نعي فاضل
ولد في عشرينيات القرن الماضي من ابوين عربيين، اسمر اللون.... سمح الوجه طيب في ملامحه تلحظ في عينيه نظرة الفرسان وعلى محياه تغطي مسحة اسلامية واضحة ، ولد في بيئة تنتظر مطر الشتاء وتقاسي من سطوة الصيف تحنو على جبالها اشجار البلوط والزيتون وتنشر شجيرات الزعتر والشيح بعض الظل على التراب الطهور.
نشأ وكبر ... وفي عام 1945 حصل على جواز السفر الدولي وسرعان ما احاطت به العواصف والأحداث الجسام يهتز لكنه لا يقع .... يتألم لكنه لا يشتكي، يغضب الا انه لا يظلم.... وفي عام 1952 كفله سيد من قريش احاطه براحتيه ودافع عنه ... فكبر واشتد ساعده وازداد طولا في السماء ..... واخذ دوره في الحديث والفعل ... واصبح من سادة قومه .... ومن فرسانها وحكمائها..
في هذه الفترة كان له ابناء اوفياء لم يقولوا له افاَ .. ولا تباَ.... يحملوه على الاكتاف ويرسمون ملامحه بين المقل ... يكتبون الاشعار في مجده ويستلون السيوف حماية لكرامته .. تهون النفوس عندهم في حبه وترخص الروح لأجله............
وفي القرن الحادي والعشرين وفي غفلة من ابناءه التف حوله عصابة من التجار والسماسرة ورواد القمار .... وبعد ان افلسوا لم يجدوا ما يرضي نهمهم البشع او يشبع بطونهم المتوحشة ... لم يجدوا سواه يكفي لإسكات غريزة الذئاب وقسوة التماسيح.... فاتفقوا على بيع اعضاءه وبالمزاد العلني ... وخططوا .... وتامروا مع قطاع الطرق والمهربين .... وبدأوا ببيع عضو تلو الاخر ... والجريح يستصرخ ... وينزف... والتجار لا تعنيهم هذه الصرخات ما دامت هنالك ثمن لكل قطرة دم.... وبينما كان ابناءه الاوفياء يسألوا عن سر الاستغاثة وسر مرض ابيهم ... كان التجار يعلنون انه بخير ... وانه الى تحسن وانه يزداد قوة وطولا .... وانهم الامناء على صحته .... زوروا التقارير والتحاليل وصور الاشعة والفحوصات الطبية المحلية والاجنبية وكتبوا تقارير طبية بأيديهم الخاطئة وارسلوا بها الى الصحافة والاذاعة ...........
قبل عام صحونا من غفلة الماضي لنجد ان الاب بين قسوة الموت وعذاب الالم ... وان روحه اقرب الى الحلقوم .... وان التقارير الطبية مزورة.... وان التجار لم يبقوا له شيئا ليعيش به.... هربوا اموالهم ... وبانتظار لحظة موته ليغادروا .. فليس لديهم نية في الجلوس على القبر او قراءة الفاتحة ... او مشاركة العزاء .. وليتركوا هذا الدور لا بناءه الاوفياء.....
بالأمس حجب مجلس النواب اخر قطرات الدواء..... وشارك كعادته في تجهيز الاكفان .... شارك التجار والسماسرة ولم يكن دوره بأشرف من دورهم ولا خطيئته اقل من خطاياهم .. كيف لا والمجلس ولد من نطفة غير شرعية وترعرع ونما من لحم حرام؟
الان اجلسوا حول ابيكم في لحظات الغرغرة... وادعوا له .... وابحثوا عن المسيح يحي الموتى وينفخ فيه الروح من جديد بأمر ربه ... كل ابن وفي هو مسيح .. كل صادق هو مسيح .. كل من لم يتاجر في وطنه مسيح .. كل من لم ينافق ولم يتلون مسيح ....كل من لم يأكل السحت مسيح .... ادعوا له واحملوه مرة اخرى لعله يقف تارة اخرى..
ان الاب يبكى عليه عاما .. والام عامين .. اما الوطن فلن نبكي عليه لأننا لن نكون بعده.
نشأ وكبر ... وفي عام 1945 حصل على جواز السفر الدولي وسرعان ما احاطت به العواصف والأحداث الجسام يهتز لكنه لا يقع .... يتألم لكنه لا يشتكي، يغضب الا انه لا يظلم.... وفي عام 1952 كفله سيد من قريش احاطه براحتيه ودافع عنه ... فكبر واشتد ساعده وازداد طولا في السماء ..... واخذ دوره في الحديث والفعل ... واصبح من سادة قومه .... ومن فرسانها وحكمائها..
في هذه الفترة كان له ابناء اوفياء لم يقولوا له افاَ .. ولا تباَ.... يحملوه على الاكتاف ويرسمون ملامحه بين المقل ... يكتبون الاشعار في مجده ويستلون السيوف حماية لكرامته .. تهون النفوس عندهم في حبه وترخص الروح لأجله............
وفي القرن الحادي والعشرين وفي غفلة من ابناءه التف حوله عصابة من التجار والسماسرة ورواد القمار .... وبعد ان افلسوا لم يجدوا ما يرضي نهمهم البشع او يشبع بطونهم المتوحشة ... لم يجدوا سواه يكفي لإسكات غريزة الذئاب وقسوة التماسيح.... فاتفقوا على بيع اعضاءه وبالمزاد العلني ... وخططوا .... وتامروا مع قطاع الطرق والمهربين .... وبدأوا ببيع عضو تلو الاخر ... والجريح يستصرخ ... وينزف... والتجار لا تعنيهم هذه الصرخات ما دامت هنالك ثمن لكل قطرة دم.... وبينما كان ابناءه الاوفياء يسألوا عن سر الاستغاثة وسر مرض ابيهم ... كان التجار يعلنون انه بخير ... وانه الى تحسن وانه يزداد قوة وطولا .... وانهم الامناء على صحته .... زوروا التقارير والتحاليل وصور الاشعة والفحوصات الطبية المحلية والاجنبية وكتبوا تقارير طبية بأيديهم الخاطئة وارسلوا بها الى الصحافة والاذاعة ...........
قبل عام صحونا من غفلة الماضي لنجد ان الاب بين قسوة الموت وعذاب الالم ... وان روحه اقرب الى الحلقوم .... وان التقارير الطبية مزورة.... وان التجار لم يبقوا له شيئا ليعيش به.... هربوا اموالهم ... وبانتظار لحظة موته ليغادروا .. فليس لديهم نية في الجلوس على القبر او قراءة الفاتحة ... او مشاركة العزاء .. وليتركوا هذا الدور لا بناءه الاوفياء.....
بالأمس حجب مجلس النواب اخر قطرات الدواء..... وشارك كعادته في تجهيز الاكفان .... شارك التجار والسماسرة ولم يكن دوره بأشرف من دورهم ولا خطيئته اقل من خطاياهم .. كيف لا والمجلس ولد من نطفة غير شرعية وترعرع ونما من لحم حرام؟
الان اجلسوا حول ابيكم في لحظات الغرغرة... وادعوا له .... وابحثوا عن المسيح يحي الموتى وينفخ فيه الروح من جديد بأمر ربه ... كل ابن وفي هو مسيح .. كل صادق هو مسيح .. كل من لم يتاجر في وطنه مسيح .. كل من لم ينافق ولم يتلون مسيح ....كل من لم يأكل السحت مسيح .... ادعوا له واحملوه مرة اخرى لعله يقف تارة اخرى..
ان الاب يبكى عليه عاما .. والام عامين .. اما الوطن فلن نبكي عليه لأننا لن نكون بعده.