ليس دفاعا عن العشائرية
تتكالب الأقلام وأصحاب النفسيات المريضة في هذا الوقت الحرج والدقيق من عمر المملكة على العشائرية كما تتكالب الأكلة على قصعتها.
فالعشيرة في الأردن ركن أساسي ومقوم لا يمكن الاستغناء عنه في ديمومة الأمن والاستقرار الذي نتقيأ ظلاله مقارنة بباقي الأشقاء.
ألان تنطلق حملة الأقلام المسمومة والتصريحات المبطنة التي تصدر من هنا وهناك حول تحميل العشائرية بعض ما آلت أليه مؤسسات الوطن نتيجة تعفنها بالفساد الذي بدأ يزكم أنوف الأردنيين.
فأبناء العشائر دائما كانوا النموذج والقدوة في حب الوطن والمحافظة على مكوناته شأنهم شأن سائر النسيج الاجتماعي في البلد من حيث انتمائهم وإخلاصهم لوطنهم وحبهم لقيادتهم.
أما أن يقال إن العشائرية بدأت تتخندق في صفوف الفاسدين للدفاع عنهم وعدم تقديهم للمساءلة القضائية فهذا محض افتراء لإيماننا القاطع بقدوتنا الحسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لو أن فاطمة سرقت لقطعت يدها أو أقمت عليها الحد.
ولكن المزاجية في التعامل مع سياسة الانتقاء في محاربة حيتان الفساد هي من دفعت بعض مكونات المجتمع الأردني للانتفاض والدفاع عن أبنائها وإلا بماذا يفسر وجود من باعوا مؤسسات الوطن الرابحة مثل شركة الاتصالات والكهرباء والفوسفات تحت مسميات برنامج التحول الاقتصادي والتخاصية خارج قضبان السجن وينعمون ألان بالقصور وأموال الناس على حساب قوت وجيوب المستضعفين .
إن التركيز على العشائرية بهذه الصورة السلبية ما هو إلا دليل واضح على بعض فئات المرتزقة التي تنفذ أجندة خارجية لمحاولة تأجيج الوضع وتفتيت هذه البنية الأساسية التي كانت على الدوام إحدى دعائم الأمن والصخرة العصية على مشاريع أضعاف الدولة الأردنية .
والعشائر والحمد الله لديها الكفاءات والطاقات الخلاقة القادرة على أدارة جميع مفاصل الدولة وهي تؤمن بالعمل المؤسسي وسيادة القانون الذي يشكل مظلة الحياة الكريمة للكل فهذه المنظومة الاجتماعية لم تكن في يوم من الأيام عبئا على الدولة بل صمام الأمان لكينونتها .