ملاحظات الصحافة الاردنية: الوضع العام متأزم وقابل للانفجار والفكر الرسمي عقيم

بسام البدارين

 واصل الوسط البرلماني والاعلامي في الاردن النقاش بملف شركة الفوسفات الذي انتهى باعلان تيار برلماني جديد يحمل اسم الاصلاح ويتوعد الفاسدين وبعدد يصل الى 33 نائبا من اصل 120 فيما ظهر الحراك الشعبي مجددا في الشارع المحلي مطالبا بالاصلاح ومجددا الدعوة لسجن وملاحقة رموز الفساد متضامنا مع نشطاء احرار الطفيلة الذين اعتقلتهم السلطات.

واستعرضت العديد من الاقلام الصحافية مظاهر التأزم والازمة المحلية ونشرت صحيفة 'العرب اليوم' تقريرا عن مئة شخصية ستطالب القصر الملكي بتنحية الحكومة الحالية وتشكيل وزارة مؤقتة لشهرين تشرف على انتخابات عامة مبكرة للخروج من الازمة الحالية حيث اشارت الصحيفة الى الوزير السابق مروان الحمود باعتباره الرمز الاهم في هذا الجهد قبل ظهور اسماء متعددة تدعم هذا التوجه.
وفي نفس الصحيفة لاحظ الكاتب اسامه الرنتيسي بأن حجم التأزيم الموجود في البلاد غير مسبوق، والاوضاع العامة مضغوطة داخل زجاجة قابلة للانفجار في اية لحظة، ومنسوب الشعارات يرتفع يوما بعد يوم بسقوف غير مسبوقة، ومن دون الحذر من الخطوط الحمر، ومع كل هذا فان التفكير الرسمي وصل من العقم، بحيث ترك البحث عن حلول جدية لهذا التأزيم، ويفكر بطريقة سطحية بايجاد قانون لقمع المواقع الالكترونية، وكأنها هي التي تصنع التأزيم.
وقال الكاتب: هذا يدل بوضوح على العقلية التي تدير الشؤون العامة، وكأنها لا تعيش مع ما يحدث حولنا، ولا تدري حجم التغيير الذي اصاب مجتمعاتنا.
ومن جانبها نقلت صحيفة 'الرأي' الحكومية عن رئيس الوزراء عون الخصاونة ان الاردن ماض في طريق التحديث والبناء والاصلاح ولن يثنيه عن ذلك شيء رغم ما يعتري البعض من يأس او احباط هنا او هناك وقال ان منظومة الدولة الاردنية التي شيدت بالكفاح والعزيمة والاصرار ستبقى عصية على كل محاولات النيل منها بثقة ووعي ابنائه وحكمة قيادته.
وقال الخصاونة هذا الكلام خلال احتفال في شمال البلاد وفي الوقت الذي بدأت فيه بعض النخب تنهش حكومته وتشيع التسريبات عن قرب رحيلها.
وطوال الاسبوع الماضي انشغلت اوساط السياسة والاعلام بالأوضاع المتوترة في مدينة الطفيلة جنوبي البلاد حيث يرتفع سقف الهتاف بصورة غير مألوفة ضد النظام بعدما اعتقلت السلطات الامنية العديد من النشطاء فيما نظمت مسيرات الجمعة تحت عنوان التضامن مع احرارالطفيلة الموقوفين.
وظهرت الجمعة مسيرات رغم اجواء البرد والمطر في عمان العاصمة والطفيلة جنوبا ومدينة اربد شمالا والقيت الحجارة على مسيرة عمان التي احيطت باجراءات امنية مكثفة فيما طالبت الهتافات باسقاط مجلس النواب الحالي.
وفي صحيفة 'الغد' حذر الكاتب محمد ابو رمان قائلا: لم ينته الحراك الاعلى سقفا في الطفيلة مع سلسلة الاعتقالات التي حدثت، حتى لو تجاوزت العدد الحالي. فالقصة، بالتأكيد، ليست مرتبطة بعشرين او ثلاثين شخصا (فقط) هم من يقفون وراء هذا السقف المرتفع هناك، وفقا للقناعة لدى دوائر القرار التي توارت وراء اللجوء الى هذا 'الحل'، الاعتقالات والمحاكم والمزاج السياسي في الطفيلة يختزل النتائج السلبية لفشل السياسات السابقة (التهميش السياسي لابناء المحافظات، الاوضاع الاقتصادية المتدهورة، البطالة والفقر، الاحباط وخيبة الامل..)، فالحراك ليس معزولا عن سياقه الاجتماعي، وهي حالة تقع فيها الطفيلة على اعلى السُلّم البياني للمزاج الشعبي المحتقن، لكن المحافظات الاخرى موجودة بدرجات متفاوتة على السلّم نفسه.
ومن جانبها سلطت صحافة المواقع الالكترونية المحلية الضوء على قضية المرضى الليبيين في الاردن حيث ادلت وزيرة الصحة الليبية بتصريحات مثيرة جدا المحت فيها لان القطاع الطبي الخاص في عمان قدم مطالبات غير واقعية ومبالغا فيها بدل الفاتورة النفطية عن المرضى والجرحى الليبيين.
وقالت الوزيرة فاطمة حمروش في حديث نقلته عنها وكالة 'يونايتد برس انترناشونال' ان المبالغ المترتبة على حكومة بلادها للمستشفيات الاردنية بلغت 90 مليون دولار، واصفة الرقم بانه خيالي. 
وقالت حمروش 'سنعمل على مراجعة الفواتير المترتبة علينا، وسيعطى كل ذي حق حقه'، في اشارة الى احتمالية ان يكون الرقم غير دقيق بالنسبة لها.