نحن في قارب واحد حكاما ومحكومين
قديما قيل:
جــزى الله الشـدائد كـل خير
عرفت بها عدوي من صــديقي
ومن سعى لمعرفة صدق الوجوه فليتأمل في المواقف وأصحابها، سيرى حينها حقيقة الوجوه عند الحاجة وعند المصيبة.
سقوط الاقنعة؛ يكون حين تغيب ردحاً من الزمن وفي مفاصل تاريخية المكاشفة والمصارحة المطلوبة بين كل الشركاء على مستوى الوطن، سواء كانوا حكومات أو معارضة، ناهيك عن أهميتها في حياتنا الخاصة والعامة على مستوى الأفراد.
فتح أبواب الحوار بين الأنظمة السياسية وبين القوى السياسية والشعبية؛ هو المدخل الوحيد لحل اي معضلة أو سوء فهم أو سوء تقدير لأي قرار أو تصريح أو ممارسة سياسية من اي طرف كان.
علينا أن ندرك جميعا، حكاما ومحكومين، اننا نعيش في قارب واحد، لذلك لنجعل المكاشفة والمصارحة ديدننا، ولنجعل الاختلاف في وجهات النظر احد مصادر قوتنا؛ اسمع رايك وتسمع رأيي حتى يكون هدفنا ان نجد الرأي الأفضل الذي يخدم بلدنا اكثر
قرأت نصاً عن "سقوط الاقنعة" اعجبني، واقتبس منه الفقرات التالية:
"ولكن حينما يسقط القناع وتنكشف الحقيقة، ترى وجوها عليها غبرة، ترهقها قترة، تحاول أن تتغلغل بين أفراد المجتمع بصورتها السيئة فلا تجد إلا الطرد، فالمتلونون يصعب العيش معهم، وكيف يمكن أن يكون التآلف والوداد مع إنسان كنت تظن أنه الدواء الشافي لجرحك، وصرحك العالي في بنيانك، وحلمك الوردي لأملك، وإذا به يهوى أمامك وتنكشف حقيقته عند سقوط قناعه المختبئ خلفه". "تسقط الأقنعة حينما تصفعك اليد التي كنت تنتظر أن تُمدّ لك بالعطاء، وحينما تصفعك وقد كنت تظن أنها سندك." انتهى الاقتباس.
واختم كلامي في هذا الموضوع برسالة إلى كل الأطراف التي تتشارك في الهم الوطني الاردني نظاماً وحكومة وقوى سياسية وحزبية ومؤسسات مجتمع مدني؛ بجملة كان يرددها دائما شقيقي الاكبر رحمه الله؛ محمود زياد ابو غنيمة، نقيب المهندسين الزراعيين ورئيس مجلس النقباء السابق:
" هذا الوطن لا يُبنى إلا بالحب، ولا يقوى إلا بالشراكة، ولا تظهر تفاصيله الجميلة إلا بالإختلاف؛ اختلاف الآراء وليس اختلاف القلوب".
دمتم ودام وطننا الحبيب قويا منيعاً، تحرسه عناية الله بلطفه ورحمته.