يا صاحب الولاية .. بالله أزح عنا هذا القهر ..!!
ياصاحب الولاية.. بالله أزح عنا هذا القهر..!!
بقلم: موسى الصبيحي
خلال العقد ونصف العقد الفائتين "طفشت" من الأردن مرتين، وفي كليهما كنت هارباً من الظلم والضيم، وها أنذا اليوم أفكر في الهروب للمرة الثالثة، وفي كل تفكير بالعودة يكون الأمل دافعي الأكبر بأن الأمور ربما تكون قد تغيّرت، ومع أنني أمتلك قلماً لاذعاً ولساناً سليطاً، إلاّ أنني لم أستطع الصمود في وجه غطرسة حكومات ومسؤولين كبار وظلمهم، ولست ممن يتحمّلون الإهانة فما على هذا تربّيت، ولا هكذا تعلمنا في مدرسة الهاشميين الأباة.. وأعترف بأنني تذوقت طعم الهزيمة لأكثر من مرة وأنا أقف أمام حالات ظلم تعرضت لها أو شاهدتها، حتى غدوت أشك في نفسي وأحدّثها: هل أنا على حق أم على باطل.. هل أنا صاحب حق أم مفترٍ ومتطاول على حق غيري.. هل أنا حر وكفؤ أم واحد من "تنابلة" إحدى الحكومات وأزلامها"، هل أنا صاحب انتماء ووفاء أم منافق فاقد للانتماء.. هل أنا مواطن أردني أم طاريء أم أنني "لفوفة"، كما نقول في العامية، على الشعب الأردني الأصيل..!!؟
هذه مقدمة للتبسيط فقط وليست لعرض الحال، فالأوضاع العامة التي نعيشها لا تسرّ، وتحمل من المنغصات أكثر مما تحمل من المُسعِدات، وتشير إلى أننا فقدنا بوصلة الإصلاح، وغدت أمورنا فوضى إلى الحد الذي يبعث على القلق والأرق والتدافع المحموم إلى الهروب..!!؟
ننظر وننتظر على أمل أن يتحسن المشهد، وفي كل مرة، كنا نمنح فيها أنفسنا هذا الأمل، تزداد الصورة غباشاً، ويزداد المشهد قتامة، وعلى الرغم من تجاذب الرؤى وصراعات الأضداد في رحلة البحث عن الأدوار والنفوذ والسلطة والثروة والثورة، كنا نمنّي أنفسنا بآمال جديدة تحفزنا على الصبر والترقّب، والدعاء إلى الله بأن يصلح الحال، ولكن دون جدوى إذْ في كل جولة تتراجع الأمنيات، ونفقد بصيص الأمل، حتى يغدو الحديث عن الصبر خيانة وربما شروعاً بالانتحار..!!
يقف أحد الوزراء مطلاً من شرفة مكتبه الوثير، ويتأمل، فتتفتق عبقريته عن فكرة "جهنّمية"، وإذا بالفكرة تتدحرج من رأسه إلى كعب حذائه، فيلتقطها بهمّة المنتصر، ثم يذهب بها منتشياً إلى الرئيس.. لقد أعجبتني معاليك.. سننقذ البلاد والعباد بفكرتك، ويقرر دولته أنها صرعة العصر، ومفتاح أبواب الجنّة..!!.. لكم أنت مخطيء أيها المسؤول الكبير وأن تورّط البلاد في مآزق ومعارك دون أن تدري، ألهذا جئت فرحاً مسروراً، وكان على دولته أن يردّها في وجهك، ويحيلك إلى المحاكمة لا أن يكتفي بإقالتك..!! ولكن حتى هذه لم تحصل.. بل العكس مزيد من الثقة والدعم حتى لو غضب الشعب وقُهِر..!!
