روسيا والغرب المنافق بين "إبادتين" في سربرنيتشا وغزة

نتفق مع ما ذهب إليه العالم بوصف المذبحة التي تعرض لها المسلمون في البوسنة والهرسك في سربرنيتشا على يد قوات صربية عام 1995 بأنها إبادة جماعية، وهو ما قررته محكمة دولية مستقلة.

ونرى أن رفض صربيا التصويت في الأمم المتحدة لتخليد ذكرى المذبحة الجماعية التي تعرض المسلمون البوسنيون الذي سيجري في الجمعية العامة للأمم المتحدة بهدف إعلان يوم 11 تموز/ يوليو، يوما دوليا لذكرى جريمة الإبادة الجماعية في سربرنيتشا. هذا الرفض الصربي هو عناد وعدم وجود نية لدى الصرب في طلب المسامحة والغفران وأيضا دفع التعويضات للمسلمين في البوسنة.

بالطبع المشروع سيمر من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة لكنه سيواجه الفيتو الروسي حين يتحول المشروع بعد ذلك إلى مجلس الأمن.

كما أن الرئيس الصربي، ألكسندر فوتشيتش، سيصل إلى مقر الأمم المتحدة ويشارك في اجتماعات اليوم وغدا، لحشد التأييد لمعارضة القرار المقترح بشأن الإبادة الجماعية.

الغريب أن أوروبا الغربية وتقودها ألمانيا تقف والتي إلى جانب الجرائم الصهيونية في قطاع غزة وحتى في الضفة الغربية وتمولها بالأسلحة والأموال والدعم السياسي والإعلامي هي التي تقف وراء تخليد ذكرى المذبحة في سربرنيتشا. فيما لم يصدر عنها أي موقف يدين جرائم الإبادة بحق الفلسطينيين ويضغط باتجاه وقفها.

وهو نفسه الغرب المنافق الذي اعتبر الجرائم التي تمت في رواندا بأنها جرائم إبادة واعترف بها رسميا من قبل الأمم المتحدة، وكذلك رأى الحرب الروسية على أوكرانيا.

الغرب الجبان والمتحيز مدفوعا بكراهيته لروسيا بشكل خاص وعلني والدول السلافية بشكل انتقائي وغير معلن، يضغط باتجاه اعتراف أممي بالإبادة الجماعية في البوسنة، وهو موقف مصلحي لا علاقة له بالضمير والقيم، والدليل أنه يتجاهل تماما مقتل وجرح أكثر من 100 ألف فلسطيني وفلسطينية غالبيتهم من الأطفال والنساء، وتجويع 2.5 مليون فلسطيني أكثر من نصفهم من الأطفال، وتدمير ممنهج وانتقامي لجميع مظاهر الحياة في قطاع غزة.

وروسيا التي ترى بان جرائم ترتكب في قطاع غزة لا ترى أن ثمة إبادة جماعية حدثت في سربرنيتشا، وهو موقف مصلحي تماما جاء على وقع الحرب في أوكرانيا ومساندة الولايات المتحدة والغرب ودولة الاحتلال لكييف ضد روسيا.

روسيا ترى أن هناك إبادة في قطاع غزة ولا ترى بان هناك إبادة في سربرنيتشا.

وأمريكا وأروبا ترى أن إبادة حدثت في البوسنة لكنها تنكر هذا الحق في غزة بل أنها تمعن في ترديد عبارة عنصرية سمجة وحمقاء حول "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" مع أن هذه الدولة تمارس عدوانها على العرب منذ 76 عاما.

الغرب العنصري الكاره للعرب يرى جرائم ترتكب في أوكرانيا ولا يراها في غزة.

حقا أنه عالم مزيف وكاذب وبلا أخلاق.