الحوثيون يعلنون عن سقوط مدنيين ودمار واسع في الممتلكات جراء الغارات الأمريكية والبريطانية الأخيرة

أعلنت جماعة "أنصار الله”(الحوثيون) عن سقوط ضحايا (قتلى وجرحى) ودمار هائل في الممتلكات العامة والخاصة جراء الغارات الأمريكية والبريطانية الأخيرة التي استهدفت صنعاء وعدداً من المحافظات اليمنية.
وأدانت الجماعة،أمس الأحد، "الاعتداء الإجرامي الذي شنه طيران العدوان الأمريكي البريطاني على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات بأكثر من 15 غارة”. فيما أعلن الجيش الأمريكي، الأحد، عن اشتباكه مع ست طائرات مسيرة للحوثيين في البحر الأحمر، متحدثاً عن تعرض سفينة صينية لأضرار طفيفة جراء هجوم صاروخي، السبت.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت، السبت، نيتها شراء غواصة إلكترونية لفحص وفهم وضع السفينة الغارقة "روبيمار” منذ الثاني من مارس/ آذار في البحر الأحمر. فيما كان فريق حكومي يمني قد زار موقع السفينة وأخذ عينات من محيطها للتأكد من مدى تسرب حمولتها من الأسمدة. واعتبرت وزارة حقوق الإنسان في حكومة جماعة "أنصار الله”، الغارات الأمريكية والبريطانية على صنعاء وعدد من المحافظات "تمثل استمراراً للانتهاكات الصارخة لكل القوانين الدولية وتعدياً سافراً على الحق السيادي للجمهورية اليمنية”.
وأشارت إلى أن هذه الغارات أسفرت عن سقوط مدنيين (لم تذكر عددهم) بالإضافة إلى ما أحدثته من الترويع والذعر وإرهاب النساء والأطفال، كما خلفت دماراً واسعاً في الممتلكات العامة والخاصة، وفق بيان نشرته وكالة الأنباء سبأ، التي يديرها الحوثيون.
وتعرضت صنعاء وعدد من المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين لغارات أمريكية وبريطانية مكثفة مساء الجمعة.
وأكد البيان "أن العدوان الذي شُن على اليمن منذ عشر سنوات حتى اليوم وما يحدث من جرائم مستمرة في غزة، تتحمل مسؤوليته أمريكا وحليفاتها، وهو ما يثبت أن المدافعين الزائفين عن حقوق الإنسان هم أكبر منتهكي حقوق الإنسان في العالم أجمع”.
كما أكد ما اعتبره "المشروعية القانونية والإنسانية لتضامن اليمن قيادة وحكومة وشعباً مع فلسطين ومساندته للشعب الفلسطيني بكل الخيارات الممكنة، وإلى كونه واجباً دينياً ثابتاً، وأن ثباته ومشروعيته مستمرة طالما ظل العدوان والحصار الجائر على قطاع غزة المنكوب والمحاصر وما يتعرض له سكان القطاع من جرائم إبادة ليس لها مثيل في التاريخ المعاصر من قبل الصهاينة بدعم مباشر من أمريكا وبريطانيا”.
فيما اعتبر المجلس السياسي الأعلى الحاكم في مناطق سيطرة الجماعة في بيان صادر عنه السبت، أن "اعتداءات ثلاثي الشر الصهيوني، عدوان همجي على بلد ذي سيادة وسيقابل بالتأديب للمعتدي والمتجاوزين لكل القوانين الدولية ومنتهكي سيادة البلدان”.
وقال "إن المعتدين سيؤدبون على كل انتهاك سافر لسيادة بلدنا”، مؤكداً "أن صنعاء ستظل عاصمة الأحرار وملتزمة بالدفاع عن المستضعفين في غزة وفلسطين”.