قال صديقي وهو يحاورني، وأنا ما زلت أبحث وأتساءل أين ستصصل بنا الأمور، وما نهايتها..!!؟ قال: نريد أن نشهد فرصة تصحيح تاريخية واحدة على الأقل.. علّها تقتل الضجر والكآبة، وتكبح القهر، وتُوقف لحظة انفجار قادمة لا محالة.. وأضاف هل نعلن الحرب والمنازلة..!!؟
عندما نرى اعوجاج الحكومات وضعف طواقمها، وأحياناً، مراهقتها وإجرامها بحق الشعب، يقول الحكماء: حتماً سيتدخل الملك، ليقوّم اعوجاجها وينتصر للشعب..!! فهل سنظل دائماً بانتظار تدخّل الملك وحمايته من ظلم الحكومات وإجراماتها واجتهاداتها ومزاجاتها ومراهقاتها..!! لا أحد إلاّ ويرتاح لتدخل الملك، ولكن إلى متى تظل حكوماتنا تظلم وتُجرم وتُوغل الصدور لكي يتدخل الملك في النهاية وينصف الناس ويرفع الظلم عن أبناء شعبه..؟!
وعندما "يتفرعن" مسؤول ويتناسى أنه في بلد هاشمي، يعيش شعبه في كنف ملوك هاشميين كرام.. يُقال: صبراً "آل شعب" فإن التغيير سيطاله إقالة لا استقالة..!! وسوف يحاسب ويحاكم ويعاقب..!! وننتظر حتى يملّ منا الانتظار، لنشهد نتاج فعل "الفرعنة" وهي تأكل منجزاتنا وطموحاتنا وكرامتنا.. قبل أن يُرقّى هذا المسؤول أو يُحال معززاً مكرّماً إلى المعاش..!!
وعندما ينهب مسؤول كبير أموال الشعب ويخون الأمانة ويحنث بالقسم العظيم، ويجيّر كل قراراته لصالح المحاسيب والأقرباء نسمع أغلظ الأيمان بأن هذا المسؤول سيكون عبرة لمن اعتبر وسيُسحل في شوارع مدينتنا العتيقة، ثم نفاجأ به بريئاً مسكيناً مظلوماً، ليُعطى بعدها فرصاً أخرى للنهب والخيانة باسم الشعب واسم الديمقراطية، واسم الوطن واسم التاريخ..!! أي هراء ما نحن فيه أيها السادة.. أي هراء..!!
وعندما يفشل مسؤول كبير في إدارة جهاز عام باجتهادات أقل ما يقال فيها أنها عفنة نتنة، وأنها خرّبت أكثر مما عمّرت، يُقال أن هذا المسؤول صاحب رؤية ومدرسة ثم يُكافأ على التخريب والتبديد والتجريب، وربما يصبح في نظر السادة الكبار أستاذاً يلقننا نحن أبناء الشعب دروساً في الانتماء، فننتظر رحمة السماء أن تتنزل بالخلاص..!!
وعندما نسمع عن مكافحة الفساد.. ورسالاتها للشعب وأصحاب الضمائر الحية، ثم نرى مشاهد فساد صارخ تعصف بمساحات واسعة من إنجازاتنا الوطنية.. نضحك ونقهقه من شدة القهر..!!
أي حديث عن الفساد، وعن مكافحة الفساد هذا الذي ندبجه صباح مساء.. وأين هم الفاسدون..!!؟؟
هل بعد هذا القهر من قهر..!!
انظر سيدي صاحب الولاية: ماذا يفعل القهر بالشعب..!!
مقهورون حدّ التخمة والانفجار.. فأزح عنا بالله عليك هذا القهر حتى لو قلبت الطاولة على رؤوس هؤلاء الكبار، هؤلاء الذين قهرونا وها هم يدفعوننا للإنضمام إلى صفوف المعارضة والتطرف، ولقد آن لنا أن نعلن عليهم الحرب في رحلة القهر والبحث عن أردنيتنا..!!
وإذا سألت عن أسباب قهري.. فأنا منك قريب.. ولن أتردّد في الإفصاح والكشف عن الجراح..!
