حزب الله يُسقط مسيّرة “هرمز 900” ويقصف ثكنة كيلع.. وإسرائيل ترد بغارات وتستهدف بعلبك
على وقع تلويح وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت "بالاستعداد للرد على أي سيناريو في مواجهة إيران”، شهد الجنوب والبقاع الشمالي تطورات عسكرية تمثلت في إسقاط حزب الله مسيّرة معادية من طراز "هيرمز 900” ورد إسرائيل بغارات على منطقة بعلبك.
فقد أعلن حزب الله ليل السبت الأحد عن "إسقاط طائرة مسيرة مسلحة من نوع "هرمز 900″ فوق الأراضي اللبنانية” بصاروخ أرض جو.
وجاء الرد على هذه الحادثة من خلال شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على منطقة بعلبك استهدف هنغاراً في بلدة السفري ومرتفعات سلسلة جبال لبنان الشرقية في خراج بلدة جنتا بمحلة "الشعرة” على مقربة من الحدود اللبنانية- السورية، دون الافادة عن وقوع خسائر بشرية.
وكتب الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي عبر منصة "إكس”: "شنت طائرات حربية الليلة الماضية غارات استهدفت مجمعاً عسكرياً وثلاث بنى تحتية عسكرية أخرى تابعة لوحدة الدفاع الجوي التابعة لحزب الله في منطقة بعلبك وذلك ردًّا على إسقاط طائرة مسيرة لسلاح الجو كانت تعمل في الأجواء اللبنانية”.
وأضاف "كما أغارت طائرات حربية على بنى تحتية ومبنى عسكري لحزب الله في عيتا الشعب والعديسة في جنوب لبنان بالإضافة إلى قصف مدفعي استهدف منطقة ياطر”.
وفي المستجدات الميدانية جنوباً، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي نيران رشاشاته الثقيلة في اتجاه جبلي اللبونة والعلام في القطاع الغربي، وطال القصف وادي برغز وخراج بلدة السريرة في منطقة جزين. وسقطت قذائف معادية قرب نبعة عين القصب على طريق الخردلي التي تربط بين مرجعيون والنبطية، ما أدى إلى تناثر الحجارة وشظايا القنابل على الطريق، ما استدعى قطع الطريق عند نقطة الخردلي من قبل عناصر الجيش مؤقتاً لإزالة الشوائب وحفاظاً على سلامة المارة، قبل أن تعود حركة السير إلى طبيعتها.
وأغارت طائرات حربية على منزل في المنطقة الواقعة بين بلدتي طورا وجناتا في قضاء صور ما أدى إلى تدميره، فيما أفاد جيش الاحتلال أنه استهدف مجمعاً عسكرياً لقوة الرضوان التابعة لحزب الله في منطقة الخيام.
تزامناً، أطلِقت صليات صاروخية باتجاه الأراضي المحتلة في الجولان السوري ودوّت صفارات الإنذار وجرى تفعيل القبة الحديدية، وأفيد عن إطلاق 30 صاروخاً من جنوب لبنان باتجاه إصبع الجليل والجولان.
وأكد حزب الله أنه "دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، ورداً على اعتداءات الجيش الإسرائيلي على منطقة البقاع. قام مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة (11:10) باستهداف مقر قيادة الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع والقاعدة الصاروخية والمدفعية في يوآف بعشرات صواريخ الكاتيوشا”. كما تبنى قصف مربض مستجد للمدفعية في محيط موقع المنارة.
وفيما يترقّب كثيرون موعد وطبيعة الرد الإيراني على استهداف القنصلية الايرانية ومدى تأثر لبنان بهذا الرد، قال وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت في نهاية تقييم أمني مع كبار ضباط الجيش "أكملنا الاستعدادات للردود في حال وقوع أي سيناريو قد يستجد في مواجهة إيران”.
في المقابل، أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة” النائب إيهاب حمادة "أن المقاومة في كل لحظة أشد وأمنع وأقوى وأكثر استعداداً وجهوزية عديداً وعتاداً من كل لحظة وهي في تطور مستمر وإن المعركة التي تهددنا بها في قابل الأيام لن تكون معركة تخسر بها جولة أيها الإسرائيلي إنما ستكون معركة تحفر عميقاً في وجودك وفي كيانك لتمهد لانحلال وزوال هذا الكيان، وإن دمنا المسفوك سواء في لبنان أو فلسطين أو دمشق أو في أي مكان آخر لن يبقى دماً دون ثمن، ونحن الذين اعتدنا أن نعوّض عن دمنا بأن نحقق الإنجازات الكبرى، إنجازاً تلو إنجاز، فكونوا على ثقة بأننا مقبلون على الشمس، على ضوء لا يمكن لغيمة من هنا أو سحابة من هناك أن تحجبه، ولذلك هو نصر عزيز مؤزر محسوم”.
