن الله عبد الله الراجح أحد شهداء حرب حزيران الأليمة وتحيه تقدير واعتزاز وفخر لروح بطل الكرامه العظيم الأكبر من كل الألقاب مشهور حديثه ألجازي صانع ذلك اليوم العظيم الذي أشاد به وقدره كل أحرار الأمة وعلى رأسهم الزعيم جمال عبد الناصر .

لقد كان يوم الكرامه البداية لهزائم الصهاينة التي تكررت كثيرا في نيل أهدافهم وعلى رأسها حرب تشرين المجيدة عام 1973م ، وحرب تموز الخالدة عام 2006م وحرب غزه عام 2009م ، والرحمة والخلود لأرواح الشهداء الأبطال من الفدائيين والجيش ولا عزاء لمن تاجروا بأرواح كل الشهداء في كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربه .

لقد كان يوم الكرامه يوما خالدا في سفر تكوين هذه الأمة رغم أنوف الأعداء والعملاء ، ولا نامت أعين الجبناء .

عبد الهادي الراجح
alrajeh66@yahoo.com