هيبة الملك جزء من كرامة الوطن



اخبار البلد_ مصطلحات غريبة تنم عن مدى الانحطاط الفكري والضمور العقلي لبعض الأشخاص الذين يحاولون لفت الأنظار إليهم من خلال إطلاق شعارات تتنافى مع معايير المعارضة الإصلاحية التي هدفها بالمجمل الخير لأبناء الوطن.

فحقيقة إننا لم نلمس خلال الشهور المنصرمة من قبل رموز المعارضة الأردنية بغض النظر عن مشاربهم الفكرية أو التيارات التي ينتمون إليها إلا كل أخلاقيات التظاهر السلمي لإصلاح الواقع المتردي ضمن منظومة الحفاظ على مكتسبات وممتلكات الوطن وإصلاح النظام لا الإساءة إلى رموزه وبالتحديد جلالة الملك.

وان كنا نختلف مع أفكار ورؤى الحكومات المتعاقبة في النهج والسياسات لكن الشيء الايجابي الذي يسجل لها إننا لم نسمع أو نشاهد يوما ما أن الحكومات أو الديوان الملكي حاولا إطلاق الألفاظ النابية للنيل من كرامة المواطنين.

ولعل العتب الذي يسجل أو يؤخذ على المعارضة الوطنية عدم إصدارها لغاية ألان بيان يدين الإساءة المباشرة للقصر وهنا لا أقول ذلك بهدف تسجيل نقاط أو مكاسب شخصية فانا أدعو المعارضة إلى الاستمرار في ممارسة حكومة الظل ودور المستشار المؤتمن الذي يفتقده جلالة الملك جراء انشغال هؤلاء المستشارين بترتيب أمورهم الخاصة وتمرير صفقات البزنس حتى انه ينتابني الشك بان ترتيب أوراقهم مع الأمريكان ورضا الكيان الصهيوني هي في مقدمة أولوياتهم .

فعودة بسيطة إلى الوراء قليلا فقد مارست الأجهزة سياسة ضبط النفس مع الحراك الشعبي مع العلم أن رجال الأمن كان يسمعون الشتائم التي تحاول النيل من هيبة الدولة ويتغاضوا عن ذلك حتى لا يستغل ضعفاء النفوس هذه السقطة لاستثمارها بهدف الإجهاز على الدولة وخلق بوادر الفتنة وهذا كله بتعليمات وتوجيهات الملك الذي يتابع تطور الأمور لحظة بلحظة على الرغم من بعض الآراء الرسمية التي تختلف مع هذا الطرح . .

أيها الاصلاحيون سواء الجاد والصادق منكم أو المبطن والمندس الذي احترف هذه المهنة لتحقيق غايات ومكاسب دنيوية نقول لهم إن ثمرة التغيير لا تأتي بالشعارات التي تحرض على تجذير ثقافة العنف ومحاولة فرض الأمر الواقع وسياسة الاستقواء أو حرق الإطارات أو إغلاق الشوارع التي هي ملك عام لدافعي الضرائب إنما الاستمرار في مسيرة النضال السلمي الذي يحترم مكونات مفهوم الدولة وهي الشعب والإقليم والسلطة الحاكمة وهنا اقصد النظام الذي إن ذهب لا سمح الله أو تم إضعافه فان فتيل الحرب الأهلية بانتظاركم أو العودة إلى مفهوم الدول القبلية التي تتناحر فيها جميع مكونات المجتمع.

أما نحن الذين نقف في منتصف الطريق ونراقب تطورات المشهد على الساحة المحلية بين المعارضة والحكومة التي أعلنت حالة الإفلاس السياسي فإننا نأمل من جلالة الملك التدخل السريع لحسم المشهد بتشكيل حكومة وطنية والابتعاد عن فرض الضرائب في الوقت الراهن .