"ساعة الأرض".. كيف تؤثر على استهلاك الكهرباء حول العالم؟
من سيدني وحتى نيويورك، تشارك المدن حول العالم في حدث يسمى بـ"ساعة الأرض"، في خطوة تسعى للتذكير بالتغير المناخي وأثره على الكوكب الذي نعيش فيه.
وتقضي هذه التعبئة في جميع أنحاء العالم ضد ارتفاع حرارة الأرض، بإطفاء أنوار المدن والمواقع المهمة في العالم أجمع لمدة ساعة عند الساعة الثامنة والنصف بالتوقيت المحلي.
وكانت مبادرة "ساعة الأرض" انطلقت في سيدني، عام 2007، قبل أن تتطور لتصبح حدثا عالميا ضخما.
وبدأت العملية في سيدني التي أطفأت الأنوار في إطار هذه المبادرة في 2007 بهدف تسليط الضوء على الاحترار المناخي الذي ما زالت مكافحته تتطلب بذل الكثير من الجهود. لتطفأ حينها دار الأوبرا الشهيرة في سيدني وكذلك الجسر الذي يعلو مرفأ المدينة.
ويشهد العالم تسارعا كبيرا في وتيرة الاحترار العالمي تحت تأثير الغازات المسببة لمفعول الدفيئة والناجمة بدرجة كبيرة عن احتراق مصادر الطاقة الأحفورية: الغاز والفحم والنفط.
ما هي كمية الطاقة التي توفرها ساعة الأرض؟
وخلال ساعة الأرض يخيم الظلام على ملايين المنازل وآلاف المباني التاريخية والمعالم الأثرية.
وبين هذه المواقع مبنى "إمباير ستيت" ومقر الأمم المتحدة في نيويورك، وبرج إيفل في فرنسا وساعة بيغ بن في لندن والأهرامات في مصر والكرملين في موسكو والجامع الأزرق في إسطنبول وكنيسة القديس بطرس في روما وقصر الحمراء.
أثناء ساعة الأرض في 2007 في سيدني ظلت الأنوار الضرورية مضاءة لأغراض السلامة بما فيها أضواء الشوارع، وقالت شركات تزويد الطاقة في أستراليا إن هذه الساعة خفضت استهلاك الكهرباء بنحو 10.2 في المئة، بحسب تقرير سابق لوكالة رويترز.
وفحصت دراسة بيانات استهلاك الكهرباء في عشر دول تشارك في مبادرة "ساعة الأرض" على مدى ست سنوات، ليتبين أن إيقاف تشغيل الكهرباء لمدة ساعة واحدة خفض استهلاك الكهرباء بمتوسط 4 في المئة.
وأشارت إلى أنه قد لا تكون المبادرة هدفها تحقيق توفير ملحوظ في الكهرباء، إنما تبين كيف أن إجراءات "السلوك الهادف" يمكن أن تؤثر في الطلب العالمي عليها، وهي استراتيجية قد تكون مفيدة للتحكم وقت الأزمات.
وأطلقت مبادرة ساعة الأرض قبل الصندوق العالمي للحياة البرية وشركائه في سيدني، وتصف هذه الساعة بأنها "أكبر حركة شعبية عالمية من أجل البيئة".
وتقول إن الهدف من ساعة الأرض هو زيادة الوعي حول حماية الطبيعة، ومعالجة أزمة المناخ.
ويشجع الصندوق العالمي للحياة البرية المشاركين في المبادرة على استخدام ساعة إطفاء الأضواء "للقيام بشيء إيجابي لكوكبنا" مثل قراءة مقال أو الاستماع إلى بودكاست حول التنوع البيولوجي أو تغير المناخ، أو قضاء الوقت في الهواء الطلق لإعادة الاتصال بالطبيعة، أو مشاركة المعلومات حول تغير المناخ مع الأصدقاء أو العائلة أو السياسيين المحليين.
وحذرت الأمم المتحدة، الثلاثاء، من أن العقد المنصرم كان الأكثر حرا على الإطلاق، ما تسبب في ذوبان الأنهر الجليدية بشكل غير مسبوق في عام 2023.
حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، من أن مؤشرات تغير المناخ بلغت مستويات غير مسبوقة في عام 2023، مما يدفع الأرض إلى "حافة الهاوية"، معتبرا أنه لا يزال هناك متسع من الوقت "لإنقاذها".
ويشير أحدث تقرير للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية "حول حال المناخ العالمي إلى أن العالم على حافة الهاوية" حيث "يسبب التلوث بالوقود الأحفوري فوضى مناخية غير مسبوقة".
وأكد التقرير أن عام 2023 كان العام الأكثر حرا على الإطلاق مع بلوغ متوسط درجة حرارة سطح الكوكب 1.45 درجة مئوية فوق مستوى ما قبل الثورة الصناعية.
وقال غوتيريش إن "كل جزء من الدرجة من احترار المناخ لديه تأثير على مستقبل الحياة على الأرض".
من جانبها قالت الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، سيليستي ساولو: "إن تغير المناخ لا يقتصر على درجات الحرارة. ما شهدناه عام 2023، خصوصا من حيث ارتفاع درجات حرارة المحيطات بشكل غير مسبوق وذوبان الأنهر الجليدية وفقدان الطوف الجليدي في القارة القطبية الجنوبية، يثير القلق الأكبر".
وبينما لعبت ظاهرة إل نينيو وعوامل أخرى دورا في الحرارة غير المسبوقة، شدد العلماء على أن انبعاثات غازات الدفيئة التي يواصل البشر ضخها في الجو، هي المسبب الرئيسي لارتفاع معدلات الحرارة، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.
وقد حذرت لجنة المناخ التابعة للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة من أن العالم قد يتجاوز ارتفاعا لدرجة الحرارة بمعدل 1.5 درجة مئوية في أوائل ثلاثينيات القرن الحالي.
وتستمر الانبعاثات المسببة لتسخين الكوكب، والناجمة بشكل رئيسي عن حرق الوقود الأحفوري، في الارتفاع في وقت يقول العلماء إنها يتعين أن تنخفض بمقدار النصف تقريبا خلال هذا العقد.