لو كان المطعون مواطنا وليس شرطيا


سؤال مشروع موجه الى جميع الحراكات الشعبية وقيادتها والى الامناء العامين للاحزاب المعارضه الاسلامية والقومية واليسارية والى كافة الناشطين السياسيين من ابناء هذا الوطن والى المركز الوطني لحقوق الانسان لو ان الذي طعن في رقبته مواطن او ناشط سياسي كما يحبون ان يطلقوا على انفسهم او ناشط في الحراك الشبابي اثناء مشاركته في مسيره او اعتصام وكانت الطعنة من قبل رجل امن عام او دركي اتخيل كيف ستكون ردة الفعل من قبلكم على الحادثه وكيف ستستقبلها بعض وسائل الاعلام وخاصة تلك التي تتبع لاحزاب المعارضه او التي تتغنى بها ليلا نهارا وكيف ستكون ردة فعل بعض كتاب التدخل السريع وما هي طبيعة المقالات والكلمات الكبيره التي ستكتب عن الحادثة وعن استهداف الدوله المستمر للحراكات الشعبية والشبابية وكيف سيصبح ذلك الشخص المطعون بطلا قوميا اكثر بطولة من بعض جنود الجيش العربي الذين استشهدوا على اسوار القدس وباب العامود وفي معركة الكرامه الخالده وكيف سيصبح مقر اقامته في المستشفى مزارا لكل احزاب المعارضه ورموزها ومن بعض الشخصيات الحزبية والتي بحت اصواتهم وهم يطالبون الدوله الاردنية بالاصلاح ومكافحة الفساد واتخيل صور ذلك البطل القومي او تلك البطلة في بعض وسائل الاعلام وهو محاط بمناصريه كما حصل قبلا لبعض الابطال الوهميون الذين تبين فيما بعد ان رواياتهم رخيصه مفبركه بفضل يقضة وجهود رجال الامن العام وكيف ان تلك القصص اصبحت في مزابل التاريخ لا احد يذكرها غير اصحابها ثم سيخرج علينا مدير المركز الوطني لحقوق الانسان يدين باشد عبارات الادانة تلك الحادثه الشنيعه باعتبارها مخالفه صريحة واعتداء سافر على حقوق الانسان وعلى حياة الانسان المصانة بموجب الشرائع السماوية والارضية ثم سنرى تدخل منظمة هيومن رايتس وتش السريع والمدفوع من بعض الجهات الداخلية بالادانه لهذه الحادثه الشنيعه باعتبارها الحامية والمدافعه الشرسه عن حقوق الانسان والشعوب المغلوب على امرها ومن ضمنهم طبعا معتقلي غوانتانموا وعشرات الاشخاص الابرياء من اطفال ونساء وشيوخ الشعب الافغاني المسكين الذين تم قتلهم بدم بارد من قبل الجنود الامريكيون وطائراتهم الحربية وبشكل يومي والعذر معروف في كل حادثه ( بالخطأ ).
اما ان يكون المطعون شرطيا او دركيا فهو امر عادي او حتى اقل من عادي فهؤلاء الجنود المجهولون الذين تعاملوا بكل احترام وتقدير وصبر ورجولة عز نظيرها مع الاف المسيرات والاعتصامات والاهانات الكثيره فلا بواكيا لهم ولا مدافعا عن حقوقهم واقصد هنا بالطبع احزاب المعارضه ومنظمات المجتمع المدني وبهذا المعنى والصوره التي رأيناها بعد الحادثه ان رجل الامن لا يعتبر مواطنا وليس له حقوق كباقي خلق الله وحقه في الحياة قابل للنقاش والتأويل والتفسير والصمت الرهيب بعد تلك الحادثه امر يثير الغضب والدهشه في نفوسنا هل وصلنا الى هذه المرحلة المتقدمه من الكراهية وضيق الافق والبعد عن كل اخلاقياتنا ومبادئنا التي تربينا عليها هل وصلنا الى هذه المرحله من الانحطاط الفكري لدى البعض ، كم تمنيت ان ارى تلك الصوره الجميله والمنظر الحضاري بقيام بعض رموز المعارضه والاحزاب وهم يحيطون بسرير الشفاء الذي يجلس عليه ذلك الشرطي لتقديم التهئنه بخروجه سالما من تلك الحادث البشعه التي لا تمت لاخلاقنا الاردنية الاصيله بشيء ولكن يبدو ان ذلك يعتبر حلما لا يمكن تحقيقه فهولاء الذين لا زالوا يطالبون الدوله الاردنية ومنذ اكثر من عام بالاصلاح ومكافحة الفساد ويعتبرون انفسهم مصلحين لا عيب فيهم هم ابعد من ان يتخذوا هذه الخطوة الجريئه ولكن وكما يقال ( فاقد الشيء لا يعطيه ) وهذا ليس مستغربا عن تلك الفئه التي لا زالت تدافع عن النظام السوري واعتبار ما يحدث مؤامرة على نظام المقاومه والممانعه وتصرح له بقتل شعبه المشترك بتلك المؤامره ضد نظامه.