مساومة أميركية اسرائيلية على دماء الفلسطينيين
يتواصل العدوان على قطاع غزة بكل اشكاله الأجرامية بتوجيه أميركي وبفعل اسرائيلي لا يرحم لليوم الخامس والتسعين على التوالي وسط مجازر على مدار كل ساعة وسط اصرار واضح على تنفيذ ما تفرزه الاستراتيجية الثابتة في العقيدة العسكرية للكيان المحتل منذ العام ١٩٤٨ كما قال جاك بود العقيد السويسري المتقاعد والمسؤول الاستخباري السابق للشؤون المدنية في الامم المتحدة في شرحه لاسباب عدم قبول اسرائيل بدولة فلسطينية ..
قال بود ان عدم استجابة إسرائيل للدعوات الدولية بوقف الحرب على غزة سببه سعي اسرائيل للسيطرة الشاملة على القطاع مؤكدا ان اسرائيل غير جادة في الوصول إلى تسوية سياسية مع الفلسطينيين على الرغم من توقيع الطرفين على اتفاقيات أوسلو ، حيث تتبنى اسرائيل النهج العسكري في التعامل مع الشعب الفلسطيني ..
تأتي هذه التصريحات مع التوجه للتنفيذ العملي لاتفاقيات المساومة الاميركية الاسرائيلية على دم الفلسطينيين في رفح من خلال اشتراط الادارة الاميركية على زعيم حكومة الاحتلال نتانياهو بعدم توجيه ضربة عسكرية لإيران مقابل موافقتها له على اقتحام رفح ، وتم مساء امس عقد اجتماع بتقنية الربط التلفزيوني بين الجانبين لوضع اللمسات الأخيرة على خطة العدوان على رفح ..
ان المساومة على الدم الفلسطيني واستباحته ومشاركة الولايات المتحدة بالتخطيط لشن العدوان على رفح وازالة الوجود الفلسطيني والفعل الناشط في قطاع غزة ، سيفشل حتما امام ارادة الفلسطينيين الذين يتعرضون دوما للقتل والعذاب والدمار .
تأتي هذه المساومة البشعة والاتفاق على تبادُل المنافِع واقْتِسام المغانِم بين الولايات المتحدة وإسرائيل من دون الاهتمام بأيَّة مبادئ أَخلاقِيَّة أو مصلحة عامة تخص شعب فلسطين ، في وقت حساس تنادي فيه عديد الدول العالمية والعربية عبر جلسات في مجلس الامن الدولي للاعتراف بدولة فلسطينية ، بينما تصر إسرائيل على رفض اقامة هذه الدولة ..
من شأن منح فلسطين العضوية الكاملة في الامم المتحدة رفع الظلم التاريخي الذي تعرض له الشعب الفلسطيني وفتح آفاق واسعة امام تحقيق سلام حقيقي يحمي حل الدولتين كما قال ممثل رئيس دولة فلسطين زياد ابو عمرو ..
وقال ابو عمرو ان فلسطين تسعى لقبولها عضوا كامل العضوية في المنظمة الدولية ولكن للأسف فإن اسرائيل تعطل هذا القرار تحت ذرائع واهية وبالتالي فانها لا تساعد في دعم فرص تحقيق السلام في المنطقة ..
ان شعب فلسطين يستحق الامل بحياة كريمة في اطار دولة مستقلة بعد سنوات طويلة من الرفض وطمس الحقوق الفلسطينية وفي ظل العدوان المتواصل عليه في كل مكان ، وهنا تبرز مسؤولية مجلس الامن الذي يتوجب عليه اجبار اسرائيل على وقف العدوان وادخال المساعدات الإنسانية وضرورة إلزام اسرائيل بالانصياع للقانون الدولي وإخضاعها للحساب والعقاب بدلا من المقايضات والمساومات والتلاعب بالدم الفلسطيني.