الإخوان والطفيلة بعد المفرق


لا اعلم لماذا تسلل الإخوان وقياداتهم إلى منطقة الطفيلة في جنوب الأردن وقد تركوا تركة ثقيلة خلفهم في المفرق نتيجة لفتنة حصلت ولا نريد الخوض في تفاصيلها أو نبش النار من تحت الرماد على أن بصّة النار لم تنطفئ بعد لا ن عناصر الفتنة لا زالت موجودة وتنتقل من مكان إلى آخر .
الآن نرى الإخوان يلقون بثقلهم وينقلون معركتهم من عمان بعد المصدّات التي واجهتهم من فئات عديدة وخاصة التجار من أهل السوق والصناع وأصحاب الحرف والعاليات الشعبية ورجال الأعمال والمواطنين ، لان الحراكات المختلفة اعتنقت موديل المسيرات والإضرابات التي شلت حركة المواطن وأقلقته على رغيفه ومستقبله ومستقبل أطفاله .
لم تتوفق الحركة في استقطاب العشائر في المفرق وحصل ما حصل وتمنينا أن عقلاء الإخوان استمعوا للنصيحة قبل ما حصل في المفرق ولم يعرضوا قوتهم على العشائر هناك لأننا غضبنا على الخسائر التي حصلت ، إلا إن الخسائر لم تخرج أيضا عن الخط الأحمر والحمد لله ، إلا إن شرخا حصل بين الإخوان والعشائر ، وقد حللت في حينه أسباب هذا الشرخ ، وهو إن العشائر لا يمكن إن تتحالف مع حزب له امتداده الخارجي الذي لا ينكره احد ثم حزب طامح في الحكم ، وهو أمر لا ينادي به الإسلاميون واصلاحيوهم لكن القاري لطبيعة الجماعة يدرك ذلك تماما على ارض الواقع في فلسطين ومصر وتونس وغيرها وخاصة إن جماعات التكفير وفكر السلفية الجهادية قد تسلل إلى قواعدهم وقياداتهم من الصقور ، فيما لا تقبل العشائر أن ينافس أبناءها احد في قيادة البلد لان هناك توليفة في الحكم تعطي ميزة للعشائرية ويأخذ أبناء العشائر الطليعة في الأجهزة والجيش والدولة ويضفي على الإدارة طابع العشائرية والسمحة في التعاطي وهو أمر يقابله تشدد وإدخال لعنصر جديد قد يخل بالتركيبة الديمغرافي الأردنية في ظل سيطرة قيادة أردنية من أصول فلسطينية على الحركة وهو أمر لا يرغب به احد على اعتبار أن القضية الفلسطينية يجب أن تبقى قائمة بالحفاظ على الخصوصية الأردنية .
لا نقبل بهذا التصعيد باستغلال حاجة أهلنا في الطفيلة بعد مسيرة التصعيد بالعصابات والأسلحة البيضاء وعصب حزب الله وملابس القاعدة والتكفير ، ولا يجب أن يصدر الإسلاميون أزمتهم في الحزب والخارجية مع الأحزاب ، وركوبهم للموج وتراجعهم عن المبادرة في مسيرة الربيع العربي ، والواجب أن يسعى مفكريهم إلى مسيرة تتوافق مع الأمن والاستقرار واللافوضى والخراب والتناطح ونحن نرى أن الوطن بعناصره مستهدف وهناك سعي للإطاحة به وصولا للأهداف الصهيونية في تصدير القضية الفلسطينية إلى الأردن .
هناك حاجة وفقر وبطالة في الطفيلة ومشاكل اقتصادية يشعر بها أهلنا هناك أكثر من غيرهم في الوطن لكنا مشكلتهم لا تحلها الشعارات والهتافات وخطابات زكي بني رشيد !