مثلث الفتنة القرضاوي – جعجع – حمامي

في الوقت الذي تعيش فيه الامة العربية محنة تتنقل فيها الازمات من وطن الى اخر، ونحتاج فيه الى رص الصفوف، والتقاط الثابت المشترك وتطويره، لانقاذ الامة من اهوال ما يحاك لها، وما ينتظرها من مؤامرات تقسيمية وتفتيتية تفوق سيء الذكر سايكس- بيكو الذي قسم الامة الى اوطان، فمشروع اليوم يهدف الى تشظية الامة الى كيانات طائفية ومذهبية وعرقية.

من المؤسف ان تسمع اصواتا تتدعي الحرص والمسؤولية، تخرج عليك لتلاقي المشروع التامري في منتصف الطريق، لتأخذ بيده في طريق انجاحه، وتستغل امكانياتها في سبيل ذلك.

القرضاوي الذي يتحفنا بفتاويه المدمرة التي تدعو الى الفتنة والخراب، ويدعو الى الجهاد في سوريا، ولا يدعو اليه ضد اسرائيل، وكأن سوريا اصبحت الشر المطلق، والشيطان الاكبر، بدل ان يدعو الى تهدئة النفوس، والدعوة الى الحوار الوطني، الذي ينقذ سوريا وشعبها مما يخطط لهما. وان يتوجه الى اسياده و اتباعه باستبدال دعوات التسليح والتمويل والتخريب، الى نبذ العنف، وتقديم المساعدات الانسانية، والدعوة الى الحوار الوطني باعتباره المدخل الصحيح للاصلاح والتغيير.

ولكن بدل ان يكون داعية خير وسلام، اصبح ذلك الذي نزلت به الآية الكريمة( اذا جاءكم فاسق بنبأ...) حيث اسهم بدمار الامة، وقتل الشعوب، مستغلا مركزه السامي، وهو من الذين حذر منهم نبينا محمد عليه الصلاة والسلام حين قال( اخاف على امتي من بعدي بأئمة النفاق)

قال لي صديق لماذا انت حانق على القرضاوي، ها هو الاب شنودة كان محرما على اتباعه زيارة القدس، قلت له ان الاب شنودة اتخذ القرار في لحظة تاريخية، كانت القدس محتلة حديثا، وكان المناخ العام لا يقبل اقل من ذلك، اما اليوم القدس تهود، والاسرائيليون يدعون الى يهودية الدولة ونقاوتها.

ثاني الفتنة سمير جعجع، الذي في اعلان فلسطين، رمينا كل جرائمه خلف ظهورنا، في خطوة حسن نية، لنؤكد ان الفلسطيني في لبنان ليس طرفا في الصراع الداخلي، وهو على الحياد الايجابي الذي يمثل احترام السيادة والقانون، ويعمل على تعزيز السلم الاهلي، وهو مقيم بفعل التهجير القسري الى حين العودة، ورغم التزامه بالواجبات، ومساهما في دعم الاقتصاد، ويتحمل كل تبعيات وتداعيات الوضع اللبناني من غلاء ومخاوف امنية، إلا انه محروم من حقوقه بحكم القوانين اللبنانية التي لم تعدل بحقه، رغم اللجان المتعددة التي انشئت لذلك.

ان يستغل جعجع، الاعلان عن شبكة سلفية، من سبعة اشخاص ورد فيها اسم فلسطيني، ليدعو الى تحويل مخيم عين الحلوة الى نهر بارد ثاني، اية عنصرية تلك السياسة، واية انسانية، وكيف مر هذا التصريح مرور الكرام. وهذا الفلسطيني لا ينتمي الى النسيج الفلسطيني السياسي، بل هو عضو مفترض في حركة اسلامية سلفية.

هل نسي او تناسى جعجع، تفجير كنيسة سيدة النجاة التي اودت به الى السجن الذي خرج منه بعفو، وان المتهم الاساسي معه جرجس توفيق الخوري وهو من اصل فلسطيني، وسكان مخيم الضبية، لماذا لم نسمع صوتا يطالب بهدم المخيم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟، لان العقلاء يفهمون ان المجرم كان جعجع واتباعه بغض النظر عن اصولهم واوطانهم، بل حاسبوهم على انتمائهم السياسي والتنظيمي وسلوكهم الاجرامي.

فلتخرس يا جعجع، كدت ان تؤخذنا الى فتنة، مع الجيش اللبناني المقاوم الذي نحترم ونجل، ونقدر له تضحياته، وسهره وحرصه على امن مخيماتنا. لقد ثار شباب من عين الحلوة للتعبير عن سخطهم، وليس ضد الجيش. ألم تكتف من تاريخك الاجرامي؟؟ دع الفلسطيني فلديه ما يكفيه من معاناة.

الفتنجي الثالث، والنرجسي المفتون في نفسه، ابراهيم حمامي القابع في لندن مهد التأمر على شعبنا، الذي لا يسمع بخطوة نحو المصالحة الا ويسرع للكتابة ضدها وينعيها، انزعج من تصريح الاخ عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جمال محيسن الذي شخص اسباب تعرقل المصالحة، لتجاوزها ودفع عجلتها الى الامام، هذا الحمامي الذي طار الاسبوع الماضي الى مصر لينظر ويحرض ضد منظمة التحرير وحركة فتح والسلطة الوطنية. انني اسأله هل مهمتنا كاعلام ان نجهد الى رأب الصدع وادخال الجميع تحت سقف البيت الفلسطيني، ام تعزيز الانقسام، لم يكن المفكر يوما، ( هذا اذا كنت مفكرا) سوى داعيا الى الخير والحق، فأتقي الله انت وغيرك من اصحاب الاقلام الصفراء والنفوس المريضة التي تبث سموما.

ملاحظة في الوقت الذي نسعى به الى المصالحة، قام الفتنيون بتقسيم الجسم الصحافي الفلسطيني، ماذا تريدون ايها الانقساميون، لعن الله من اوقد الفتنة وهي نائمة.

احسان الجمل

مدير المكتب الصحفي الفلسطيني في لبنان