حكايات أردنيّه (2)...!


بعد الرّاحات والانتباه والتّهيؤ والاستراحة؛ وحسب روتين طابور التّفقد الصّباحي؛ أخذ وكيل السّريّة الجديد يتفقد جنوده حسب الكشف بعد أن أمرهم بأنّ من يسمع اسمه عليه التهيؤ والقول بصوتٍ عالٍ: حاضر سيّدي... .

وكيل السّريّة: باسم كاشف جنّود.

(لم يُجب أحد...)

و. س: باسم كاشف جنّود؟

(لم يجب أحد...)

و. س: أين باسم كاشف جنّود؟ ليش ما تردّوا يا جيش؟

الجنود: لا يوجد ياسيّدي هذا الاسم في سريّتنا...!!!

و. س مستهزئاً: لا يوجد أم أنّكم تتواطئون عليه كونه متجاوز ولم يأتي لغاية الآن؟

أحد رقباء الفصائل: ممكن يا سيّدي تعيد لنا الاسم؟

و. س: أقول: باسم كاشف جنّود...(شو منطرشين) ...هالعسكري تقولوا آه تقولوا لأ... بدّه يبيّن كيف ما بعرف)!!! وإلّا والله العظيم لأجرم بيكو اليوم، اسمعوا: إذا واحد منكو روّحه على عاتقه يقولي وصدقوا ما بصير عليه شي ...آه شو رأيكوا؟ كمان مرّه: أنا أقول وين العسكري باسم كاشف جنّود؟ آخر فرصه معكو وخلال خمس دقائق بدّه يبيّن...).

(وهنا بدأت الهمهمة بالاستغراب والاستهجان من أفراد السّريّة وجاءت على شكل ألفاظ منها: يا عمي هاظا العسكري مش عندنا...، أوّل مرّه بسمع بكاشف...، إلّا فيه خطأ...، شو السّالفه؟ وهكذا... )... .

في الأثناء...؛ استأذن أحد العرفاء بالحديث فقال: هل تسمح لي يا سيّدي بالاطّلاع على اسم العسكري في الكشف؟

و.س: تعال...يعني مش مصدّقني؟

العريف : أين هو ياسيّدي؟

(وبعد أن أشار له عليه؛ لم يتمالك العريف نفسه من الضّحك.... وهنا استشاط وكيل السّريّة غضباً وهدّده بالمحاكمة قائلاً: سأتفاهم معك عند قائد السّريّة أو تقل لي لماذا تضحك ...!!!)

العريف: لا يا سيّدي...أقول لك: هذا ليس اسم؟

و. س: يا عريف كيف مش إسم؟ وهاظا إيش هوّ...لا اله إلّا الله (وقالها بغضب)...

العريف: هاي ياسيّدي ترويسه للكشف مش اسم ... وبتنقرى: (كَشْفْ بأسماء الْجُنُودْ) مش باسم كاشِف جنّود...!!!

ورغم ذلك وحسب ظنّ...؛ لم يقتنع وكيل السّريّة لغاية اللحظة، ولا زال يصرّ بأنّ هناك جنديّ واسمه (باسم كاشف جنّود)، وأنّ هناك من تستّر عليه وحماه وأجازه...، ولا يشير بإصبع الاتّهام إلّا لقائد الكتيبة سرّاً، أمّا جهراً...؛ فيكيل الاتهامات علناً لكلّ من هو دونه... .

يا وكيل السّريّة (و.س): لا تُدافع عن أُمّيتك بجهلك...فتظلم...، فوالله لم يكن هناك باسم كاشف جنّود...، ولكن لو قلتَ لي وصمّمت على أنّ هناك ( كاشف باسم فسّود)؛ لقلت لك نعم...، ولو قلت أنّ هناك من يتستّر عليه ويحميه...؛ فإنّني: ( أبصملك على العشره)... .

ليتك أنت بأميّتك البائنة من يقرأ علينا كشوفات بأسماء الفاسدين؛ فحينها ستكتشف لنا أسماء كثيرة جدّاً قد حُذفت وغُيّبت ولم تُدرج ولا زالت تُدرج إلّا في كشوفات الطّاهرين والرّموز الوطنيّة، ولا زلنا بخوفٍ ونفاقٍ وغباء وسذاجة نحسبهم كذلك...!!!