“جدار فصل عنصري”.. طلاب يسخرون من بناء جامعة نيويورك جداراً لمواجهة المحتجين على الحرب ضد غزة
سخر طلاب محتجون بجامعة نيويورك الأمريكية في مانهاتن، من بناء مسؤولي الجامعة جداراً خشبياً، الثلاثاء 23 أبريل/نيسان 2024، حول الساحة الوحيدة المفتوحة والتابعة لحرمها، والتي تظاهر الطلاب فيها واعتصموا احتجاجاً على الحرب ضد غزة.
حيث سخر الطلاب والمارة من الجدار الذي قالت الجامعة إنه يهدف لمنع المتظاهرين من الاستيلاء على العقارات الرئيسية بالحرم الجامعي، مذكّرين بجدار الفصل العنصري الإسرائيلي.
ولا يزال الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في جامعة نيويورك، يعانون من تصرفات مديري الجامعة خلال الـ48 ساعة الماضية، بحسب ما أفاد موقع "ميدل إيست آي" البريطاني.
جدار خشبي لمواجهة الطلاب
بعد ظهر الثلاثاء، وبعد أكثر من 12 ساعة بقليل من استدعاء جامعة نيويورك الشرطة لتفكيك مخيم الاحتجاج، واعتقال أكثر من 120 طالباً وعضواً بهيئة التدريس، قام المسؤولون ببناء جدار خشبي يمنع الدخول إلى كلية ستيرن لإدارة الأعمال في الجامعة نفسها.
أصبح الجدار، المصنوع من الخشب ويحرسه حوالي 6 من ضباط الشرطة، موضع سخرية الطلاب والمارة، الذين أعرب العديد منهم عن صدمتهم من البناء الجديد.
وتوقف عدد من المارة والتقطوا الصور وسخروا مما وصفوه بالرد المثير للشفقة من الجامعة لقمع حرية التعبير، كما قام البعض بوضع ملصقات صغيرة مؤيدة لفلسطين على الجدار.
كما أطلق العديد من النشطاء العنان لسيل من السخرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقال الطلاب إن بناء الجدار يجسد الطريقة التي تعاملت بها الجامعة مع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين تجرأوا على إثارة موضوع فلسطين أو "الإبادة الجماعية" التي تتكشف في غزة خلال الأشهر الستة الماضية.
"يجب إزالة كل الجدران"
تقول رينا وركمان، لموقع ميدل إيست آي، وهي تتحدث عن ثقافة "التخويف التي أدت لتعليق حضور طلاب وإنهاء عقود مدرسين"، إنها كانت تهتف خلال إحدى المسيرات المتضامنة مع فلسطين سابقاً: "من فلسطين للمكسيك، يجب إزالة كل الجدران"، مضيفة: "لم أكن أعلم أنني سأرى الجدار ذاته في حرمنا الجامعي"، في إشارة لجدار الفصل العنصري.
وقال طالب آخر يدرس الطب في جامعة نيويورك للموقع نفسه، إن الجدار سيلفت الانتباه إلى "سلوك جامعة نيويورك المخزي"، مضيفاً: "لا يوجد جدار حقيقي أو مجازي يمكن أن يخفي الفشل الأخلاقي الذريع للقمع والانتقام من الطلاب الذين يصرخون من أجل زملائهم في مجال الرعاية الصحية في غزة، الذين يتم في الوقت الحالي استخراج جثثهم بالمئات من المقابر الجماعية".
الموقع أشار إلى أن العديد من طلاب جامعة نيويورك الآخرين رفضوا التقاط صور لهم أو نشر أسمائهم الكاملة، بسبب الخوف من انتقام الجامعة، في حين لم ترد جامعة نيويورك على الفور على طلب للتعليق.
يشار إلى أنه في 18 أبريل/نيسان الجاري، بدأ طلاب مؤيدون للفلسطينيين في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة الأمريكية اعتصاماً في حديقة الحرم الجامعي احتجاجاً على الاستثمارات المالية المستمرة للجامعة في الشركات التي تدعم احتلال فلسطين و"الإبادة الجماعية" في غزة، وتم اعتقال 108 طلاب خلال المظاهرات.
وفي وقت لاحق، امتدت مظاهرات الطلاب المؤيدين للفلسطينيين إلى جامعات رائدة أخرى في الولايات المتحدة، مثل جامعتي نيويورك وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجامعة نورث كارولينا، وجامعة تكساس.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي حربه رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".