صحيفة عبرية.. رداً على “نكتة واشنطن”: “نيتسح يهودا” ليست وحدها… كل إسرائيل فاغنر

العقوبات التي فرضتها الإدارة الأمريكية على كتيبة "نيتسح يهودا” بسبب خرق حقوق الإنسان في الضفة هي بمثابة القليل جداً والمتأخر جداً. خلافاً لمنظمة "لاهافاه” ومؤسسها بنتسي غوفنشتاين ونشطاء آخرين من اليمين المتطرف، الذين هم أشخاص عاديون، فإن كتيبة "نيتسح يهودا” تعمل باسم دولة إسرائيل وكل مواطنيها، جميعهم بدون استثناء. وهي تنفذ سياسة قائد المنطقة الوسطى وسياسة رئيس الأركان وسياسة وزير الدفاع وسياسة رئيس الحكومة. وتعمل من منطلق قوة الصلاحيات التي منحتها إياها الدولة ومؤسساتها.

الجيش الإسرائيلي تنظيم هرمي. كتيبة "نيتسح يهودا” تنفذ سياسة أبرتهايد واحتلال ودعم لعنف المستوطنين ضد الفلسطينيين. وتفعل ذلك بأوامر حصلت عليها. يقول المنطق إنه إذا كانت الكتيبة مذنبة، فإن رئيس الأركان ووزير الدفاع ورئيس الحكومة مذنبون أيضاً. بإعادة صياغة لوصف أذرع الأخطبوط المنسوب في إسرائيل لإيران، فإن كتيبة "نيتسح يهودا” هي الوكيل. وأذرع الأخطبوط تجلس في "الكرياه” وفي مكتب رئيس الحكومة.

لكن "نيتسح يهودا” ليست تنظيماً مارقاً في الجيش الإسرائيلي. والحديث لا يدور عن مليشيا غير خاضعة لأوامر رئيس الأركان. العلاقة بين "نيتسح يهودا” وهيئة الأركان ليست كالعلاقة بين الحوثيين وطهران. المسؤولية الوزارية عن "نيتسح يهودا” تخضع بالكامل لرؤساء جهاز الأمن في الدولة، وتقع على غانتس وأفيف كوخافي ويئير لبيد ونفتالي بينيت وهرتسي هليفي وغادي آيزنكوت ويهودا فوكس، وبالتأكيد على نتنياهو. الولايات المتحدة تخطئ عندما تعفيهم من العقوبات. ويدل على ذلك رد غانتس البافلوفي، الذي دافع عن "نيتسح يهودا”. هذا الشخص غير المهذب والبديل عنهم جميعاً وممثل التيار العام في إسرائيل، لم يستوعب شيئاً من رصاصة التحذير الأمريكية. يمكن القول إن فرض العقوبات على "نيتسح يهودا” لا تردع إسرائيل عن الاستمرار في خرقها الممنهج لحقوق الإنسان في "المناطق” [الضفة الغربية].

الرسالة، كما يحبون القول في هذه الأثناء، لم تمر ولم تستوعب. الخرق الممنهج في الضفة سيستمر، بكامل القوة وبشكل أشد. سيستمر مشروع الاستيطان في توسعه بميزانيات ضخمة من الحكومة. وستواصل إسرائيل خلق حقائق على الأرض تمنع إقامة الدولة الفلسطينية. سيكون من الصحيح أن يؤدي فرض العقوبات على "نيتسح يهودا” إلى تخلي كبار المسؤولين العسكريين والعامين الذين يتحملون المسؤولية المباشرة عن هذه الكتيبة وعن قواعد سلوكها في "المناطق”، لكن العكس هو ما يحدث. فهم يحتضنونها.

ويؤكد هؤلاء القادة بأنهم منتخبو الجمهور، وأن الجمهور منحهم الصلاحيات في انتخابات ديمقراطية. وإذا كان الأمر هكذا، فإن رأس الأخطبوط الحقيقي هو الجمهور الإسرائيلي. لذا، يجب فرض العقوبات. الجمهور الإسرائيلي هو الذي يخرق حقوق الإنسان بشكل ممنهج في "المناطق” بواسطة منتخبيه. الجمهور هو الذي ينتخب رئيس الحكومة، ورئيس الحكومة يعين وزير الدفاع الذي هو أيضاً منتخب من الجمهور. وزير الدفاع يعين رئيس الأركان، الذي بدوره يعيين قائد المنطقة الوسطى، الذي تنفذ "نيتسح يهودا” تعليماته. سلسلة القيادة واضحة، من مواطني إسرائيل وحتى "نيتسح يهودا”.

هل هناك منطق في فرض عقوبات على المارينز مع تجاهل حقيقة أنهم يخضعون مباشرة لرئيس الأركان والرئيس الأمريكي؟ هل تشبه "نيتسح يهودا” قوة فاغنر؟ هل هؤلاء مرتزقة يقومون بعمل جيش إسرائيلي قذر مقابل الأموال؟ هل يشبه قائد "نيتسح يهودا” يفغيني بريغوجين؟ من الواضح أن لا. الإدارة الأمريكية تعرف ذلك. لذا، هذا مخيب للآمال.