“ذهول” بتل أبيب من ضرب قاعدة جوية إسرائيلية توصف بـ”النقطة العمياء”.. هجوم يعد الأول من نوعه، هذه تفاصيله

أثار استهداف حزب الله قاعدة عسكرية إسرائيلية غربي مدينة طبريا شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة "ذهولاً" في الأوساط الإعلامية الأمنية والإعلامية في تل أبيب، فقد تمكنت الطائرة المسيرة من الوصول إلى هدفها والانفجار داخله، حسبما اعترف جيش الاحتلال الأربعاء 15 مايو/أيار 2024.

وأعلن حزب الله عن هجوم ضد قاعدة عسكرية إسرائيلية غربي مدينة طبريا (شمال) والتي تبعد نحو 35 كلم عن الحدود مع لبنان.

يعد هذا الهجوم هو الأول من نوعه، والأعمق داخل الأراضي المحتلة منذ بدء المواجهات بين الطرفين في 8 أكتوبر/تشرين الأول.

وما يميز هذا الهجوم ليس فقط العمق الذي وصلت إليه مسيرات حزب الله، بل الهدف الذي تم استهدافه، وهو قاعدة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي تشغل منظومة "تل السماء" للاستطلاع والمسح الراداري الاستراتيجي، وهي إحدى المنظومات التي تتفاخر تل أبيب بامتلاكها.

بيان حزب الله أشار إلى أن "مقاتليه شنوا هجوماً جوياً بعدد من ‏الطائرات المسيّرة الانقضاضية على قاعدة إيلانيا غربي مدينة طبريا، والتي تضم منظومة ‏المراقبة والكشف الشاملة لسلاح الجو الإسرائيلي، وأن الهجوم "أصاب الأهداف المحددة بدقة، وحقق ما أرادت المقاومة من هذه العملية المحدودة".

من جانبه، اعترف جيش الاحتلال صباح الخميس 16 مايو/أيار 2024، بأن طائرة بدون طيار واحدة تابعة لحزب الله أصابت الموقع العسكري، الذي يضم المنطاد الجوي "تل المساء"، التابع للقوات الجوية، بحسب ما نقلت صحيفة معاريف

الصحيفة وصفت المنطاد الجوي "تل السماء" بالأداة الاستراتيجية التي من المفترض أن تستخدم كأداة تحذير للقوات الجوية من أي هجوم قريب أو محتمل.

ولكن مع وقوع هذا الهجوم، فقد فشلت منظومة الرادار الجوي وهذا المنطاد في حماية نفسه، وهو ما أثار "ذهولاً" في إسرائيل.

بحسب صحيفة معاريف، فإن حزب الله أطلق عدداً كبيراً من المسيرات على مناطق في شمال الأراضي المحتلة الأربعاء، قبل استهداف القاعدة العسكرية بطائرة واحدة، مؤكدة كذلك انفجارها داخل القاعدة العسكرية بالقرب من المنطاد.

على إثرها، شنت طائرات الاحتلال سلسلة من الضربات في عمق الوادي في لبنان وهاجمت مستودعات استراتيجية تابعة لحزب الله، بحسب الاحتلال.

من جانبه، وصف الخبير "الإسرائيلي" في الشؤون الأمنية والعسكرية، يوسي ميلمان ما حدث بـ "الإنجاز الاستراتيجي لحزب الله".

موقع واللا الإخباري وصف القاعدة العسكرية التي تم استهدافها بـ "النقطة العمياء"، وذلك في تقرير نشره على رئيسية صفحته على الإنترنت بعنوان "النقطة العمياء".

وقال الموقع إن الأضرار التي لحقت بالمنشأة العسكرية هي استمرار لعملية طويلة استطاع حزب الله من خلالها مراقبة نقاط الضعف في منظومة الدفاع الجوية الإسرائيلية.

قبل الحادثة بساعات، نشر الحساب الرسمي لوزارة الجيش الإسرائيلي على موقع "إكس" فيديو تفاخر فيه بالصناعات الدفاعية الإسرائيلية وشمل صور منطاد المراقبة "تل السماء".

الأستاذ الفلسطيني في علم الاجتماع وتاريخ فلسطين خالد عودة الله، قال في تغريدة إن منظومة" تل السماء" للاستطلاع والمسح الراداري الاستراتيجي في قاعدة سلاح الجو الإسرائيلي مقامة على أرض قرية لوبيا المهجرة غرب طبريا، وتبعد ٦٠ كيلومتراً عن الحدود الشمالية.

كما أشار كذلك إلى أن هذه القاعدة "مشتركة للجيش الإسرائيلي والأمريكي واحدة من مكونات نظام الدفاع الجوي الإقليمي الذي تم تفعيله للتصدي للضربة الصاروخية الايرانية في أبريل/نيسان 2024.

ومنذ 8 أكتوبر، يتبادل حزب الله وفصائل لبنانية وفلسطينية من جهة، مع الجيش الإسرائيلي من جهة أخرى قصفاً يومياً أسفر عن قتلى وجرحى بين الطرفين، أغلبهم في لبنان.

ويقول حزب الله والفصائل الأخرى إن الهجمات ضد الجيش الإسرائيلي تأتي "تضامناً مع قطاع غزة" الذي يتعرض منذ 7 أكتوبر لحرب إسرائيلية مدمرة بدعم أمريكي.

وتواصل إسرائيل حربها المدمرة رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".