فيما قال القيادي في الجماعة، محمد علي الحوثي، في تدوينة على منصة أكس، إن هدف الهجمات هو كسر الحصار البحري على السفن المرتبطة بالكيان الإسرائيلي.
وقال: "هجمات متهورة إرهابية أمريكية بريطانية على اليمن هدفها الأولى كسر الحصار البحري عن السفن المرتبطة بالكيان الغاصب المحاصر لغزة. إن استمرار الهجمات يؤكد استمرار أمريكا وبريطانيا بدعم المذابح والإبادة واستخدام التجويع كسلاح ضد أبناء غزة. إن هذا العدوان الهمجي إرهاب وغير قانوني وإجرام فاشل”.
الجيش الأمريكي قال، الأحد، في بيان عن عملياته في البحر الأحمر ليوم السبت، إن الحوثيين أطلقوا أربعة صواريخ باليستية مضادة للسفن باتجاه البحر الأحمر بالقرب من ناقلة النفط "إم/ڤي هوانغ پو”، وهي ناقلة نفط ترفع علم بنما، وتعود ملكيتها وإدارتها إلى الصين. وقال بيان القيادة المركزية (سنتكوم) إنه تم تحديد صاروخ باليستي خامس تم إطلاقه باتجاه السفينة هوانغ پو، وقامت السفينة بإصدار نداء استغاثة لكنها لم تطلب المساعدة.
وأضاف: "تعرضت سفينة إم/ڤي هوانغ پو لأضرار طفيفة وحريق على متنها حيث تم إخماده في غضون 30 دقيقة. ولم ترد أنباء عن وقوع أية إصابات، واستطاعت السفينة من استئناف مسارها”. وقال البيان: "هاجم الحوثيون السفينة إم/ڤي هوانغ پو على الرغم من إعلانهم مسبقاً أنهم لن يقوموا بمهاجمة السفن الصينية”.
وفي وقت لاحق، أفاد موقع مراقبة الحركة البحريّة "مارين ترافيك” بأنّ السفينة غادرت البحر الأحمر إلى خليج عدن، متّجهة بحسب شركة الأمن البحري "أمبري” نحو وجهتها التالية ميناء نيو مانغالور في الهند.
ووفقاً لـ”أمبري” فقد "تمّ تغيير بيانات التسجيل، بما في ذلك اسم الناقلة ومُشغّلها” في شباط/ فبراير الماضي. وأضافت الشركة أن السفينة سجلت عام 2019 تحت اسم "يونيون ماريتايم ال تي دي”، وهي شركة بريطانية، موضحة أن سفينة تابعة لهذه الشركة تعرضت سابقاً لهجوم من الحوثيين.
وكانت وكالة بلومبرغ الأمريكية نسبت، الخميس، إلى مصادر لم تسمها تصريحات عن مباحثات روسية صينية مع المتحدث باسم الحوثيين في مسقط بشأن عدم تعرض سفن البلدين لهجمات خلال مرورها في البحر الأحمر، لكن مسؤولين روس نفوا ذلك، ولم يصدر تأكيد من أي جهة. وأضاف البيان الأمريكي: "كما استطاعت القوات الأمريكية، بما في ذلك السفينة يو إس إس كارني، من تحديد ست طائرات مسيّرة دون طيار تابعة للحوثيين فوق جنوب البحر الأحمر”. وقال: "تحطمت خمس منها في البحر الأحمر، بينما حلقت واحدة منها صوب المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن”.
وكانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية (يو كاي إم تي أو) قد تحدثت، السبت، عن وقوع حادث على بعد 23 ميلاً بحرياً غرب المخا في اليمن.
وقالت الهيئة التابعة للبحرية البريطانية إن "السفينة أصيبت بقذيفة مجهولة الهوية، وتم إخماد الحريق الناتج بنجاح من قبل الطاقم، وتم الإبلاغ عن سلامة السفينة وطاقمها”.
إلى ذلك، أعلنت البحرية الأمريكية عن وفاة جندي أمريكي سقط في البحر في حادث غير قتالي من على متن السفينة (يو إس إس ماسون) في البحر الأحمر.

