مدارس تحولت لثكنات وتجريف مقابر ودروع بشرية.. فيديو مسيرة إسرائيلية يفضح جرائم الاحتلال بحي الشجاعية بغزة
كشفت قناة "الجزيرة" الفضائية، الخميس 2 مايو/أيار 2024، عن مقطع فيديو جديد يضم لقطات من مسيرة إسرائيلية حصلت عليها بعد أن تم إسقاطها بغزة، وتوثق مجموعة من جرائم الاحتلال الاسرائيلي في حي الشجاعية بقطاع غزة.
وتظهر الصور التي بثتها القناة، وقالت إنها تعود إلى شهر ديسمبر/كانون الأول 2023 تحصن الدبابات الإسرائيلية في عدد من مدارس الشجاعية في ديسمبر/كانون الأول الماضي، حيث تحولت هذه المدارس إلى ثكنات لدبابات جيش الاحتلال بعد أن طردت سكانها.
كما كشفت الصور كذلك عن تجريف الدبابات الإسرائيلية مقبرة التوانسة وسط حي الشجاعية، وعبثها بجثث الفلسطينيين.
إلى جانب ذلك، ضمت الصور توظيف جنود الاحتلال فلسطينياً كدرع بشرية وإرساله لداخل إحدى المدارس بحي الشجاعية، إلى جانب ملاحقته من مسيرتين إسرائيليتين.
كذلك، تظهر في الفيديو جثة ملقاة بين أزقة الحي، مجهولة الهوية، ولا يعرف طريقة قتلها ولا مصيرها.
جرائم الاحتلال المتواصلة
في غضون ذلك، استشهد عدد من المدنيين الفلسطينيين وأصيب آخرون، الخميس، جراء قصف جوي إسرائيلي استهدف تجمعين لمواطنين في قطاع غزة.
وأفاد شهود عيان بأن مسيرة إسرائيلية قصفت بالصواريخ تجمعاً لفلسطينيين بمنطقة النفق في مدينة غزة؛ ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد منهم (لم يتسنّ إحصاؤهم).
وأوضح الشهود أن مواطنين تمكنوا من نقل الشهداء والمصابين إلى مستشفى المعمداني في مدينة غزة.
في هجوم ثانٍ، قصفت مسيرة إسرائيلية تجمعاً آخر لمواطنين في أرض زراعية بمخيم البريج وسط قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل 4 فلسطينيين وإصابة عدد آخر لم يتسن تحديده، بحسب الشهود.
تقرير أممي: غزة تحتاج لـ16 سنة لإعادة الإعمار
في سياق متصل، أفاد تقرير أصدرته الأمم المتحدة الخميس بأن عملية إعادة بناء المنازل المهدمة في قطاع غزة ستستمر حتى عام 2040 على الأقل، وقد تستغرق عدة عقود.
جاء في تقييم البناء الذي أصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أنه إذا تحققت أفضل الاحتمالات مع افتراض تسليم مواد البناء بأسرع خمسة أمثال ما كان عليه الحال في أزمة غزة السابقة في عام 2021، يمكن إعادة بناء المنازل المدمرة بحلول عام 2040.
لكن تقييم البناء يشير إلى أن غزة بحاجة إلى "قرابة 80 عاماً لاستعادة جميع الوحدات السكنية المدمرة بالكامل" في حال تصور تتبع فيه وتيرة إعادة الإعمار الإيقاع الذي حدث في كثير من الحروب السابقة في غزة.
كما أظهر تقرير منفصل يستند إلى صور للأقمار الاصطناعية حللتها الأمم المتحدة أن 85.8 بالمئة من المدارس في غزة تعرضت لمستوى ما من الأضرار منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول. وأضاف تقرير الأمم المتحدة أن أكثر من 70% من المدارس ستحتاج إلى إعادة بناء كبيرة أو كاملة.
ويقدم تقييم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سلسلة من التوقعات بشأن الأثر الاجتماعي والاقتصادي للحرب استناداً إلى مدة العدوان الحالي، مع توقع عقود من المعاناة المستمرة.
وقال مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيم شتاينر في بيان إن "المعدلات غير المسبوقة من الخسائر البشرية، والدمار الجسيم والزيادة الحادة في الفقر في مثل هذه الفترة القصيرة ستؤدي إلى أزمة إنمائية خطيرة تهدد مستقبل الأجيال القادمة".
وأشار التقرير إلى أنه إذا استمرت الحرب تسعة أشهر، سيزداد الفقر بين سكان غزة من 38.8% نهاية عام 2023 إلى 60.7% ليلقي بقطاع كبير من أبناء الطبقة الوسطى تحت خط الفقر.
وخلفت الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أكثر من 112 ألفاً بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط مجاعة ودمار شامل، وفق بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف القتال فوراً، وكذلك رغم طلب محكمة العدل الدولية منها اتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.