لماذا استقبلهم الملك في “مضارب بني هاشم”؟ رسائل عميقة لوجهاء مخيمات الأردن: “غزة وضد التوطين والقلب واحد”- (فيديو)

لماذا فتحت أبواب "مضارب بني هاشم” تحديدا لاستقبال "وجهاء المخيمات” الفلسطينية من اللاجئين دون غيرها من المنشآت والمرافق لمثل هذه اللقاءات وبمناسبة اليوبيل الملكي؟.

سبق لمقرات رسمية عديدة أن خصصت لاستقبال ملكي لممثلي المخيمات، لكن مساء الإثنين وبعد ساعات فقط من عودة الملك عبدالله الثاني من رحلة خاصة لم تعلن تفاصيلها، كلف طاقم التشريفات وبحضور كبار مسؤولي الدولة بإعداد مضارب بني هاشم لمناسبة مماثلة.

للتو عاد الملك وبمناسبة اليوبيل من ثلاث "جولات” داخلية خصصت للبوادي الثلاث الشمالية والجنوبية والوسطى وبترتيب "استثنائي” هذه المرة وسياسي الطابع للمستشارية العشائرية الملكية.

بدا لافتا أن الاستقبال بالمضارب قد يعبر عن سلسلة رسائل "أعمق” مما يتصور كثيرون أبلغها أن المخيمات في الحساب الملكي تماما عندما يتعلق الأمر بـ”لقاء الأردنيين” بمناسبة اليوبيل.

وقد يكون ذلك الأهم- عدم وجود "مضارب عشائرية الطابع” عند أهالي المخيمات يعني أن مساحة مضارب الهاشميين هي التي تفتح في رسالة لكل من يهمه الأمر بالداخل والخارج فكرتها ومضمونها أن المكون المخيماتي "كامل الدسم” أردنيا.

وكامل الدسم فلسطينيا أيضا بنفس التوقيت لأن اللقاء في مضارب بني هاشم قد يكون رسالة في الاتجاه المعاكس لـ”التوطين” و”أية مشاريع أو سيناريوهات بديلة”.

 

والفرصة بكل حال توفرت لعدم استقبال وفد "أصغر” من ممثلي المخيمات في المكاتب وفتح المضارب التي تفتح فقط بالمناسبات الوطنية الملكية بمعنى التأشير على أن الجولة في البادية وقبلها وبعدها في المحافظات يتضمن برنامجها "جولة مع أبناء المخيمات”، حيث التحدث معهم ثم الإصغاء لهم.

في المضارب وفي إطار رسالة سياسية ارتدى بعض الضيوف من اللاجئين الفلسطينيين "الكوفية الحمراء” ثم أطلقت هتافات توجه التحية للملك وأخرى تبلغه بأن "المخيمات على بيعتها”.

كل ذلك يبرزه الإعلام الرسمي الأردني في توقيت شهد نقاشات تجاذبية مسيئة لـ”الوحدة الوطنية” على خلفية تظاهرات واعتصامات ضاحية الرابية في العاصمة عمان.

ولكن الملك لم يترك المناسبة مع الإفطار الذي أقامه على هامشها بدون خطاب حفل بالرسائل السياسية المباشرة وأهمها التأكيد على موقف الملك من العدوان الإسرائيلي على غزة وضرورة وقفه والبقاء في منسوب الثابت الملكي وتقديم المساعدة للأهل في غزة.

الملك قال "نحن أقوياء بوحدتنا وحرصنا على ازدهار بلدنا” و”الأردن القوي المستقر هو الأقدر على مساندة الأشقاء خصوصا في فلسطين”.

"واجبنا العمل على رفع الظلم عن غزة” قال الملك وشرح اعتزازه بمواقف "أبناء المخيمات” ومواقفهم النبيلة قائلا: "سنبقى دائما قلبا واحدا”.