أكاديميون ينضمون لاحتجاجات الطلبة بالجامعات.. اعتصام هو الأول من نوعه بأمريكا، ورسالة تصل وزارة التعليم بألمانيا

لم تقف الاحتجاجات المناصرة لفلسطين وغزة في الجامعات الأمريكية والعالمية على مشاركة الطلاب، بل امتدت الفئات لتشمل موظفي الجامعات وكادرها الأكاديمي من أصحاب الشهادات العلمية العالية.  


وامتد زخم الحراك الطلابي غير المسبوق في دعم فلسطين في جامعات الولايات المتحدة، إلى جامعات أخرى في دول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وأستراليا، حيث شهدت جميعها مظاهرات داعمة لما تعرض له زملاؤهم الطلاب من قمع واعتقال في أمريكا، وكذلك دعماً للمطالبات بوقف الحرب على غزة، ومقاطعة الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة. 

ورغم مشاركة عدد لا يستهان به من المحاضرين والأساتذة الجامعيين في الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين والمطالبة بوقف توريد الأسلحة للاحتلال، فقد شهدت نيويورك الخميس 9 مايو/أيار 2024، تنظيم مخيم اعتصام خاص بأعضاء هيئة التدريس في كلية جامعية، وذلك لأول مرة في أمريكا. 

وأقامت مجموعة من أعضاء هيئة التدريس في الكلية الجديدة في نيويورك ما يقرب من 6 خيام في المركز الجامعي للكلية التقدمية، وانضموا إلى طلابهم في مطالبة إدارة الكلية بالتخلي عن دعم 13 شركة تساعد في الهجوم الإسرائيلي المستمر في غزة.

كما طالب المعتصمون الهيئة التدريسية بإنهاء وجود شرطة نيويورك في الحرم الجامعي، وإلغاء التهم التأديبية ضد الطلاب الذين تم اعتقالهم في وقت سابق بسبب تظاهرهم نصرة لفلسطين.

وقال بيان عن المنظمين من الأساتذة: "إن الحركة التي بدأها طلابنا الشجعان يجب أن تستمر، ويتعين علينا كأعضاء هيئة تدريس أن نستجيب لنداءاتهم، ونساعد في إنهاء ما بدأوه من أجل العدالة في فلسطين".

وبحسب شبكة "CBS" الأمريكية، فقد سمي المخيم الاعتصامي للأساتذة باسم مخيم رفعت العرير، وهو كاتب وأستاذ جامعي بارز استشهد بعد استهدافه في غارة جوية إسرائيلية في ديسمبر/كانون الأول 2023. 

ويأتي هذا الاعتصام الذي شيده الأساتذة بعد اعتقال أكثر من 40 طالباً من طلاب الكلية الجديدة خلال اقتحام شرطة نيويورك لحرم الجامعة وإخلاء مخيمهم المتضامن مع إسرائيل. 

وقد شهدت الأسابيع الماضية مشاركة بارزة من أساتذة جامعيين في الاحتجاجات إلى جانب الطلاب في أمريكا، وقد تعرض بعضهم للاعتداء والاعتقال من الشرطة الأمريكية. 

صدمة في برلين 
من جانبها، أعربت وزيرة التعليم الألمانية بيتينا شتارك-فاتسينغر عن صدمتها إزاء رسالة بعث بها نحو 100 محاضر جامعي في جامعات ألمانية دعماً للمتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين.

وفي تصريحات لصحيفة "بيلد" الألمانية، الخميس، قالت الوزيرة إن "هذا البيان من المحاضرين لجامعات برلين صادم، بدلاً من اتخاذ موقف واضح مناهض للكراهية ضد إسرائيل واليهود، يتم تحويل محتلي الجامعات إلى ضحايا والتهوين من فداحة العنف".

واعتبرت وزيرة التعليم الألمانية أن تأييد محاضرين جامعيين الآن لهذه المظاهرات خطوة نوعية جديدة تحيد بهم عن الالتزام بمبادئ الدستور الألماني، على حد قولها.

وكانت الشرطة قد تدخلت، الثلاثاء، بناءً على استدعاء من جامعة برلين الحرة لتخلي باحة الجامعة من الخيام التي نصبها متظاهرون قبل أن تعلن عن اعتقال 79 شخصاً مع تحرير مخالفات إدارية والبدء في تحقيقات جنائية.

وحسب وكالة الأناضول التركية، فقد شارك نحو 150 طالباً في الاحتجاج بباحة الجامعة، ورددوا شعارات مؤيدة للفلسطينيين ومنددة بإسرائيل وموقف ألمانيا الداعم لها.

كما دعا الطلاب الحكومة الألمانية لوقف المساعدات العسكرية إلى إسرائيل، ووقف التضييق عن مؤيدي فلسطين في البلاد.

ومنذ 18 أبريل/نيسان، اندلع في جامعات أمريكية عديدة حراك طلابي واسع يندد بالحرب الإسرائيلية على غزة، ويرفض استثمارات هذه الجامعات في الشركات الداعمة لإسرائيل، ولاحقاً تصاعدت حدة هذا الحراك ليمتد إلى عشرات الجامعات الأخرى البارزة مع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات الطلاب.

وبعد ذلك، امتد زخم الحراك الطلابي غير المسبوق في دعم فلسطين بالولايات المتحدة، إلى جامعات أخرى في دول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وأستراليا شهدت جميعها مظاهرات داعمة لمظاهرات الجامعات الأمريكية ومطالبات بوقف الحرب على غزة، ومقاطعة الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على غزة، خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.