رياضة ركوب امواج البحر ورياضة ركوب موجة الحراك الشعبي



تعتبر رياضة ركوب الامواج من الرياضات المحببة لدى الشباب الباحث عن المغامره والذي يتمتع بقدر كبير من المرونه واللياقه البدنية العالية لانها تشكل تحد كبير من قبل اللاعب لقوة البحر في ان يبقى واقفا متوازنا على لوحه الخشبي حتى لا يسقط فبسوقطه تنتهي المتعه والفرح بممارسة هذه الرياضه ، والمفارقه ان هذا النوع من الرياضات لا تمارس اثناء هدوء البحر وصفاء السماء وهدوء الرياح ولكنها تمارس في ظل هبوب رياح كبيره تؤدي الى حدوث امواج عاتية وكبيره حيث يبقى المتسابق جالسا على الشاطىء او في منزله بانتظار هبوب رياح قوية على البحر لخلق موجات مائية عالية تسمح للرياضي ان يمارس هوياته المحببه والمفضله فهو اذن يمارس تلك الهواية في اوقات اضطراب الطقس واشتداد قوة الريح فهذه البيئه المناسبة والطبيعية لممارسة هذه الهواية الخطره وذلك من اجل اثبات قوته طمعا في سلب قلوب الناس المتفرجه على الشاطىء وبحثا عن البطوله.
رياضة ركوب الامواج تشبه الى حد كبير هواية ركوب موجة الحراك الشعبي من بعض الاحزاب او الاشخاص الباحثين عن البطوله فهؤلاء يتمتعون بقدر كاف من المرونه واللياقه البدنية والتي تسمح لهم بالمسير لعد كيلومترات في الشوارع لقيادة مسيرة او اعتصام دون تعرضه للارهاق والتعب وهو يمتاز بحسه العالي بالتوازن الذي يجعله صامدا واقفا فوق الارصفة والمنابر بشكل يعطيه القدره على الاستمرار بالوقوف ويمنعه من السقوط اضافة الى ان هؤلاء لا يمارسون هذه الهواية الا بوجود اضطراب وحركة غير طبيعية في الشارع او حراك شعبي هنا وهناك و في اجواء استثنائية عاصفه بحيث يبقى مترقبا منتظرا في منزله او في مقر حزبه هبوب رياح الحراكات الشعبية لينطلق بلوحه الخشبي عفوا بسيارته الى مكان تلك الحراكات ليمارس هوياته المفضله والمحببه ويبدو ان الشيء المشترك بين راكب الامواج وراكب الحراك ان الاثنين يبحثون عن البطولات وسلب عقول وقلوب المتفرجون واعتباره شخص استثنائي لا يستطيع اي انسان اخر ان يفعل ما يفعله .
لقد رأينا في معظم الثورات العربية ان بعض الاحزاب السياسية الكبيره بقيت على الحياد عند بداية الثورات والتي بدأها الشباب على الفيسبوك والذي لا ينتمي لاي حزب حتى ان الاحزاب الكبيره لم يعتقدوا ولو للحظه واحده ان تلك الحركات ستؤدي الى اسقاط انظمه دكتاتورية بقيت في الحكم عشرات السنوات وان تلك الاحزاب مع قدرتها التنظيمية العالية ونضالها الطويل والتضحيات الكبيره التي قدموها لم تستطع ان تغير الوضع القائم قيد انمله ولذلك بقيت تلك الاحزاب على الحياد صامته تنتظر ما ستؤول اليه الامور وعندما احست ان الامور تسير في صالح الحركات الشبابية بدأت بركوب الموجه والدخول الى الميادين واستغلت حماس الشباب لصالحهم وبدأت برفع الشعارات الثورية ورفع سقف المطالب ومن ثم استغلت وبشكل خبيث الفرصه السانحه للتفاوض مع تلك الانظمه لصالح احزابهم وليس للصالح العام وبعد سقوط الانظمه اصبحت تتصدر المشهد العام وتتفاوض مع امريكا واوروبا على كرسي الحكم وفازت باغلبية مجالس الشعب وشكلت حكومات اما الشباب المسكين الذي دفع الثمن لم يحصل على شيء وخرج بايدي فارغه لان قوة تلك الاحزاب وتنظيمها الجيد جعل صوتها الاعلى والمسموع اكثر لدى الشعب والدول الكبرى .
هنا في الاردن الوضع لا يختلف كثيرا فهناك بعض الاحزاب التي ركبت موجة الحراك الشعبي واستطاعت ان تجيره لصالحها واخذت تتفاوض مع الحكومه على المغانم والمكاسب المستقبلية ودخلت بمفاوضات مع امريكا والسفراء الاوروبيين وتقديم التنازلات للوصول الى الحكم واذا تطرقنا الى حراك الطفيله والذي بدأ منذ زمن بعيد حراكا وطنيا شعبيا سلميا غير حزبي لم تلفت اليه الاحزاب ولم تكترث له ولكن وبعد ان اثبت هذا الحراك الوطني وجوده وفرض نفسه على الساحه الاردنية وله التأثير الكبير بدأت بعض الاحزاب والشخصيات الحزبية الباحثه عن الشهره والبطولات الوهمية والتسلق على ظهور العباد بممارسة رياضة ركوب موجات الحراك الشعبي لفرض مزيدا من الضغط على الحكومه لقطف مزيدا من الثمار والمصالح الشخصية ومن ثم وكالعاده ترك هذا الحراك وحيدا والبحث عن حراك اخر يمارسون فيه نفس الهواية ونفس اللعبة .