مراقَبون دائماً وممنوعون من التصوير! سياح روس نجحوا في زيارة كوريا الشمالية يحكون تجربتهم “السيئة”

قالت صحيفة The Guardian البريطانية في تقرير نشرته يوم الأحد 31 مارس/آذار 2024 إن أكثر من 200 سائح روسي زاروا كوريا الشمالية هذا العام في ثلاث رحلات. ووفقاً لشبكة CNN الأمريكية، يجد كثير من السياح الروس أنفسهم محرومين من السفر إلى الوجهات السياحية جراء الحرب في أوكرانيا لكن كوريا الشمالية- التي تعد حليفاً رئيسياً لروسيا- قدمت لهم فرصة نادرة للسفر.

 

200 سائح روسي زاروا كوريا الشمالية

على أن السياحة في كوريا الشمالية تخضع لرقابة مشددة، إذ لا يُسمح للمسافرين الأفراد بدخول البلاد، ويرافق المجموعات مراقبون. وتُستخدم عائدات السياحة لدعم نظام الديكتاتور كيم جونغ أون.

وتبلغ تكلفة الجولات الجماعية، التي أعلنت عنها عدة شركات سياحية روسية لأول مرة في يناير/كانون الثاني، 750 دولاراً. وهذا المبلغ يغطي تذكرة الطيران ذهاباً وإياباً إلى بيونغ يانغ، المطار الدولي الوحيد لكوريا الشمالية في العاصمة. ويغطي أيضاً الرحلة الداخلية إلى منتجع التزلج على الساحل الشرقي لكوريا الشمالية، والإقامة في الفندق، والوجبات.

 

أما تذكرة التزلج اليومية التي يبلغ ثمنها 40 دولاراً والهدايا التذكارية والنفقات الأخرى، بما يشمل الكحول والسجائر، فيتكفل بها السائحون.

 

برنامج سياحي في كوريا الشمالية

تبدأ هذه الجولات برحلة جوية مدتها ساعتان من مدينة فلاديفوستوك في أقصى شرق روسيا إلى بيونغ يانغ، وتديرها شركة طيران إير كوريو المملوكة للدولة في كوريا الشمالية.

 

ولدى وصولهم إلى بيونغ يانغ، زار السائحون الروس ساحة كيم إيل سونغ المركزية، وانحنوا أمام التمثالين البرونزيين للزعيمين الراحلين كيم إيل سونغ وكيم جونغ إيل على تل مانسو، وحضروا عرضاً موسيقياً في قصر مانغيونغداي للأطفال، حيث أدى الشيوعيون الصغار عروضاً موسيقية وطنية.

 

وعادة ما تكون هذه العروض التي تنظم بعناية مشبعة بالدعاية الحكومية التي تهدف إلى غرس الفخر الوطني والولاء في الكوريين الشماليين لعائلة كيم، التي تحكم البلاد منذ وصولها إلى السلطة عام 1948.

 

ووصف سائح روسي الأطفال بأنهم "منضبطون ومطيعون"، مضيفاً أن المراقبين المحليين صادروا الشوكولاتة التي جلبها بعض السياح الروس لهؤلاء الأطفال.

 

على أنه بالنسبة لكثيرين، لم تبدأ العطلة فعلياً إلا في اليوم الثاني، حين استقل السائحون طائرة داخلية إلى مدينة وونسان الساحلية بالقرب من منتجع ماسيكريونغ للتزلج.

 

ويعد المنتجع أحد مشاريع البناء الضخمة التي شيدت بناءً على طلب كيم في السنوات الأخيرة، ويُعتقد أنه تكلف 30 مليون دولار. ويُنقل الضيوف إلى منحدرات التزلج على متن زوارق الجندول النمساوية القديمة المستوردة من الصين.

 

وقيل للسائحين الروس إنهم سيقيمون في "منتجع خمس نجوم على طراز جبال الألب السويسرية" شُيد بناء على أوامر كيم، الذي تلقى تعليمه في سويسرا.

 

وتظهر صور منشورة على إنستغرام غرفاً فندقية فاخرة وحمام سباحة حديثاً وساونا ومنطقة مساج وصالوناً لتصفيف الشعر.

 

انزعاج السياح من كوريا الشمالية

رغم الجهود الحثيثة التي تبذلها كوريا الشمالية لتقديم صورة لامعة للبلاد، قال بعض السياح الروس إنهم غادروها وهم يشعرون بالانزعاج.

 

قالت السائحة أولغا شابلوك: "طوال الرحلة، كان الشعور بالعجز والرقابة الدائمة يخيم على البلاد". وفي بيونغ يانغ، قالت إنها أثناء وجودها في الحافلة مع السائحين الآخرين، كانت بالكاد ترى سيارات أو أشخاصاً على الطرق. وقالت: "سألنا مرشدينا عن ذلك، فأخبرونا أن الناس في العمل".

 

ومُنع السائحون منعاً باتاً من تصوير المنازل أو الأشخاص العاديين ولم يغامروا بالخروج بمفردهم. وبدا الأشخاص القلائل الذين رأتهم أولغا "قصيري القامة وجائعين"، في حين كان بعض الأطفال "يرتدون ملابس قليلة" رغم البرد.

 

في حين قالت يوليا ميشكوفا، وهي سائحة روسية أخرى: "شعرت بالحزن على مواطني كوريا الشمالية الخائفين"، وأضافت أنه من الصعب تجاهل حقيقة أن تذكرة التزلج اليومية تكلف أكثر من متوسط الراتب الشهري. وقالت: "لن أذهب مرة أخرى لأسباب أخلاقية ومعنوية".