سكن كريم .. (بين حانا ومانا ضاعت لحانا)


سعى المجتمع مدفوعا برغبة الدولة الى الاستقرار بما يسهل عملية بناء المؤسسات و توضيب الطبائع والنفوس بتشكيل مجتمع مدني ينتقل فيه الناس من الترحال الى الاقامة والثبات بما يجفف منابع الفقر والحرمان...

ومضت الاسر شعارها حلم بمسكن يوفر الامان والاطمئنان على مصير قلق تحف به مخاطر تقلبات الايام وتبدل الازمان ولهفة انتظار الكادحين بايجاد مستقر ,وتباريح الشوق تغذ الخطى بالمغتربين للعودة الى حضن بيت دافىء...

وقد عمدت الدولة على انشاء مؤسسات ترعى مهمة توفير المسكن الملائم للمواطن الاردني ولاسرته كي يجد فيه نفسه ويقيه الحر والقر ويدفع عنه غائلة الايام وينام فيه (على فراش الحلال...)وعندما اطلقت مبادرة سكن كريم لاقاها الناس بالترحاب ولم يخطر على البال ان هناك متربصين ممن استمراوا التعدي على المال العام يريدون ان يختطفوا هذه الوصفة الانسانية فتتحول الى ميدان للربح غير المشروع ولاغراق المشروع بتكاليف باهظة من قبل مضاربين وتجار فاسدين رأوا فيه منجماً يهر الاموال في ارصدة لا تشبع ...

وقد اشتمل على نحو (9)الاف شقة بيع منها بعد اربع سنوات 40% فقط...!

وبلغت التكلفة المعلنة لهذه المبادرة الكريمة 240 مليون دينار في حين التكلفة الحقيقية وفق مصادر عليمة ضعف هذا المبلغ ومن دون اثمان الاراضي وتكاليف البنى التحتية ...!

وقد حددت الاتفاقيات المحددة بين جمعية المستثمرين ومؤسسة الاسكان سعر المتر المربع ب 265 ديناراً في الوقت الذي لا يوجد فيه اية وثائق تثبت ذلك,وبلغت التكاليف الاضافية التي حملت للمشروع 5 ملايين دينار وذلك بسبب انشاء عمارات مكونة من 24 شقة بدلا من 16 كان اتفق عليها ,فمن الذي سيدفع التكاليف الزائدة الخزينة ام المواطن ...?

لقد هدفت المبادرة تحسين المستوى المعيشي للمواطنين ومن خلال الاطلاع على كثير من المؤشرات نرى بان هناك فوضى وتواطئا لم تراعى فيه احتياجات المستفدين من الناحية المصنعية او المادية فكيف نبدأ بتنفيذ مشروع لم تعد مخططاته قبل التنفيذ ولم تراعى احتياجات المستفيدين ورغباتهم في حجم المساحات والتي اظهرت الدلائل باتها احد معيقات التسويق ...?

والان يجري ترك هذه المساكن مكشوفة في العراء ليتم الاعتداء على محتوياتها سرقةً وتخريباً واعباء مالية جديدة كأجور حراسة في الوقت نفسه هنالك استحقاقات مالية هائلة على الخزينة مما يستوجب وضع خطة تسويق موضوعية تراعى فيها مصلحة الوطن والمواطن وتوقف نزيف الهدر وترحيل المشكلة التي اصبحت مصدر تهديد للاهداف النبيلة التي انشأت من اجلها...
احمد النسور