فراس عوده حجازين : كيف نتهاون مع معارضة تستعين بامريكا ضد مملكتهم
المعارضه الاردنية الوطنية وهنا اشدد على كلمة وطنية بتاريخها الطويل والمشرق لم تستنجد بالاجنبي كما يحصل الان فالمعارضه سابقا والتي اعتبرها معارضه وطنية وبالرغم من المطارده والسجن والاعتقال والتعذيب الا انها لم تقبل على نفسها الاستنجاد بالاجنبي لمساعدتها على نيل حقوقها من الدولة الاردنية ولم نسمع عن معارض سابق طالب اوروبا وامريكا بالتدخل بالاردن لمحاربة الفساد او غير ذلك كما نرى ونسمع هذه الايام فكل شيء تغير واصبحنا نرى معارضه همها الوحيد الاساءه الى الاردن والتقليل من منجزاته وتستنجد بالاجنبي من اجل محاربة الفساد على حد قولها وكأن الاردن دولة لا يوجد به قوانين ولا محاكم ولا مؤسسات صومال اخر وهذا قمة العيب والخزي سيلتصق الى الابد بمن طالب ويطالب في مؤتمرات الشتم والخزي التي يعقدونها من وقت لاخر والهدف منها بالدرجه الاولى حتى لا يغيب المعارض عن الساحه وتبقى صورته ماثله امام الناس هؤلاء الابطال الوهميون الذين كبروا وكثروا هذه الايام بفضل ارتفاع مستوى الحرية التي نعيشها بالاردن وبسبب اتساع صدر القياده الحكيمه والذين اساءوا الى الاردن بكلامهم المعيب وبكثرة الحديث عن الفساد وانكار الانجازات التي تحققت من دوله صغيره في مساحتها كبيره في شعبها وقيادتها وكأن الاردن هو الدوله الوحيده التي يوجد بها فساد وكأنهم وهنا اقصد تلك الزمرة ممن يحسبون انفسهم معارضه مصلحين وملائكه الله على ارضه مع ان الشعب يعرف تاريخ كل واحد فيهم ويعرف ماضيه الاسود .
عندما تتجرأ توجان فيصل على الاستنجاد بامريكا لمساعدتها على مكافحة الفساد او استرداد الاموال فهذا قمة العيب والخزي في حين وبالامس القريب كانت امريكا بالنسبة الى توجان الشيطان الاكبر والعدو الشرس للعرب وللامه العربية بسبب مساندتها لاسرائيل واحتلالها للعراق وتدمير دولة عربية ذات سيادة وحامية البوابة الشرقية للامه العربية فهذا التناقض الكبير والغريب في تفكير توجان وغيرها ممن سار على دربها يدعونا الى مزيد من التفكير والتأمل بما ألت اليه حال المعارضه لدينا من هبوط حاد في منسوب الوطنية الاردنية التي جميعا نعتز بها والمشكله ان توجان ليست هي الوحيدة التي طلبت مساعدة امريكا الشيطان الاكبر فهناك بعض الاحزاب العريقه والكبيره في الاردن ممن كانت تحظى باحترام ورعاية النظام والدوله وانشأت الجمعيات والمراكز واستثمارات بملايين الدنانير بسبب رعاية ودعم النظام في حين كانت باقي الاحزاب في السجون والمعتقلات قد التقت مع سفراء امريكا ودبلوماسييها وسفراء بعض الدول الاوروبية ولا نعرف ما دار بينهم من حديث وما هي التنازلات التي قدمت من اجل الوصول الى الحكم حيث ان الاجتماعات واللقاءات احيطت بالسرية التامه وغابت عنها الشفافية والمكاشفه بسبب تركيزهم على مصالحهم الشخصية والحزبية الضيغه وغياب البحث عن المصلحه الوطنية العليا.
من حق المعارضه السورية او الليبية على سبيل المثال ان تطلب مساعدة الغرب وحلف النيتو لان الانظمه الموجوده في تلك الدول قمعية لا تحترم حقوق الانسان واغلقت جميع ابواب الحوار اتت الى السلطه بقوة السلاح والانقلابات والدماء ولا تعترف ابدا بالرأي الاخر وتحرم على المعارضه ان تمارس العمل السياسي اضافة الى ان المعارضه قابعه في السجون والمعتقلات وتحت التعذيب وكلنا شاهدنا ما قامت به تلك الانظمه من قتل وتعذيب اثناء ثورات شعوبها المطالبة بالحرية والمشهد السوري لا زال ماثل امامنا ولغاية الان حيث قتل ما يزيد عن ستة الالاف مواطن سوري منذ بداية الثوره في العام الماضي لذلك فان المعارضه السورية لم تجد امامها مخرج لهذه الازمه سوى الاتصال والاستنجاد بالغرب عندما لم يفتح النظام السوري ابواب النقاش والحوار معها بعكس الحال هنا في الاردن.
لا نريد للمعارضه الاردنية ان تغرد خارج السرب وان تبقى كما عهدناها معارضه وطنية تعارض وتعتصم وتحرك المسيرات ضمن حدود القانون وتحت المظله الوطنية الاردنية وان الاستنجاد بامريكا او باوروبا او الالتقاء مع سفرائهم لن يغير بالحال شيء وهو شيء معيب ومخزي بكل المقاييس فوصول المعارضه الى الحكم لن يتم الا من خلال صناديق الاختراع والرضا الشعبي فقط.