بعد ما خلص رمضان.. وزارة الزراعة تبشر الأردنيين بوصول الخرفان والعجول!!

هبة الحاج 

عندما يأتي شهر رمضان الكريم، ينطلق المواطنون في سباق مع الزمن والأسعار المرتفعة، يبحثون عن اللحمة التي تشدو بهم أنوار السفر إلى عالم الشهوات اللذيذة، ولكن يبدو أن وزارة الزراعة لديها نظرة مختلفة تمامًا عن هذا السباق الشعبي.

بعد أن يكاد الأردنيون يفرحون بقرب قدوم العيد، تأتي وزارة الزراعة كالمطرقة المسمومة لتطعن في أحلامهم بإعلانها عن وصول خرفان وعجول بعد انقضاء شهر الصوم المبارك.

لكن هل يا ترى كانت هذه الخطوة الحكيمة؟ هل كان الوقت المناسب لإيقاف هذه السيولة اللحمية في الأسواق؟ ربما كان من الأنسب تقديم هذه الهدايا الشهية قبل بداية شهر الصيام، حيث كانت الأسعار في أوجها والمواطنون يترقبون بفارغ الصبر وصول اللحمة المباركة.

وفي محاولة للتهدئة، تعد وزارة الزراعة بتخفيض الأسعار خلال فترة الأعياد وما بعدها، وتقدم الحجة بأن الغنم ستكفي الأردن 40 يومًا والعجل شهرين.. ولكن، يا للعجب، أين كنتم أيها المسؤولون قبل بداية شهر رمضان؟ هل كان من الصعب عليكم توفير هذه اللحوم في وقتها المناسب؟ أم أنكم كنتم مشغولين في لعبة "اختناق الأسواق" بدلاً من "ترويض الأسعار"؟

فعلاً، يبدو أن وزارة الزراعة لديها سحر خاص في اختيار أسوأ الأوقات لإعلاناتها، ولا يسعنا سوى أن ننتظر المزيد من المفاجآت الساخرة في الأيام القادمة، ربما مرافقة لوصول الشاحنات المحملة بالبطيخ بعد موسم الصيف!

المواطنون علقوا على حالة الاستعداد والجاهزية غير المسبوقة بتعليق اختصر الحكاية والرواية قائلين "يطعمكم الحج والناس الراجعة" .. فهل يعقل يا معالي الوزير أن يتشوى المواطن بنار الأسعار للحوم التي تجاوزت كل السقوف وبعد أن "حشى" التجار جيوبهم بفروق الأسعار التي ملأت كروشهم وجيوبهم معها .."الله لا يشبعهم" وبعد أن انتهت الحفلة وخلص السامر يبشرنا معالي الوزير بوصول "المااااااااااء" نقصد الأغنام و"فرحين يا فتحية".