مستشفى الأردن يجمع فريق طبي بين البروفيسور سفيان احمد والدكتور كامل عفيفي لإجراء عملية تعتبر الأولى من نوعها للخلع الوركي.. صور

آية ابو الفيلات 

* البروفيسور سفيان أحمد يُسجّل إنجازًا طبيًا مهمًا بأول عملية لعلاج مرض الخلع الوركي في الأردن.
* الدكتور كامل العفيفي:"تحدٍّ شجاع وشفاء مدهش: عملية خلع الورك تشهد إبداعاً طبياً في مستشفى الأردن".
*البروفيسور سفيان أحمد: خبير في جراحة خلع الورك بأكثر من 7000 عملية ونسبة نجاح 100%.
*الدكتور كامل العفيفي: "التكنولوجيا تغيّر قواعد الكشف الطبي الأشعة فوق الصوتية في مقدمة الحماية من الخلع الوركي للأطفال حديثي الولادة".

في ساحة الطب البارزة، تُعتبر العمليات الجراحية النوعية محطات مهمة تترك بصمة لا تُنسى في حياة المرضى وعائلاتهم، وفي قلب عمان، تألقت عملية استثنائية شهدتها أروقة مستشفى الأردن، حيث تم خوض رحلة الشفاء مع الشاب الشجاع، البالغ من العمر ١٩ عامًا، الذي تحدى تحديات الخلع الوركي بكل قوة وإصرار، بين أيدي البروفيسور وإستشاري جراحة العظام في مدينة هانوفر في ألمانيا سفيان أحمد، وبفضل تنسيق دقيق وجهد متواصل من قِبل فريق طبي متكامل، بقيادة الدكتور كامل عفيفي أخصائي استشاري جراحة العظام انطلقت رحلة الأمل والشفاء.

كانت هذه العملية ليست مجرد تدخل جراحي، بل كانت معركة يخوضها الطبيب وفريقه لإعادة الحياة والحركة إلى جسم شاب واعد، وفي أحضان مستشفى الأردن، اجتمعت الخبرة والتفاني لتكوّن شبكة دفاع متينة، تحاكي كل نبضات الأمل والثقة، تحت قبة المستشفى، تناغمت التقنيات الحديثة مع الرعاية الإنسانية، فأضفت للعملية لمسة من الدفء والإيمان بالتحدي والانتصار، وبفضل إرادة الشاب الصلبة والثقة اللا متناهية في فريقه الطبي، برزت العملية كأول عملية نوعية من نوعها في الأردن، ما أضفى عليها بعدًا تاريخيًا لا يُنسى، وجاءت لحظة التكلل بالنجاح، حيث ارتسمت البسمة على وجوه الجميع، وتسابقت القلوب في الفرح والامتنان لهذا الإنجاز البارز.

وفي مقابلة لـ"أخبار البلد مع الطبيبان، قال عفيفي تتمثل أهمية هذه العملية في الكشف المبكر والعلاج المناسب للأطفال الذين يعانون من هذا المرض، حيث يساهم ذلك في تجنب الآثار السلبية على المفصل والحفاظ على نوعية حياتهم.

وأضاف، يجري الآن الكشف على الأطفال حديثي الولادة بواسطة الترا ساوند للتأكد من عدم وجود الخلع الوركي، مما يسهم في توفير العلاج المبكر وتجنب التداخلات الجراحية اللاحقة.

ويعكف الدكتور سفيان أحمد على إجراء حوالي 200 عملية سنويًا، حيث وصل إجمالي عملياته إلى أكثر من 7000 عملية، وتشهد نسبة النجاح في علاج الخلع الوركي الخلقي تحت إشرافه نسبة نجاح تصل إلى 100%.

على الجانب الآخر، يُعد مرض الخلع الوركي الخلقي أحد الأمراض التي تستدعي اهتمامًا خاصًا، حيث يمكن أن يؤثر بشكل كبير على نوعية حياة الأشخاص المصابين به. 

الأطباء أشاروا إلى أهمية الكشف المبكر والعلاج الفعال لهذا المرض لتجنب المضاعفات المحتملة في المستقبل، عندما يتم تجاهل مرض الخلع الوركي الخلقي في سن الطفولة، يصبح العلاج في وقت لاحق أكثر تعقيدًا، ومع تقدم الطفل في العمر، قد يصبح الحالة بحاجة إلى عملية جراحية خاصة، وهنا يأتي دور الدكتور سفيان أحمد، الذي أجرى أول عملية لعلاج هذا المرض في الأردن بنجاح.

تُشير الأبحاث إلى أن الخلع الوركي الخلقي قد يكون نتيجة لعوامل وراثية أو وضع غير طبيعي للطفل في بطن الأم، حيث تكون الإناث أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض بنسبة تصل إلى أربع مرات أكثر من الذكور.

وتابع الدكتور  عفيفي قائلاً كانت وسائل التشخيص التقليدية تعتمد على الفحص السريري، لكن الآن مع تطور التكنولوجيا، يمكن استخدام الأشعة فوق الصوتية لتحديد الحالات المصابة بهذا المرض فور ولادة الطفل، هذا يسمح بالكشف المبكر وبدء العلاج التحفظي إذا لزم الأمر، ومن المهم أن يكون هناك توعية من قبل الأهل والمجتمع حول أهمية فحص الأطفال بعد الولادة والبحث عن علامات الخلع الوركي الخلقي، فالتشخيص المبكر يساعد في تفادي العلاج الجراحي الضروري في مراحل لاحقة، الذي قد يترتب عليه مضاعفات خطيرة.

أضاف إلى ذلك البروفيسور سفيان احمد، إن العلاج التحفظي المبكر يمكن أن يمنع الآثار السلبية للمرض، مثل التاكل المبكر والخشونة في المفصل، ومع تقدم العمر، يزداد خطر الإصابة بالمضاعفات، ولذلك ينبغي إجراء العمليات اللازمة في فترات زمنية مناسبة للحفاظ على صحة المفصل، من الواضح أن العلاج المبكر والتشخيص الدقيق يمكن أن يحقق نتائج إيجابية ويحسن نوعية حياة الأشخاص المصابين بهذا المرض. وبفضل تقنيات التشخيص الحديثة وخبرة الأطباء المتخصصين، يمكن للمرضى المعالجين الاستمتاع بحياة صحية ونشطة بعد العلاج.


إن عملية الخلع الوركي التي أجريت في مستشفى الأردن لم تكن مجرد عملية جراحية، بل كانت رحلة إلى عالم من الأمل والشفاء، ورحلة لتكريم الحياة وإعادة بناء الأحلام