انتظروا بياناً هاماً ...!!
أتحفنا الفنان السوري الشهيد دريد لحام والذي كان يلقب بـ «غوار الطوشة» بعدد من مسرحياته التي كانت تعبر عن الواقع المزري الذي كنا نعيشه مع نظامنا العربي الرسمي من محيطه حتى خليجه، وكان آخر هذه المسرحيات «كاسك يا وطن» حيث عمد الى أسلوب تهكمي في ان تغيير النظام يتم باستبدال الملبس والشكل والتلاعب بالألفاظ والكلمات مع الاستمرار بنفس المضمون والمعنى دون تأثير على الواقع.
ورحم الله الرئيس الليبي معمر القذافي الذي قرأ البيان الختامي للقمة التي عقدت في العاصمة اللبنانية بيروت قبل يوم على صدوره مما يؤكد ان النظام العربي برمته تابع وليس متبوع ومفروض عليه سياسات لا يمكن القفز عنها.
تلك أمثلة نسوقها ونحن نتابع قمة المنامة في البحرين وقد وصفت بـ«الأستثنائية» نظراً للحرب التي تدور رحاها في غزة وما يتبعها من توترات جديرة بالمتابعة والاهتمام على المستويين العربي والعالمي.
ان عقد القمة في هذا التوقيت بالذات يختلف جذرياً عن كل المواقيت التي عقدت فيها قمم في السابق، من حيث مآلات الاحداث الجارية وتعقيداتها وما قد تفضي اليه من تغييرات على الخريطة السياسية هنا وعلى مستوى العالم برمته، وعليه فإن النظام العربي الرسمي أمام امتحان هو من الصعوبة بمكان إما ان يبقى نفس الدور غير المسؤول وغير المؤثر أو فرض واقع جديد مختلف فيه تعويض على ما قد مضى من ضعف ووهن.
ويبقى السؤال : هل تنتظر الشعوب العربية بياناً هاماً يصدر عن قادتهم يعيد لهم عزتهم وكرامتهم أو يكون بياناً مقتبساً عن القمم السابقة بلا معنى وبلا مضمون ؟! نحن نتابع وننتظر رغم فقدان الأمل ....