د. رحيّل غرايبة يكتب : مهاجمة الحكومة...


اخبار البلد_ أصبح الهجوم على الحكومة سهلاً, وأصبح في هذه الأيام "موضة" من "موضات" هذه الأيام الكالحة, والغريب في الأمر أن الهجوم يأتي من المعروفين على الخط الرسمي بعض المرتبطين بأطراف محددة معروفة.

ولذلك لم يعد الهجوم على الحكومة والحكي عليها, يشكل نوعاً من أنواع الجرأة الأدبية أو الشجاعة الشخصية, بل ينظر إليها من باب المناكفات وتصفية الحسابات بين الصالونات والأطراف المتنفذة, من اجل التسريع برحيل الحكومة, لعل في رحيلها يتيح فرصة للمنتظرين في الطابور على الدور, أو من أولئك الطامحين لمعاودة المنصب أو الباحثين عن فرص جديدة.

يتبين أن الحكومة العادية أصبحت إطاراً مظهرياً شكلياً محدود الصلاحيات, في ظل تعاظم مراكز القوى, واقتسام الصلاحيات والقبض على مواقع التأثير في القرار وتقاسم النفوذ, وفي ظل الخلل الكبير والواضح في ولاية الحكومة الدستورية الكاملة, التي يحملها الدستور المسؤولية عن كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالدولة على جميع الأصعدة الخارجية والداخلية, المدنية والعسكرية على حد سواء.

أصبح المواطنون يدركون أن بعض الهجوم على الحكومة لم يعد شطارة, ولا يأخذونه بشكل بريء, وأصبح المواطن الأردني يرى ما خلف الأكمة, ويقرأ ما بين السطور, ولم تعد تنطلي عليه المسرحيات والإغراق بالتمثيل.

كثير من الذين يتهجمون على الحكومة ويسلقونها بالسنة حداد, هم من أصحاب الحظوة والمحميين الذين يجدون الموقع البديل من دون عناء, من الحق والعدل وقول كلمة الإنصاف أن يشار الى السلبيات كما يتم الإشارة الى الايجابيات في الوقت ذاته, ولذلك قال الشاعر العادي:

وعين الرضا عن كل عيب كليلة وعين السخط تبدي المساويا

وتقتضي الجرأة الأدبية والشجاعة الشخصية في هذه الأوقات بذل الجهود في مواجهة آفة الفساد مواجهة شاملة, وان تنبري الأقلام لتعرية الفاسدين بجرأة وحرفية وامتهان.