دراسة: السكري أكثر خطورة على الرجال من النساء

توصلت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة سيدني إلى أن مرض السكري يشكل خطرا أكبر على الرجال منه على النساء، مع ارتفاع معدلات حدوث مضاعفات خطيرة، مثل أمراض القلب ومشاكل الكلى والأطراف.

ومن خلال تحليل بيانات 25.713 فردًا تزيد أعمارهم على 45 عامًا مصابين بداء السكري من النوع الأول أو الثاني، وجدت الدراسة اختلافات ملحوظة بين الجنسين في تأثير المشكلات الصحية المرتبطة بالسكري.

وحسب الدراسة التي نشرتها صحيفة تلغراف البريطانية، فإنه على مدار 10 سنوات في المتوسط، وجد الباحثون أن 44% من الرجال المشاركين في الدراسة لديهم مضاعفات مرتبطة بالقلب، مثل قصور القلب أو السكتة الدماغية أو احتشاء عضلة القلب، مقارنة بـ 31% من النساء.

وبينما عانى رُبع الرجال تقريبا من مشاكل في أرجلهم أو أقدامهم، بما في ذلك تلف الأعصاب وضعف الدورة الدموية؛ ما قد يؤدي إلى البتر في الحالات الصعبة، كانت النسبة لدى النساء اللاتي عانين من مشاكل مشابهة 18%.

وفيما يتعلق بمشاكل الكلى، بما في ذلك الفشل الكلوي وأمراض الكلى المزمنة وغسيل الكلى، فقد وُجدت في 35% من الرجال، مقارنة بـ 25% من النساء.

ومع ذلك، كانت مشاكل العيون أكثر شيوعًا لدى النساء؛ إذ أصيب 61% بمضاعفات، مقارنة بـ 57% من الرجال عموما، وإن كان الرجال أكثر عرضة بنسبة 14% للإصابة باعتلال شبكية السكري، وهي حالة تنطوي على تلف في شبكية العين يمكن أن تؤدي إلى فقدان البصر.

وتوصل الباحثون إلى أن الرجال المصابين بالسكري أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب بنسبة 51% مقارنة بالنساء، وأكثر عرضة للإصابة بمشاكل في الكلى بنسبة 55%، وأكثر عرضة أيضا للإصابة بمضاعفات الأطراف السفلية بنسبة 47%.

واعتبر الباحثون أن هذه النتائج تسلط الضوء على الاختلافات الجوهرية في الآثار الصحية لمرض السكري عند الرجال والنساء، فيما حددت الدراسة عدة أسباب لارتفاع المخاطر لدى الرجال، من بينها أن الرجال أكثر عرضة لزيادة الوزن، ولديهم تاريخ من أمراض القلب أو السكتة الدماغية.

وقالت الدراسة إن الرجال في كثير من الأحيان مدخنون سابقون، علاوة على ذلك، يميل الرجال غالبا إلى اعتماد تدابير صحية وقائية أقل، مثل تغيير نمط الحياة واستخدام العلاجات بانتظام، وهم أقل عرضة للسعي للحصول على الرعاية الصحية الروتينية والفحوصات مقارنة بالنساء.

ووفقا لأرقام وتقديرات مؤسسة Diabetes UK الخيرية، يعاني أكثر من 4.3 مليون شخص في المملكة المتحدة من مرض السكري، إضافة إلى 850 ألفًا آخرين لم يتم تشخيصهم بعد، في حين زعمت دراسة نشرت في مجلة لانسيت الطبية، العام الماضي، أن 1.3 مليار شخص في جميع أنحاء العالم يمكن أن يصابوا بالمرض بحلول عام 2050.

في موازاة ذلك، استكشف الباحثون أيضًا المدة التي عاشها الأشخاص مع مرض السكري وما إذا كان ذلك يؤثر على خطر حدوث مضاعفات، وخلصوا إلى نتيجة فحواها أن خطر حدوث مضاعفات صحية يزداد كلما طالت فترة حياة الشخص المصاب بمرض السكري، لكن التفاوت في المخاطر بين الرجال والنساء يظل قائما.

من جانبها، تعتقد الدكتورة فاي رايلي ، مديرة الأبحاث في مؤسسة Diabetes UK ، أن الدراسة تُظهر بوضوح الضرر الجسيم الذي يمكن أن يُلحقه مرض السكري، ومضاعفات المرض التي يمكن للرجال والنساء تجنبها.

وأضافت أن اكتساب نظرة أعمق للتفاوت القائم بين الجنسين فيما يتعلق بمضاعفات مرض السكري يشكل أمرًا بالغ الأهمية لتطوير استراتيجيات رعاية مخصصة لتحسين نوعية الحياة لأولئك الذين يعانون من المرض .