رففا بالقوارير

كالعادة فكما نستورد الأشياء الماديّة من الإبرة حتى الحاسوب ، فنحن أيضا نستورد الأشياء المعنوية ومنها الثقافية . ففي نظام العولمة أصبح لكل شيء يوما ، ومنها اليوم العالمي للمرأة . فهل نحن مثلهم بحاجة ليوم وحملة وطنية ليذكرنا أو ليزيد اهتمامنا .
ففي الغرب الذي يحاول نشر ثقافته ونسعى لتقليده في كل شيء كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام ( حتى لو دخلوا جحر ضبّ لدخلتموه ) ، تكون المرأة مسئولة عن نفسها بعد بلوغها وعليها منافسة الرجال ومناطحتهم ، وعند الكبر أو العجز يتخلى الأب والابن فتصبح رهينة المحبسين . إنها ثقافة امتهان المرأة وتسويقها كسلعة أو جعلها مادة دعائية ووسيلة للترويج وزيادة البيع والكسب . بينما هي مكرّمة مصونة في ثقافتنا وقيمنا .
لا أحد يدري ( بالتحديد ) سبب وصف الرسول عليه الصلاة والسلام النساء بالقوارير . إلاّ أن مجمل الهدي النبوي الذي جعل الجنة تحت أقدام الأمهات ، وجعل تربية البنات وسيلة لدخول الجنّة ، جعل من أفضل الأعمال البهجة التي يُدخلها الزوج على أهله وأفضل الأنفاق اللقمة يدخلها في فم زوجته .
إن رسولنا عليه الصلاة والسلام لم يخجل من إعلان حبّه لزوجته ، فقال حين سأله أحد الصحابة أيّ الناس أحب إليك فكان جوابه .. عائشة ، وعندما أضاف السائل ، ومن الرّجال ؟ أجاب : أبوها .
سيقال هناك فرق بين النّصوص والتّطبيق ، هذا صحيح ، ولكن كلما ضاق الفارق كان التوازن الاجتماعي وكلما كنا أقرب لرضا الله سبحانه . ومن منّا لا يسعى لرضاه سبحانه ودخول جنته .
إن من أكثر القصص التي بتداولها الناس ويعتبرونها دليلا على حُسن خاتمة الإنسان أن يُقال بأن فلانا قُبُض وهو ساجد أو صائم أو في الحج والعمرة . ولكن أتدرون كيف قُبض رسولنا وهو أتقى البشر وأحبهم إلى الله . لقد قبض الرسول وهو على صدر عائشة .
إن المجتمع بحاجة لمزيد من التوعية للتخلّص من بعض الموروثات الخاطئة كحرمان الإناث من الإرث خشية تفتيت وتوزيع الثروة للغرباء ، أو بعض حالات العضل أو الإجبار على الزواج . كما أن زيادة حالات العنوسة وارتفاع سن الزواج بحاجة لوقفة ودراسة وحلول جادّة .
إن مجتمعا ترتفع فيه نسبة التعليم بين النساء فتزيد عن الذكور ، ويجعل الذكور مسخرين لخدمتها بنتا وأختا وزوجة وأمّا هو مجتمع راق وفيه من المُثّل والقيم بحيث يكون حريٌّ بغيره تقليده . فعندنا خير كثير نحن عنه غافلون .