أزمة السفينة روبيمار

على صعيد أزمة السفينة روبيمار التقى، السبت، الخبير المكلف من الأمم المتحدة بإدارة أزمة السفينة، ماتيا لوجيا، محافظ الحديدة، حسن طاهر، في مدينة المخا، وقائد قوات خفر السواحل، العميد عبدالجبار الزحزوح، ونائب رئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر مدير ميناء المخا، عبدالملك الشرعبي.
وأعلن خلال اللقاء نية الأمم المتحدة شراء غواصة إلكترونية لتحليل وفهم وضع السفينة الغارقة. وغرقت السفينة في الثاني من مارس/ آذار قبالة سواحل اليمن الغربية في البحر الأحمر بعد أيام من جنوحها جراء استهدافها من قبل الحوثيين في 18 فبراير/ شباط الماضي.
وذكرت وكالة الأنباء الحكومية أن الخبير الأممي استعرض التحليل الفني والتوصيات الصادرة عن الأمم المتحدة لمواجهة الأزمة الناتجة عن غرق السفينة.
وطبقاً للوكالة الرسمية، فقد أشار الخبير الأممي إلى مشاركة 16 خبيراً من الأمم المتحدة في مجالات الهندسة البحرية والتسريبات النفطية والشؤون القانونية لمواجهة أزمة "روبيمار”، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة قدّمت آلية متكاملة للتعامل مع السفينة.
واستعرض التحديات الكبيرة التي تواجه عملية تخليص السفينة، مؤكداً ضرورة النزول تحت الماء لتحليل الوضع وفهم الكارثة بشكل أعمق، معلناً عن نية الأمم المتحدة شراء غواصة إلكترونية لهذا الغرض.
واستمع الخبير الأممي إلى وجهات نظر المسؤولين الحكوميين حول الأزمة، والذين أكدوا أهمية الدور الذي تلعبه الأمم المتحدة في هذا الشأن، وضرورة توسيع الجهود على نحو تترتب عليه نتائج إيجابية وسريعة، مشيرين إلى أن أي نتائج وخيمة لهذه المشكلة ستخلق كارثة إنسانية وبيئية تصعب معالجتها على مدى عقود. وحسب المصادر الرسمية، فإن وصول الخبير الأممي إلى مدينة المخا، يأتي في خطوة تهدف إلى تقديم الدعم الفني والمشورة للحكومة اليمنية للتخفيف من تداعيات الكارثة المحتملة عن غرق السفينة (روبيمار)، التي تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين، مما أدى إلى غرقها لاحقاً في الممر الملاحي الدولي بالبحر الأحمر.
وطبقاً للمصدر ذاته، فقد قام فريق مشترك من الهيئة العامة للشؤون البحرية والهيئة العامة لحماية البيئة، السبت، بزيارة إلى موقع غرق السفينة (روبيمار) لأخذ عينات من مسافات متعددة في محيط السفينة لفحصها ومعرفة مدى تسرب الأسمدة الموجودة في السفينة.

أولويات

على الصعيد الحكومي، أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أحمد عوض بن مبارك، حرص الحكومة على إيجاد شراكة حقيقية مع الأمم المتحدة والوكالات والمنظمات والبرامج التابعة لها، قائمة على الاحتياجات والأولويات المؤثرة التي تمس حياة ومعيشة المواطنين.
وذكرت وكالة الأنباء الحكومية أن رئيس الوزراء وزير الخارجية شدد، لدى استقباله، اليوم الأحد، في العاصمة المؤقتة عدن، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، زينة علي أحمد، على إعادة تحديث الأولويات بالتركيز على التدخلات المستدامة، مبدياً ملاحظاته حول بعض التدخلات الأممية، وآليات التنسيق والتعاون لتحديثها بما يتوافق مع الرؤية الجديدة للحكومة وبرنامج عملها للفترة القادمة.