Subaihi_99@yahoo.com
بقلم: موسى الصبيحي
خلال العقد ونصف العقد الفائتين "طفشت" من الأردن مرتين، وفي كليهما كنت هارباً من الظلم والضيم، وها أنذا اليوم أفكر في الهروب للمرة الثالثة، وفي كل تفكير بالعودة يكون الأمل دافعي الأكبر بأن الأمور ربما تكون قد تغيّرت، ومع أنني أمتلك قلماً لاذعاً ولساناً سليطاً، إلاّ أنني لم أستطع الصمود في وجه غطرسة حكومات ومسؤولين كبار وظلمهم، ولست ممن يتحمّلون الإهانة فما على هذا تربّيت، ولا هكذا تعلمنا في مدرسة الهاشميين الأباة.. وأعترف بأنني تذوقت طعم الهزيمة لأكثر من مرة وأنا أقف أمام حالات ظلم تعرضت لها أو شاهدتها، حتى غدوت أشك في نفسي وأحدّثها: هل أنا على حق أم على باطل.. هل أنا صاحب حق أم مفترٍ ومتطاول على حق غيري.. هل أنا حر وكفؤ أم واحد من "تنابلة" إحدى الحكومات وأزلامها"، هل أنا صاحب انتماء ووفاء أم منافق فاقد للانتماء.. هل أنا مواطن أردني أم طاريء أم أنني "لفوفة"، كما نقول في العامية، على الشعب الأردني الأصيل..!!؟
هذه مقدمة للتبسيط فقط وليست لعرض الحال، فالأوضاع العامة التي نعيشها لا تسرّ، وتحمل من المنغصات أكثر مما تحمل من المُسعِدات، وتشير إلى أننا فقدنا بوصلة الإصلاح، وغدت أمورنا فوضى إلى الحد الذي يبعث على القلق والأرق والتدافع المحموم إلى الهروب..!!؟
ننظر وننتظر على أمل أن يتحسن المشهد، وفي كل مرة، كنا نمنح فيها أنفسنا هذا الأمل، تزداد الصورة غباشاً، ويزداد المشهد قتامة، وعلى الرغم من تجاذب الرؤى وصراعات الأضداد في رحلة البحث عن الأدوار والنفوذ والسلطة والثروة والثورة، كنا نمنّي أنفسنا بآمال جديدة تحفزنا على الصبر والترقّب، والدعاء إلى الله بأن يصلح الحال، ولكن دون جدوى إذْ في كل جولة تتراجع الأمنيات، ونفقد بصيص الأمل، حتى يغدو الحديث عن الصبر خيانة وربما شروعاً بالانتحار..!!
يقف أحد الوزراء مطلاً من شرفة مكتبه الوثير، ويتأمل، فتتفتق عبقريته عن فكرة "جهنّمية"، وإذا بالفكرة تتدحرج من رأسه إلى كعب حذائه، فيلتقطها بهمّة المنتصر، ثم يذهب بها منتشياً إلى الرئيس.. لقد أعجبتني معاليك.. سننقذ البلاد والعباد بفكرتك، ويقرر دولته أنها صرعة العصر، ومفتاح أبواب الجنّة..!!.. لكم أنت مخطيء أيها المسؤول الكبير وأن تورّط البلاد في مآزق ومعارك دون أن تدري، ألهذا جئت فرحاً مسروراً، وكان على دولته أن يردّها في وجهك، ويحيلك إلى المحاكمة لا أن يكتفي بإقالتك..!! ولكن حتى هذه لم تحصل.. بل العكس مزيد من الثقة والدعم حتى لو غضب الشعب وقُهِر..!!
