البصمة تخلق معركة بين وزارة الصحة ونقابة الأطباء
هبة الحاج
أثار تعميم وزارة الصحة قرار تفعيل نظام مراقبة الدوام الجديد (البصمة) في مستشفياتها جدلاً واسعاً بين الأطباء ونقابتهم، واعتبر الأطباء هذا القرار ظالماً لهم، ورأوا فيه تغولاً على حقوقهم، تأتي هذه الخطوة في إطار جهود الوزارة لتحسين مستوى الالتزام والحضور، إلا أن النقابة الطبية ترى أن تطبيق النظام قد يحمل تأثيرات سلبية على الظروف العملية للأطباء والكوادر الصحية.
تواصلت "أخبار البلد" مع رئيس اللجنة الإعلامية في نقابة الأطباء الأردنية، الدكتور حازم القرالة، الذي أكد أن موضوع البصمة طُرح قبل عدة أشهر من وزارة الصحة بحجة مراقبة دوام الموظفين، موضحاً أن اعتراض النقابة كان على أن الأطباء يعملون لساعات طويلة غير محددة أسبوعياً، مما يجعل مراقبة الدوام بالبصمة أمراً غير عملي.
وأشار القرالة إلى أن النقابة طالبت بتحديد ساعات عمل الأطباء كأساس للبناء عليه، مؤكداً أن زيادة ساعات العمل يجب أن تقابلها مكافآت مالية وفقاً لنظام الخدمة المدنية، مبيناً أن طبيعة عمل الأطباء، التي تشمل المناوبات والعمليات الجراحية والحالات الطارئة، تجعل تطبيق نظام البصمة تحدياً كبيراً.
وتابع، أدى هذا الخلاف إلى قرار مجلس النقابة بعدم تطبيق النظام حتى إشعار آخر، وبعد اجتماع ثلاثي في مجلس النواب ضم وزارة الصحة ولجنة الصحة النيابية ونقابة الأطباء، تم الاتفاق على تشكيل لجنة ثلاثية لدراسة المعوقات ومحاولة الوصول إلى اتفاق، وتم الاتفاق على خطوط عريضة لتطبيق النظام، منها تحديد ساعات العمل الشهرية وصرف مكافآت شهرية في حال تجاوز ساعات العمل المتفق عليها، إضافة إلى تعليمات مرنة تراعي طبيعة عمل الأطباء.
وأكد القرالة أن عمل اللجنة الثلاثية مستمر حتى صدور التعليمات المتفق عليها بشكل رسمي وضمان تطبيق الاتفاق بحذافيره، مشدداً على أن أي تراجع في تفاصيل الاتفاق سيعيد النقابة إلى نقطة الصفر، وهي رفض تطبيق النظام.