الخبير عبيدات: ٨ أسباب وراء تراجع النظام التعليمي في الأردن أهمها ثقافة "ماشي الحال" وغياب المساءلة وأهمال معنويات المعلمين
آية أبو الفيلات
* وضع خطط استراتيجية للتطوير وتحسين التواصل وتعزيز مكانة المعلم وتحسين بيئة المدارس وتفعيل المساءلة حلول للخروج من هذا المأزق
علق الخبير التربوي ذوقان عبيدات على تقرير PISA وهو دراسة دولية تعقد كل 3 أعوامتستهدف الطلبة في سن 15 عاما لقياس مدى اكتساب الطلبة للمعارف والمهارات الضرورية للتفاعل مع المجتمع في جميع المجالات سواء في مجال معرفة العلوم ومعرفة الرياضيات ومعرفة القراءة، حيث ان الاردن حصل على المرتبة الرابعة بالفشل .
في تصريح صحفي لـ"أخبار البلد" قال عبيدات ان هنالك مؤشرات عديدة على ان النظام التعليمي الاردني في تراجع وهناك مؤشرات ان الانظمة التربوية العربية تقدمت و التعليم الاردني تراجع.
وحدد عبيدات جملة من الأسباب الكامنة وراء هذا التراجع، مشيرا إلى أنها تشكل ثقافات راسخة تعيق تقدم التعليم في الأردن.
أولا: ثقافة "ماشي الحال":
يشير عبيدات إلى سيادة ثقافة "ماشي الحال" في المجتمع الأردني، والتي تقبل بواقع دون السعي لتحسينه. وينعكس ذلك على مختلف جوانب الحياة، بما في ذلك التعليم، حيث بات ينظر إلى الطالب المجتهد على أنه استثناء وليس قاعدة.
ثانيا: ثقافة الحفظ والتلقين:
تركز وزارة التربية والتعليم، وفقا لعبيدات، على حفظ المعلومات وتلقينها للطلاب، دون الاهتمام بتنمية مهارات التفكير النقدي والإبداعي لديهم.
ثالثا: ثقافة الحد الأدنى:
تمارس المدارس، كما يرى عبيدات، ثقافة الحد الأدنى، بمعنى الاكتفاء بوجود الطلاب والمعلمين دون السعي لخلق بيئة تعليمية مُحفّزة.
رابعا: ثقافة التوهين والضعف:
تعيق علاقة التوهين والضعف بين الطالب والمعلم والمدرسة، وبين المدرسة والأهل، تقدم التعليم، مما يؤدي إلى الإهمال وضعف التحصيل الدراسي.
خامسا: إهمال معنويات المعلمين:
يعاني المعلمون في الأردن، بحسب عبيدات، من انخفاض حاد في معنوياتهم، ناتج عن رواتبهم المتدنية وعدم شعورهم بالتقدير.
سادسا: غياب المساءلة:
يؤكد عبيدات على غياب ثقافة المساءلة في الأردن، مما يتيح استمرار المسؤولين في مناصبهم دون تحمل مسؤولية تراجع التعليم.
سابعا: غياب الرؤية والتخطيط:
يشير عبيدات إلى افتقاد وزارة التربية والتعليم لرؤية واضحة لتطوير التعليم، مما يؤدي إلى غياب التخطيط السليم والفعال.
ثامنا: ضعف التواصل:
يعاني قطاع التعليم في الأردن من ضعف كبير في التواصل بين مختلف أطرافه، مما يعيق تبادل الأفكار والخبرات وتوحيد الجهود لتحسين التعليم.
-في ظل هذه الثقافات الراسخة، يقدم عبيدات جملة من الحلول لمعالجة تراجع التعليم في الأردن، منها:
تغيير ثقافة المجتمع:
يجب العمل على تغيير ثقافة "ماشي الحال" ونشر ثقافة السعي للتطوير والتميز.
التركيز على مهارات التفكير:
يجب أن تركز المناهج الدراسية على تنمية مهارات التفكير النقدي والإبداعي لدى الطلاب.
تحسين بيئة المدارس:
يجب توفير بيئة تعليمية محفزة تجذب الطلاب وتشجعهم على التعلم.
تعزيز مكانة المعلم:
يجب تحسين رواتب المعلمين وتوفير بيئة عمل مناسبة لهم، مما يساهم في رفع معنوياتهم وتحسين أدائهم.
تفعيل المساءلة:
يجب تفعيل ثقافة المساءلة ومحاسبة المسؤولين عن تراجع التعليم.
وضع خطط استراتيجية:
يجب وضع خطط استراتيجية واضحة لتطوير التعليم على المدى القصير والطويل.
تحسين التواصل:
يجب تحسين التواصل بين مختلف أطراف العملية التعليمية لضمان تضافر الجهود لتحقيق التطوير المنشود.
ختاما، يشدد عبيدات على أهمية العمل الجماعي من قبل جميع أفراد المجتمع لتحسين التعليم في الأردن، مؤكدا أن ذلك هو السبيل الوحيد لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.