الين العجلوني واليورو المعاني



جمال المجالي

منذ عشر سنوات ونحن نسمع في كل فتره عن مشاريع تنموية في المحافظات الفقيرة ودأب المسؤولين تلبيس أصابعنا بخواتم ذهبيه ورشّنا بالتصريحات والتبشيرات والتي كتبت بالبند العريض في الصفحات الأولى بصحافتنا المحلية..
وبما أن (وعد الرجال دين) لنعود الى سنوات العقد الاخير من التصريحات ولنبدأ بمدينة عجلون..
فقد سبق وأن تمّ تبشير أهالي عجلون في احد الايام الوطنية بأن مدينتهم ستكون طوكيو الاردنية في الصناعات الالكترونية نظرا" لبئيتها الجميله والتي تتناسب مع هذه الصناعات الدقيقه , وعندما زف الخبر للمواطنيين البسطاء الذين كان طموحهم الأكبر لا يتجاوز تأمين لقمة العيش لأطفالهم ومعالجة مشاكل الفقر والبطاله في مدينتهم ، هكذا كان طموح أهالي عجلون وقراها ومواطنيها ولم يتعدى طموحهم او تفكير المثقفيين والمتعلميين في عجلون ان يكون لديهم صناعات الكترونية حتى لو كانت صناعة حقيبة لاب توب .
وما حصل مع أهالي عجلون في الشمال استقبل اهالي معان في نفس العام بشرى أكبر وقد ساقها أفراد فريق التحول الاقتصادي والفاسدين وبعد ان اجتمعوا وفكروا وتدارسوا بماذا يبشرون اهالي معان هذه المدينة القاحله أقترحوا على جلالة الملك أن كبر مساحة معان وصحرائها ومحلها وقحطها لا يحل مشاكلها الا بأن تكون معان شبيهة لمدينة برلين في صناعة الاليات والسيارات ,وعندما تبشروا اهالي معان بان مدينتهم تلائم هذه الصناعات قام الاهالي ببيع سيارات الكيا والدواب من منطلق انهم مُقبلون على نهضة تنموية شاملة ستنشل المدينه من القحط والفقر الى مراتب المدن الالمانية الشهيرة بصناعة السيارات حتى ان احدهم اقترح بعد سماعه بالخبر السعيد أن تحصل توأمه بين مدينة معان وبرلين ودعوة المستشارة الألمانية لزيارة معان مباشرة وتطمينها أنهم لا يسعون لمنافستهم في صناعة السيارات والاليات ..
وكما حلم أهالي عجلون بأن تكون عملة الين الياباني تغزو الاسواق في قرى عجلون ايضا" اهالي معان اطمأنوا أن اليورو سيكون في متناول أيديهم .
ان هذه المشاريع التي ساقها البطانات الفاسده وفريق التحول الاقتصادي والزمرة الفاسده آنذاك اختفت ولم يعد أحدا" من المسؤولين او نواب المناطق يذكرها او يتطرق اليها وبما أن كلام الملوك لا يعاد كما تعودنا ان نسمع وأن وعد الرجال دين نسأل الحكومات المتعاقبة التي نصحت الملك بان يبشر المواطنيين في الشمال والجنوب بهذه المشاريع الكبيره والتي لم ترى النور لغاية الان: نسألهم ماذا حصل لها وما هي المقومات او المعطيات التي دفعتهم للاستعجال بتبشير المدينتين بمشاريع كبيرة كهذه..؟ .
ان أهالي عجلون ومعان وجميع المحافظات لم يسعوا لدى اصحاب القرار بهذه الطموح الذي تجاوزا عقولهم وتفكيرهم ولم يقدموا العرائض من أجل ذلك، وبما اننا في خضم نبش كل شئ فعلينا ان نبحث عن حلم اهالي معان وعجلون بالذات أين وصل وماذا حل بحلمهم الذي تم حشره بعقولهم من قبل اصحاب القرار انذاك..