قال صديقي وهو يحاورني، وأنا ما زلت أبحث وأتساءل أين ستصصل بنا الأمور، وما نهايتها..!!؟ قال: نريد أن نشهد فرصة تصحيح تاريخية واحدة على الأقل.. علّها تقتل الضجر والكآبة، وتكبح القهر، وتُوقف لحظة انفجار قادمة لا محالة.. وأضاف هل نعلن الحرب والمنازلة..!!؟
عندما نرى اعوجاج الحكومات وضعف طواقمها، وأحياناً، مراهقتها وإجرامها بحق الشعب، يقول الحكماء: حتماً سيتدخل الملك، ليقوّم اعوجاجها وينتصر للشعب..!! فهل سنظل دائماً بانتظار تدخّل الملك وحمايته من ظلم الحكومات وإجراماتها واجتهاداتها ومزاجاتها ومراهقاتها..!! لا أحد إلاّ ويرتاح لتدخل الملك، ولكن إلى متى تظل حكوماتنا تظلم وتُجرم وتُوغل الصدور لكي يتدخل الملك في النهاية وينصف الناس ويرفع الظلم عن أبناء شعبه..؟!
وعندما "يتفرعن" مسؤول ويتناسى أنه في بلد هاشمي، يعيش شعبه في كنف ملوك هاشميين كرام.. يُقال: صبراً "آل شعب" فإن التغيير سيطاله إقالة لا استقالة..!! وسوف يحاسب ويحاكم ويعاقب..!! وننتظر حتى يملّ منا الانتظار، لنشهد نتاج فعل "الفرعنة" وهي تأكل منجزاتنا وطموحاتنا وكرامتنا.. قبل أن يُرقّى هذا المسؤول أو يُحال معززاً مكرّماً إلى المعاش..!!
وعندما ينهب مسؤول كبير أموال الشعب ويخون الأمانة ويحنث بالقسم العظيم، ويجيّر كل قراراته لصالح المحاسيب والأقرباء نسمع أغلظ الأيمان بأن هذا المسؤول سيكون عبرة لمن اعتبر وسيُسحل في شوارع مدينتنا العتيقة، ثم نفاجأ به بريئاً مسكيناً مظلوماً، ليُعطى بعدها فرصاً أخرى للنهب والخيانة باسم الشعب واسم الديمقراطية، واسم الوطن واسم التاريخ..!! أي هراء ما نحن فيه أيها السادة.. أي هراء..!!
وعندما يفشل مسؤول كبير في إدارة جهاز عام باجتهادات أقل ما يقال فيها أنها عفنة نتنة، وأنها خرّبت أكثر مما عمّرت، يُقال أن هذا المسؤول صاحب رؤية ومدرسة ثم يُكافأ على التخريب والتبديد والتجريب، وربما يصبح في نظر السادة الكبار أستاذاً يلقننا نحن أبناء الشعب دروساً في الانتماء، فننتظر رحمة السماء أن تتنزل بالخلاص..!!
وعندما نسمع عن مكافحة الفساد.. ورسالاتها للشعب وأصحاب الضمائر الحية، ثم نرى مشاهد فساد صارخ تعصف بمساحات واسعة من إنجازاتنا الوطنية.. نضحك ونقهقه من شدة القهر..!!
أي حديث عن الفساد، وعن مكافحة الفساد هذا الذي ندبجه صباح مساء.. وأين هم الفاسدون..!!؟؟
هل بعد هذا القهر من قهر..!!
انظر سيدي صاحب الولاية: ماذا يفعل القهر بالشعب..!!
مقهورون حدّ التخمة والانفجار.. فأزح عنا بالله عليك هذا القهر حتى لو قلبت الطاولة على رؤوس هؤلاء الكبار، هؤلاء الذين قهرونا وها هم يدفعوننا للإنضمام إلى صفوف المعارضة والتطرف، ولقد آن لنا أن نعلن عليهم الحرب في رحلة القهر والبحث عن أردنيتنا..!!
وإذا سألت عن أسباب قهري.. فأنا منك قريب.. ولن أتردّد في الإفصاح والكشف عن الجراح..!
Subaihi_99@yahoo.com