وقال حمادة في لقاء لحزب الله في البقاع الغربي "ليعلم الجميع أن انتصارنا من خلال جبهتنا هذه على طول الحدود من جبل الشيخ إلى الناقورة، وإن عمل المقاومة بكل تفاصيله إنما هو أيضاً لخدمة وحماية وصون لبنان، ولأن يكون لبنان واللبنانيون على مستوى الحرية والسيادة والأمن والاستقرار في موقع متقدم، ومشتبه من يظن أن الذي يتجاوز كل النظام العالمي وكل الشرائع الوضعية والإلهية وكل الأنظمة والجمعيات والحقوق والدساتير والقوانين الإنسانية بأن ما يتجاوزها على الشكل الذي يرتكبه من مجازر وإبادة في فلسطين، سيوفر لبنانياً هنا أو لبنانياً هناك، واعلموا أن الساعة التي يقضم فيها الإسرائيلي رأس المقاومة في غزة سيقضم أيضاً رأس الأردن ومصر وسوريا ولبنان وعمق هذه الأمة، وليلتفت البعض إلى هذا الكائن المشوّه على المستوى الإنساني، إلى الكائن الذي يحكمه شجعه وطمعه”، معتبراً أن "ما أنجز من خلال الدم الفلسطيني ومن خلال العمل المبارك للمقاومة والمقاومين منذ العام 48 حتى اللحظة، يثبت أن فلسطين قاب قوسين أو أدنى من أن تكون سيدة حرة مستقلة من البحر إلى النهر”.
بدوره، اعتبر رئيس "تكتل نواب بعلبك الهرمل” حسين الحاج حسن من الهرمل "أن كثرة تهديدات قادة العدو للبنان وكثرة الوسطاء القادمين إليه لن تجدي نفعاً في وقف عمليات المقاومة الإسلامية المساندة لغزة ولمقاومتها”، وقال "العدو يعلم جيداً أنه عاجز ومرتدع في مواجهته مع المقاومة وشعبها”.
أما البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي فكان له موقف لافت من موضوع السلاح، وندّد بقرار الحرب المر بعد إطلالة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الأخيرة، وقال "مهلًا، يا أمراء الحروب المتعطشون للدماء وتظلون إليها متعطشين! من سلّطكم على الأرواح البشرية وأنتم تتعدون على سلطة الخالق، معطي الحياة ومستردها. فلا تعتقدوا بأنكم أقوياء بأسلحتكم، بل أنتم أضعف الضعفاء! ما يقويكم هو قلبكم إذا كانت فيه محبّة ورحمة! ما يقويكم هو عقلكم إذا كان ينوّركم فتفكروا بمن تقتلون وبأملاك من تدمرون، وبمنازل من تهدمون! ما يقويكم هو إرادتكم إذا أمسكت يدكم عن استعمال كل هذه الأسلحة التي تظنون أنّكم بها أقوياء. لا! بل أنتم أقوياء بإنسانكم المخلوق على صورة الله، على المحبة والرحمة”.
البطريرك الماروني لأمراء الحرب: لا تعتقدوا أنكم أقوياء بأسلحتكم بل أنتم أضعف الضعفاء
ورأى "أن السلام الإلهي لا يسمح باللجوء إلى الحرب بقرار شخص أو حزب أو فئة من المواطنين. إنه قرار الدولة في الحالات القصوى بعد اعتبار الخسائر البشرية والمادية والمالية والتدميرية ومصير المواطنين الآمنين”، مضيفاً "قرار الحرب مسؤولية جسيمة عن تبعاتها. قرار الحرب قرار مر ومسؤول. فلنصل من أجل تجنيب أهل الجنوب اللبناني المزيد من الضحايا والخسائر والدمار والتشريد، ومن أجل إيقاف الحرب على غزة. فالله، إله السلام، سميع مجيب!”.
وكان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل رد على خطاب نصر الله الذي رحّب بالحرب في حال أراد العدو الإسرائيلي الذهاب إليها قائلا: "لسنا مجبرين على أن نبقى منجرين إلى حرب في غزة لا نعرف متى تنتهي ولا نعرف حجم انعكاسها ونتائجها على لبنان ولا نعرف الثلاثمئة شهيد هل يصبحون ثلاثة آلاف والسبعمئة بيت مدمر بشكل كامل هل يصبحون سبعة آلاف والخمسة آلاف بيت مدمر جزئياً هل يصبحون خمسين الفاً!”، سائلاً "ماذا ننتظر؟ هل ننتظر لنتأكد من إجرام نتنياهو أم نحافظ على معادلة القوة والردع ونبني عليها ونعززها؟ وهل نربط أنفسنا بصراعات ليس لنا فيها وكلفتنا أثماناً كبيرة ونمددها؟ ونمددها من أجل من؟ ولصالح من؟”.